أدب

الصحبة الطيبة

وقت النشر : 2024/08/07 10:23:19 AM

بقلم / أمل أمين الخولي

الصحبة الطيبة.. امل الخولي تكتب
عن الصحبة الطيبة، هؤلاء الذين لا يتغيرون علينا، ولا تأخذهم الفتن بعيدًا عنا، فلا يظنون فينا السوء، ولا يرهقوننا بالبعد والتخلي، الذين لا يلومون علينا طيلة الوقت، ويقبلوننا كما نحن؛ بعيوبنا وأخطائنا قبل الميزات، هؤلاء الذين إذا ضاقت بنا الدنيا احتوانا دفء قلوبهم، فكانت كلماتهم هي جدار الصبر الذي ارتكزنا عليه وقتما اشتدت بنا المحن، واختنقت بنا السُبل، وكان حديثهم معنا بمثابة فوهة الخروج من عنق الدمار والوحدة والمعاناة، لنعود إلى الحياة مرة أخرى. هم من يقبلون أخطاءنا بصدر رحب دون لوم أو شماتة، ثم يوجهوننا ويرشدوننا للصلاح هوينى هوينى.
أولئك الذين يفرحون لفرحنا ونجاحنا بصدق دون رياء ولا مجاملة، ودائمًا على يقين في الله بصحبتنا ومحبتنا، الذين يصدقونا القول بلا أدنى ذرة شك، هؤلاء من نظروا إلينا بقلوبهم البريئة النقية، فوجدوا كل الخير فينا، وكان نصيبهم منا أن نصُب لهم في السجود من خير الدعاء صبًا صبًا عن استحقاق وواجب ومحبة وإيثار، أولئك الذين تقبَّلونا وقت تقلبات الزمن ومشقات الأقدار، وتِيه النفس، فلم يرفضوا ولم يصدوا حيرتنا، بل ظلَّت أبوابهم مفتوحة طوال الوقت عن طيب خاطر، وود صادق، وإخلاص نية، وكانوا لنا طوق النجاة ونحن غرقى نصارع أمواج الحزن العاتية، فكانت تلك الأيادي القوية التي شدت علينا لتوجهنا، ثم انتشلتنا من براثن الخوف والتوتر والانشقاق عن الذات، وهي نفسها هذه الأيادي الحانية التي ربتت على أكتافنا بعدما انهارت أمامنا وردمت كل دروب الثقة، فأعادوا لنا الأمن، والسكينة، واليقين، والثقة بحنانهم، وعطفهم، واحتوائهم لنا، ووجودهم الدائم معنا. لا حرمنا الله منهم أبدًا يا رب.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى