
أما قبل
عبير سعد.. تكتب
فقد جئناها باكين، مغمضي عيوننا
نتلمس الحب في كل ركن،
نتنفس أريجه يختلط بلمسات حانيات
نغفو بين يدي أحبابنا،
نتحسس ريحهم لتلفنا السكينة
حتي تقتلعنا الحياة من جذورنا
تغرسنا في أرض آسن ماءها
وكأن الشقاء والبوار منها كل نصيبنا
خلنا يوماً أنا وجدنا ضالتنا
فوجدناه سراباً كاد أن يوردنا الهلاك..
نذبل كل يوم فيموت داخلنا
نتمسك بقناع الحياة الزائف
ننظر لها بعيون مات بريقها
نهرب من سراب لواقع موجع
يزرع الجنون بين حنايانا
يرويه فيزهر ويتفتح أزهاراً
ينعكس بريقها على صفحات وجوهنا
يأسر أريجها أرواح تاقت للخيال
نغمض أعيننا لنرى بقلوب تحتضر
نتيقن أنها أرض الضلال لا راحة فيها
نحصي دقات الثواني اللاهثة
تتسرب دمعات أوشكت على الجفاف
نغمض عيوننا مرة أخرى
فها قد إنتهت الرحلة
نستعد للهبوط في محطتنا الموعودة
تتراقص الأحلام أمام عيوننا للمرة الأخيرة
نغمضها كما اعتدنا علنا نفوز بحلم يكتمل
ولو كان إكتماله هو بداية الفراق
نتدثر ببعض تراب منه خُلقنا،
فمنه جئنا وإليه نعود…
أما بعد..
فقد إستقبلناهم بالبكاء فضحكوا..
مر العمر نطارد الضحكات فتبكي قلوبنا
والآن يودعوننا حين رحيل بالبكاء فضحكنا..