هل فقد الموت عظته!؟
بقلم.. فاتن ابو سديرة
هل فقد الموت عظته ورهبته بين البشر !؟بدت الناس اليوم لا تبالى الموت أو رهبته مهما رأت او سمعت عن أهوال لحظات الموت وفزعه
اصبحت الناس تتدافع فى مراسم الدفن وسرادقات العزاء للتصوير مع اهل المتوفى او الجثمان نفسه ولم يعد يقتصر هذا المشهد العبثى على مراسم دفن المشاهير وسرادقات عزائهم بل ساد هذا المشهد حتى فى جنائز العامة
المتواجدون يتظاهرون بالحزن حتى تلتقط الصورة فإذا بهم تنفرج أساريرهم ويبدأون الثرثرة وكأن شيئا لم يكن
السيدات يرتدين ما لا يتناسب مع موقف شديد القسوة والألم على أى نفس بشرية كمراسم الدفن او العزاء
يرتدون من الحلى والملابس القصيرة وغيره ما لا يتناسب وهذا المشهد المهيب
وما إن تبدأ مراسم تلقى العزاء حتى تسمع تمتمات الحضور غير منصتين لما يقرأ من ايات الذكر الحكيم او يقال من دعاء للمتوفى
وقد تعلو الوجوه بعضا من الابتسامات خلسة
نرى الحضور فى حالة غريبة من اللامبالاه وعدم الاكتراث بالحدث الجلل
ماذا حدث للنفس البشرية ؟ وكيف وصلت الى هذا الحد من تبلد الاحساس وموت المشاعر!؟
فمهما كانت صلة المتوفى بالحاضرين فلا حزن يبدو على الوجوه ولا اسف على ذكريات جمعتنا بعزيز فقدناه
لقطات الحزن المزيفة وصور المشاطرة الكاذبة تنتهى بغياب الكاميرا عن المشهد الكاميرا اصبحت سيدة الموقف و الصورة هى الرسالة التى نود نشرها مفادها يقول ..ها نحن نشارك الاخرين حزنهم !!
فأين جلال الموت ورهبته !؟وأين عظته !؟
وكيف غفل الناس هذه العظه التى تهذب النفوس وتقَوِّم الأخلاق !؟
انشغل الناس بلهو جناح البعوضة وغفلوا عن العظة الاكبر ولا ابلغ من قول المصطفى عليه الصلاة والسلام (( كفى بالموت واعظًا، وكفي باليقين غنى)).اخرجه الطبرانى
فلنراجع انفسنا و لنتدبر هذه اللحظات ونتأملها بشئ من العبرة انها رسائل الهيه لنستفيق من غفوتنا و نحشد لغدنا عمل نلقاه به
اصلح الله احوال العباد فى الدنيا والآخرة