لغات الحب
بقلم د .صالح وهبة
كل منا بداخله طفل يلازمه طول حياته ، الإنسان يكبر ويشيخ ويحدث له تغيرات ، لكن هذا الطفل يظل كما هو طفل ، لا يعترف بزمن العقارب والساعات لانه يعيش في زمن المشاعر واللمسات الحانيات،
غذاؤه من نوع خاص، غذاء روحي يعتمد في مكوناته على 5 لغات تقدم على شكل وجبات مختلفة، تختلف كل وجبة على حسب ميول كل طفل وعلى حسب الرغبات وهذه الوجبات هي ..(١) لمسات حانيات (٢) كلام حلو وتشجيع وحوارات (٣) تقديم الخدمة والمساندات (٤) إعطاء وقت واهتمامات (٥) تقديم هدايا تحمل أجمل الابتسامات …
لكن !
قبل أن ننخرط ونخوض في بحر هذه اللغات الخمس ، كان ولا بد أن نقف وقفة !!
كل إنسان منا …توجد أشياء تؤثر فيه وتظل ملازماه كالظل ( ولا تنتهي ) هذه الأشياء تفرح الطفل الذي بداخله لأنه يتغذى عليها كما ذكرنا آنفا …
مثل :(كلمة حلوة .اهتمام ..احترام . مساعدة )
فليس إنك أصبحت شيخًا كهولًا، لا تتأثر بها ، بل على العكس سياتي اليوم وخاصة عندما تكبر تكون في أمس الحاجة إليها..
هذه الأشياء تسمي لغات الحب
(لغتك أنت ويجب أن تدركها وتتعرف عليها وأيضا تعرف لغة الآخرين حتي تستطيع تقديمها لهم بطريقة صحيحة ….وهي تختلف من شخص لآخر
بمعنى ..
هناك من يجد لغته (ما يحبه ) في أن تعطيه وقت خاص تجلس معه وتؤانسه وتنصت إليه بكل جوارحك ويحس إنك مهتم به وهناك من يجد لغته في تقديم مساعدة أو خدمة دون أن يطلبها منك وآخر من يجد لغته في الطبطبة والحنية ومنهم من يجد لغته في الكلام الحلو والتشجيع
والجدير بالذكر
هذه اللغات الخمس تختلف في درجة تأثيرها من شخص لآخر بنسب مختلفة.. ولكن لاغنى عنها جميعها للشخص الواحد ..
فهناك شخص يجد لغته في الطبطبة وتفرق معه كثيرًا ومنهم من يفرق معه التشجيع
ولو أعطينا نسبة لكل لغة لوجدنا لغة التشجيع تحظى بنصيب الأسد بما يعادل 40% واللغات الأربع الباقية كل منها يحظى بما يعادل 15% تقريباً
والسؤال الملح الذي يطرح نفسه .. هل اكتشفت لغتك ؟(عارف ايه اللى بتحبه ؟) ..هل مرتبهم حسب الأولوية أم الكل متساو ؟
هل اكتشفت لغة الآخر ( شريك حياتك ..ابنك ..ابنتك …؟ )
وفي سياق متصل .. يحضرني قصة شاب رومانسي متزوج حديثًا ، أراد أن يعمل مفاجأة لزوجته فقرر أن يشتري هدية غالية جداً وقدمها إليها مع ابتسامة حلوة (وهي منهمكة في تنظيف الشقة )ولكن كانت المفاجأة !!
رد فعل غير غير متوقع من الزوجة لتقول له : (هو ده اللي قدرت عليه ؟! اركنها عندك ..
أنا أفتكر جاي تساعدني في التنظيف)
استشاط الزوج غضبًا وذهب لأخذ مشورة متخصص (وهو منفعل من شدة الغيظ)
فقل له المتخصص : أنت الغلطان !!
لأنك لم تعرف لغة زوجتك ..أنت رومانسي ولكن هي تحب المساندة والمساعدة
(لغتها الخدمة دون طلب منها )
اعرف لغة من تحب (ترتاح وتريح ) …حتى في العتاب
عاتب الشخص على حسب لغته ..
والآن ستطرق باستفاضة عن كل لغة من لغات الحب الخمس ..فهيا بنا …
لغات الحب
(١) ..اللمسات الحانية
وتتمثل في الطبطبة والاحتواء ..مثل معلم يضع يده على كتف تلميذه ويتمشى معه في فناء المدرسة أو زميل يسلم على زميله سلام حار (يهز الأيدي) ..كل هذا ينقل أحلى رسالة حب للآخر
(٢) ..لغة الكلام
الكلام الحلو المصاحب بابتسامة صافية تبعث الاطمئنان وتجعل الشخص ينصت لك ويحس بالأمان ويفضفض لك بكل ما عنده ..
(٣) ..الوقت
الوقت لغة غنية …لأنك تعطي للآخر وقت من عمرك فهي أغلى هدية تقدمها لمن تحب
والذي أعنيه (وقت جودة quality time .. بمعنى :
وقت دسم ..وقت يحتاجونه الأولاد في تربيتهم …وقت خاص وقت يحس فيه الشخص بأنك مهتم به
هذا الوقت الذي تنصت فيه لمن يجالسك ويتحدث .. فلا تنشغل بأشياء أخرى مثل (الموبايل أو المفاتيح أو قلم تخبط به على الطربيذة أو تنظر للسقف أو تبص في الساعة )
الوقت هو محبة الاهتمام الشديد للآخر….
الجلسة التي تقضيها مع هذا الوقت الدسم ، لا تعوض وتاثرها النفسي والروحي والوجداني والشبع الداخلي من خلالها لا يمكن أن يقارن لانك تعطيه وقت من عمرك
(٤) تقديم الخدمة
وهنا المقصود أن الانسان يقدم الخدمة للآخر دون أن يطلبها منه …
فمثلا ..زوج يقوم بخدمة معينة معتادة زوجته أن تعملها، هو يقوم بعملها دون أن تطلبها منه (في حالة ما تكون مرهقة أو تعبانة مثلا ) …
تقديم الخدمة تعني المساعدة والمساندة ومحبة العطاء التي من القلب لا بالكلام لكن بالأفعال الصادقة ..
تقديم الخدمة لايقتصر على المستوى الفردي فحسب بل يكون أيضًا على المستوى المجتمعي …مثل : مشروع حياة كريمة ..تقديم المساعدة للمحتاجين ..
تأكد جيدا :
الإنسان الذي لا يعرف الحب لا يعرف أن يعيش ومن يعرف الحب يعرف نفسه … (فيقدم الخدمة دون أن ينطق بكلمة)
(٥) لغة الهدايا ..
لغة الهدايا هي اللغة التي توصل المحبة للآخر
(كيف ..ماذا ..متى ..)
توضيح …
الهدية تقدم بصورة مشيقة ..ملفوفة بطريقة جميلة مع ابتسامة رقيقة (لا يعني غلو ثمنها ..حجمها )ممكن تكون بسيطة لكن المهم في نقل المشاعر التي تحملها )حتى لو كانت
صورة ..كارت ..رسالة ..
والإنسان الشاطر هو الذي يعرف نوع الهدية التي يحبها الشخص الذي يقدمها له وأيضا التوقيت المناسب ..
وأخيرا ….
تقديم المحبة يختلف من لغة لأخرى ..
والإنسان الذكي الذي الذي يعرف لغة الآخر..
هل تعلم ؟…
في كوريا يسألون الشخص عن عمره قبل اسمه حتي يتحدثون معه باللغة التي تناسبه !!..
دمتم محبين مسالمين متوافقين متوائمين