جمعية الذاكرة والتراث الثقافية تحتفي بعلماء الجزائر بولاية البليدة
وقت النشر : 2024/02/26 04:41:43 AMجمعية الذاكرة والتراث الثقافية تحتفي بعلماء الجزائر بولاية البليدة .
متابعة. . عائشة عمي
وأخيراً ولاية البليدة تتنفس من جديد ، وزهورها تفوح بعطر العلم والثقافة ، وعصافيرها تعود مغردة بالبشارة ، بشارة العودة إلى الواجهة الثقافية ، وهذه المرة بتكريم القامات الوازنة والرزينة في مجال العلم والأدب والاحتفاء بهم في مجلس يليق بمكانتهم ومنزلتهم ، وإشارة مهمة أن أي وطن بحاجة ماسة إلى هذه السواعد التي تبذل الكثير من الجهد لتحقيق الأمن الثقافي أو الفكري في المجتمع ، وبناء أمة متماسكة تقوم بعلمائها ومفكريها .
ومنه فإن مبادرة جمعية الذاكرة والتراث الثقافية كانت في محلها ، و ماخاب من استشار أديبها الكبير الدكتور. رابح خدوسي و بالتعاون الإيجابي مع فرقة البحث الإنسان والعمران بالمغرب الأوسط ” جامعة البليدة 2 “.
هي تأكيد مهم وجب على كل معني تحمل مسؤوليته ، سواء ناشط ثقافي ، المجتمع المدني ، أدباء ومثقفين في حفظ الذاكرة الوطنية الجزائرية والتعريف بعلماء قدموا مساهمات رائعة ومفيدة .
من حق هذا الجيل معرفتهم ومعرفة المراحل التي مروا عليها للوصول إلى هذه الدرجة العليا ، والأبواب التي فتحوها ونثروا من خلالها روح الفكر والعلم ، و الدعوة إلى التمسك بكتاب الله ورسوله خاصة وأن الجزائر كما نعلم جميعنا أنها تعرضت إلى أقسى استعمار مدة 132 سنة ، وعندما نقول 132 سنة قد تبدو أمورا عادية وبسيط لأنها تنطق باللسان ولكن في الحقيقة هي 132 سنة اضطهاد ، و تعذيب ، تنكيل ، تقتيل ، تجويع ، محاولة طمس الهوية الثقافية الإسلامية الجزائرية ، 132 سنة هي مقاومة من الداخل والخارج ، و لعب العلماء من بينهم الشيخ عبد الحميد بن باديس ، الشيخ الابراهيمي ، وغيرهم دوراً مهما في رفع الحس الديني وعندما أقول دينيا فهي إشارة أيضا إلى الحس الوطني ، لأن حب الوطن من الإيمان ، فبالتالي أعتبر هذا الملتقى حلقة وصل بين جيل قدم الأفضل لبلده وجيل مرحب و يبحث عن علمائه .
هاهم ضيوف البليدة في مجلسها وأذكر الدكتور محي الدين عميمور الوزير السابق ومستشار الرئيس الراحل هواري بومدين الشاهد على الذاكرة الوطنية والذي كتب عنها في كتبه ” لله وللوطن” ،” الموسطاش” ، “الفرصة الضائعة” ، ” انطباعات” والعديد من المؤلفات المهمة التي تفتح شهية القارئ لمواصلة قراءة ما يكتبه .
أزهر مجلس الملتقى علماء وأدباء عبر التاريخ بحضور مشايخنا الأفاضل أكرمهم الله وأذكر. العلامة محمد مكركب ، العلامة محمد الهادي الحسني ، و رئيس بيت الشعر الجزائري السيد سليمان جوادي الذي أتحف الحاضرين بقصائده العذبة.
وصدق سليمان جوادي حينما قال في كلمته التي لخص فيها الواقع والحقيقة صريحاً وصادقا كعادته :
“البليدة تستحق هذا العشق وهذا الاهتمام وهي أهل لأن تؤلف من أجلها المجلدات وتنظم القصائد وتنجز الأفلام الوثائقية وتستوحى منها القصص والروايات وترسم اللوحات الفنية الرائعة والأغاني الجميلة البديعة ، فهي ليست عاصمة المتيجة هذا السهل الخصب الذي ظل خصبا رغم زحف الإسمنت ورعونة الإنسان وظل يمدّ الجزائر بالخيرات الوفيرة والفواكه الطيبة اللذيذة وبقي متنفسا وملجأ مُمرعا لعاشقي الطبيعة وناشدي الهدوء وطالبي الهواء النقي العليل ولكنها أيضا معين وخزان الجزائركل الجزائر من المطربين الكبار والمبدعين في شتى المجالات والمنشدين والمجودين للقرآن الكريم والذين لا يسع المجال لذكرهم جميعا ، وهي كذلك من أمدت الحركة الوطنية والثورة التحريرية بعشرات القادة والإطارات وقدمت للوطن عشرات المئات من الشهداء والمجاهدين والمسبلين حتى أن أغلب المشاتي المحيطة بها كانت مسرحا لاشتباكات عنيفة بين المجاهدين والجيش الفرنسي هذه المشاتي والمداشر التي تعرض الأهالي فيها إلى عمليات انتقام فإبادة وتدمير شامل لمنازلهم ومبانيهم وعرفت كثير من أحيائها عمليات فدائية بطولية دوخت المستعمر الفرنسي الغاشم. “
واردف بقوله :
البليدة ليست محمد اليزيد ولا محمد بن عبد القادر البليدي ولا الشيخ محيي الدين ورابح درياسة ولا باية محيي الدين أو دوني مارتينيز وهي ليست رابح خدوسي وغيره من المبدعين في مختلف الأغراض والاختصاصات، البليدة هي جميل هؤلاء العلماء والأدباء الذين نحتفي بهم اليوم بفضل جمعية الذاكرة والتراث الثقافية وبحرص من هذا الرجل النبيل الأصيل رابح خدوسي البليدة إذا هي كل هذه التوليفة التي علينا ننحني لها جميعا لأنها تختصر الوطن .
لم ينس القائمون على الملتقى “مصابيح الذاكرة” وتكريمهم. والاشادة بهم وتعريفهم لجيل لم يكن من زمنهم فكانت فرصة لتسليط الضوء عليهم والوقوف عند بعض إنجازاتهم من بينهم أذكر كل من :
- الدكتور معمر أمين بن يونس.
- أوراغي يوسف .
والهدف كان تعليم الجيل ” ثقافة الاعتراف “، عدم نكران جميل من ضحوا حقيقة بوقتهم ، مالهم ، جهدهم ، دراساتهم وبحوثهم ، فكرهم من أجل من ؟ من أجل مجتمعنا ، حماية فكر الجماعة من الأفكار الدخيلة والبعيدة كل البعد عن ثقافتنا العريقة .
بعد الافتتاح والجلسة الرسمية ، تم الشروع مباشرة في الجلسة العلمية الأولى للملتقى :
- رئيس الجلسة: الدكتور بوعقادة عبد القادر رئيس اللجنة العلمية .
- الدكتورعمر برداوي” علماء وأدباء البليدة بين شغف المعرفة وروح الإنتماء”.
- الدكتورداود ميمن العلامة “سيدي أحمد الكبير وأدواره…. في مدينتي البليدة والقليعة”.
- الدكتور تونسي عبد الرحمان” نشطاء منسوبون إلى البليدة الشيخ خربة محمد أنموذجا “.
- الدكتور مزاري توفيق عبد الصمد ” الفقيه الأديب ابراهيم محمد خثير البليدي”.
- الدكتور نذير بومعالي ” شاطبي الجزائر المقرئ المفتي محمد بابا عمر.
مابين قوسين تعتبر الثقافة من علم وفكر و أدب في كفة الأولى والاقتصاد في الكفة الثانية من الميزان يتماشيان معا في اتجاه التحسين والتطوير وتقديم أفضل خدمة لمجتمع يستحق الأفضل ، نحتاج الفكر لكي لا تشيخ وتضيع العقول ونحتاج إلى الاقتصاد لكي لاتجوع البطون ، إذا يعتبران مصدر غذاء والغذاء مهم للنمو .
وأما يوم الاختتام فأزهر بجلستين علميتين:
الجلسة العلمية الأولى:
- رئيس الجلسة : زهير فارس .
- الدكتور. الطيب بوسعد”عبد الرحمن الجيلالي علامة الجزائر البليدة في العلوم الشرعية والتاريخ”.
- الدكتور دراوي” امحمد الحسين سليماني الميداني الناشط بمنطقة البليدة”.
- الدكتور . محمد الشريف سيدي موسى ” المقرئ الشيخ محمد بن عبد القادر “.
الجلسة العلمية الثانية:
- رئيس الجلسة : البروفيسور محمد شريف سيدي موسى .
- الدكتور فريد حمدادو” الشيخ المصلح محمد الأخضر فيلالي”.
الدكتورعبد القادر مشاوي “شخصيات من البليدة من خلال الكتابات الأجنبية”. - الدكتور عبد القادر بوعقادة” البليدة مدينة بملامح وطن”. الأديب رابح خدوسي شبه العَالِمْ بشجرة الزيتون المباركة ، لأن هذه الشجرة ستجد فيه مايفيد أكثر مايضر ، وهكذا العالم يعطيك عصارة فكره بكل حب ومحبة ، بدون أنانية أو ذاتية خدمة للمجتمع ككل والغاية الارتقاء إلى مستوى الذي وجب أن يكون عليه أي مجتمع مسلم ومثقف ، فهذا الملتقى كان له شقين الأول تكريم العلماء والأدباء والثاني التوعية والتنبيه . اختتم الملتقى الوطني بندوة تكريمية لشعراء البليدة الذين تغنوا بمدينة الورود والبارود من بينهم أذكر أحمد ختاوي الذي يلقبه رابح خدوسي بسيدي أحمد الكبير 2 ، الشاعرة بوكتاب فاطمة الزهراء ، الشاعر رابح الحامدي ، الشاعرة سمية معاشي ، الشاعر محمد خبشر .
وإلقاء توصيات ومخرجات الملتقى من طرف رئيس جمعية الذاكرة والتراث الثقافية لولاية البليدة السيد عبد الحميد سلاس.
كلل هذا الملتقى بالنجاح وهذا بشهادة الجميع سواء من الناحية التنظيمية أو من ناحية المادة المقدمة من محاضرات وفتح باب النقاش و طرح التساؤلات حول شخصيات وعلماء ولاية البليدة والجزائر بصفة عامة .