كتاب ومقالات

تأثير عنف الكتابة على تمزيق النسيج الاجتماعي

تأثير عنف الكتابة على تمزيق النسيج الاجتماعي

دور “شاووش الجروبات”

الدكتور أمين العليمي..يكتب

تعتبر الكتابة وسيلة قوية للتعبير عن الأفكار والمشاعر، ولكن عندما تُستغل هذه الأداة لنشر الكراهية والعنف، يمكن أن تؤدي إلى تمزيق النسيج الاجتماعي،
ان في هذا العصر الرقمي، ظهر نوع جديد من الأفراد الذين يُعملون من انفسهم “شاووش الجروبات” ، والذين يمارسون العنف اللفظي والترهيب ضد من يخالفهم الرأي، ويعقبون علي كل مشارك بشكل فظ وغليظ،
هنا سوف نعمل علي تحليل تأثير عنف الكتابة الذي يمارسه هؤلاء الأفراد على تمزيق النسيج الاجتماعي،

اقصد بعنف الكتابة تلك النصوص التي تحوي لغة عدائية، تهديدات، تحريض على الكراهية، أو تشويه السمعة، ان هذه الكتابات تسعى لإلحاق الأذى بالأفراد أو الجماعات من خلال الكلمات الجارحه، مما يخلق بيئة سامة وغير آمنة للتبادل الحر للأفكار،

من قبل “شاووش الجروبات” الفتوات الجدد للفضاء الرقمي، ووسائل التواصل،

من هم “شاووش الجروبات”؟
“شاووش الجروبات” هم أفراد يعملون من انفسهم الحراس غير الرسميين في المجموعات الرقمية (مثل مجموعات وسائل التواصل الاجتماعي والمنتديات) يتصرفون كأنهم السلطة العليا، يفرضون آرائهم على الآخرين، ويهاجمون بشدة أي شخص يخالفهم الرأي،

أساليبهم في العنف الرقمي
التنمر الإلكتروني، واستخدام الشتائم والتهديدات لإسكات المخالفين لآرائهم،

والتشهير ونشر المعلومات الكاذبة أو المُضللة لتشويه سمعة الأشخاص، والشخصيات
ويسعون للعزل الاجتماعي لاصحاب الرآي،
وتشجيع الأعضاء الآخرين على مقاطعة الأفراد الذين يختلفون معهم، مما يخلف العزله والتاثير النفسي علي المشاركين جميعاً،

ان ذلك التصرف العنيف يخلق بيئة يخاف فيها الأفراد من التعبير عن آرائهم أو حتي الدفاع عن حقوقهم خوفًا من الهجوم أو الانتقام،

ومن خلال ذلك فان عنف الكتابة هذا يؤثر تاثير مباشر على تمزيق النسيج الاجتماعي، وتجسيد ثقافة العنف في المجتمع،

ان عُنف الكتابة يُعزز الكراهية والانقسام داخل المجتمع، وعندما يتعرض الأفراد للهجوم بسبب آرائهم، يتزايد الشعور بالعداء بين الفئات المختلفة، مما يُعقِّد من إمكانية التعايش السلمي،

ان التضييق على حرية التعبير
من خلال تصرفات “شاووش الجروبات” تُقيد حرية التعبير، وتعمل علي الخوف من الهجوم والترهيب، ويجعل الأفراد يترددون في التعبير عن آرائهم، مما يحد من التنوع الفكري، ويُضعف الحوار البناء،

عندما تنتشر الكتابات العنيفة، تتآكل الثقة بين أفراد المجتمع، وان الخوف من التعبير عن الآراء بحرية يؤدي إلى تراجع الحوار المفتوح والبناء، مما يُؤدي ايضاً الي ضعف الروابط الاجتماعية،

ان عنف الكتابة له تأثيرات سلبية على الصحة النفسية للأفراد المستهدفين،
والتهديدات والتشهير يمكن أن يؤديان إلى الشعور بالخوف، والقلق، والاكتئاب، مما يؤثر على جودة الحياة، والصحه النفسيه، والاستقرار النفسي،

من اجل ذلك لمواجهة عنف الكتابة ودور “شاووش الجروبات”

يجب تعزيز القوانين والممارسات التنظيمية، والرقابه علي الالتزام بها،
وتطبيق قوانين صارمة ضد جرائم الكراهية والتحريض على العنف ويمكن لذلك أن يكون وسيلة فعّالة لمواجهة عنف الكتابة،
يجب على منصات التواصل الاجتماعي والقائمين عليها كالمشرفين مثلاً تنفيذ سياسات تمنع انتشار المحتوى العنيف وتحمي المستخدمين، والاعضاء،

ومايُمارس ذلك الا جاهل يدعي المعرفه ولا يعرف قيمة نفسه(رحم الله امرئً عرف قدر نفسه)
ان الشخص الواعي والمتعلم الحقيقي هو أداة قوية لمواجهة عنف الكتابة، من خلال نشر وتثقيف الأفراد بكيفية التفكير النقدي وتحليل المعلومات، والتعامل مع الآخرين، ويمكن من خلال ذلك تقليل تأثير النصوص العنيفة،
ان برامج التوعية حول تأثير عنف الكتابة يمكن أن تساعد في تقليل انتشار هذا النوع من العنف،

وان تعزيز ثقافة الحوار البناء
والمشاركة الفعّالة بين أفراد المجتمع ايضاً، يمكن أن تساعد في تقليل تأثير الكتابات العنيفة من خلال توفير مساحات آمنة للتعبير عن الآراء ومناقشة القضايا المختلف عليها، ويُمكّن من تعزيز التفاهم والتعاون،

ويجب تشجيع المسؤولية الرقمية، واخلاق التواصل،
ومن الضروري تشجيع الأفراد على تبني سلوكيات مسؤولة على الإنترنت،
و يجب أن يكون هناك وعي بأهمية الاحترام المتبادل وعدم استخدام العنف اللفظي كوسيلة للسيطرة على النقاشات،

ان عنف الكتابة ودور “شاووش الجروبات” يمثلان تحديًا كبيرًا للنسيج الاجتماعي، وتماسك المجتمع، ومن خلال تعزيز القوانين، التعليم، الحوار البناء، والمسؤولية الرقمية، يمكن مواجهة هذه الظاهرة وتحقيق مجتمع اكثر انسجامًا وتماسكًا، يجب أن نعمل جميعًا على خلق بيئة رقمية تعزز من الحوار المفتوح ،
واحترام الرآي والرآي الاخر ،
ونشر مفاتيح المشاركه، والايجابيه في المجتمع.

🖋️د.امين عبدالخالق العليمي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى