كتاب ومقالات

الضمير .. بوصلة الإنسانية

فاتن أبو سديرة

الضمير .. بوصلة الإنسانية ،،

ضمير كلمة قد تبدو بسيطة من أربعة حروف فقط لكنها يتمحور حولها كونا كاملا
الضمير هو شئ روحى وجدانى لا يخلقه دين معين او تفرزه بيئة أو أسلوب أو حتى طريقة تربية بعينها فقد يولد الانسان مسلما او مسيحيا يهوديا او بوذيا … لكن متعه الله بضمير يقظ يجعله يحيد عن الخطأ قادرا على تقويم نفسه كلما اوشك ان ينحرف عن طريق الصواب

وقد تجده مجرما عتيد الإجرام يخرج من صلبه ابنا او ابنة يُسَيره ضمير واع يمنعه من الذلل أو تجد معلما تربويا درس الاخلاق والتربية وتعلم الفضيلة وقرأها لكنه منغمسا فى ملذات الحياه مسيرا وراء شهواته ورغباته.

فرغم كون الضمير شيئا وجدانيا غير ملموس لكن يا لعظم تأثيره على النفس البشرية فهو كفيل ان يبنيها او يهدمها ان يصلحها او يفسدها ان يكسرها او يقومها
انها فطرة الله التى فطر الناس عليها والذي يتغافل عنها الكثير ليسيروا فى طرقات الذلل والفساد تحركهم شهوات الدنيا ومغرياتها فيفسَدوا وتفسد بهم بيئتهم ويعيشون فى المجتمع كسرطان يتملك من جسم سليم فيهلكه.

لو بحثنا عن معظم مشكلات البشر سيشخص لنا بوضوح خلفها الضمير
فالرجل الذى حرم شقيقاته من إرثهن بعد وفاة والدهم لديه مشكلة فى ضميره
والورثة من الابناء وزوجة الأب الذين يتنازعون على ميراث والدهم دون احتراما لميت يحاسب بين يدى الله على ما اقترف من أعمال وضمنها تربيتهم وتنشأتهم هم ايضا لديهم مشكلة ضمير !
والمعلم المتخاذل عن الشرح فى فصله منتظرا لجوء تلاميذه له من اجل درس خصوصى هى مشكلة ضمير !

حتى المواطن الذى يتلف عمدا مركبة عامة او يهدر مالا عاما لديه ايضا مشكلة فى ضميره وغيره وغيره مما تلقيه لنا امواج الحياة
عندما يموت الضمير يفسد كل شئ ومن ملك ضميره ملك كل شئ

فيقظة الضمير هى المحرك الاساسى للانسان السوى الذى فطره الله على فطرة نقية سليمة تجعله يراعى نفسه اولا ثم اسرته وحتى وطنه فهل سنكون حالمون اذا ما حلمنا بحياة انسانية يحركها الضمير؟ … اعتقد ذلك

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى