
.
“السوشيال ميديا” تصبح قضية حياة او موت
فاتن أبو سديرة.. تكتب
أثارت قضية الرأى العام الأشهر بالقبض على بعض التيك توكرز و البلوجرز فى مصر فى الآونة الاخيرة تساؤلات عديدة فى الشارع المصرى ..
ما المحتوى الجاذب الذى يقدمه هؤلاء ؟
هل يستهدفون فئة بعينها من المتابعين ؟
ما الذى يجعل الناس تلهث وراء متابعة ما يقدمه هؤلاء والذى يجعل مشاهداتهم تتجاوز الملايين فى ساعات محدودة؟
الحقيقة ان مصر من الدول التى تعد حديثة العهد بالانترنت فقد بدأت فى تقديم خدمة الانترنت مع مطلع التسعينات وكانت الخدمة وقتئذ محدودة للغاية وتكاد تكون قاصرة على مركز المعلومات بمجلس الوزراء وشبكة الجامعات المصرية
ومع تطور الخدمة بدأت تغزو الجهات الحكومية ثم المواطنين منذ اواخر التسعينات حتى باتت اليوم تغطى عموم البلاد من شرقها لغربها و من شمالها لجنوبها بشكل جيد
ولا ابالغ اذا قلت انه لم يعد هناك مواطن فى مصر لم يتعامل مع الشبكة العنكبوتية سواء بطريق شخصى او حتى من خلال تلقيه خدمة حكومية
ورغم اننا تجاوزنا بدايات القرن الواحد وعشرون باكثر من عقدين من الزمان الا اننا لا نستطيع ان ننكر ان مصر ما زالت ترزح تحت وطأة الأمية بشكل واسع الامر الذى بلغ وفق احدث تقارير الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء والصادر عام 2024/2023 نحو 17 % من جملة السكان نسبة تقترب من ربع السكان
اضف الى ذلك بعض الخريجين من حاملى المؤهلات على اختلافها والذين قد يجيدون القراءة والكتابة ومحسوبين على فئة المتعلمين لكنهم يعانون الجهل المركب بمعنى انه ليس لديهم الوعى والبصيرة بابسط مشكلات مجتمعهم وقضاياها وهو داء عضال تصاب به معظم مجتمعات العالم الثالث
ومع وجود هذه المعطيات من انتشار الجهل وقلة الوعى فى مجتمع شرقى محافظ كالمجتمع المصرى ومع الانتشار الواسع للشبكة العنكبوتية ” الانترنت” كما اسلفنا لابد ان تنجذب هذه الفئة لما يدور داخل جدران بيوت هذا المجتمع المغلق والتى لطالما ظلت مغلقة على قاطنيها لايعلم فيها الجار ما يدور لدى جاره ولو كان يفصلهم حائط واحدا
فوجد الناس فجأة هذه الجدران قد تصدعت و اخترقتها كاميرات الهواتف المحمولة وبات الجميع شغوفا بمتابعة ما يقدمه الآخرين من خلال حياتهم اليومية ايا كان هذا المحتوى المقدم فيكفى انه ازال ستر البيوت وكشف عورات الناس امام العالم حتى بات بعضها يهدد الأمن والسلم الإجتماعى وينال من هوية المجتمع المصرى وثقافته وحضارته
وما زاد الطين بلة كما يقولون ان الشركات العالمية والتى تستحوذ على ملكية وإدارة هذه التطبيقات التى من خلالها يتم بث هذه السموم فى عقل المجتمع وفكره اصبحت تقدم مقابلا ماديا مغريا لمقدمى هذه المحتويات الوضيعة مما دفعهم للإمعان فى التوسع فى تقديم ونشر محتوياتهم الخبيثة ضاربين عرض الحائط بقيم المجتمع والأسرة المصرية
إنها أولا وأخيرا مشكلة جهل ومشكلة وعى مواطن ومشكلة ضعف دين وإيمان ..ألا لعنة الله على هؤلاء
لذا وجب الطرق بيد من حديد لكل من تسول له نفسه المساس بثوابت المجتمع المصرى من قيم وعادات وتقاليد حماية للأسرة المصرية وحفاظا على نشئها
حفظ الله مصر وشعبها