يراودني هواها

يراودني هواها
الشاعر حامد الشاعر.. يكتب..
يراودني
و في تيهي هواها
صحاري التيه منفردا أجوبُ و يدفعني إلى الآه اللغوبُ
و يدفعني الزمان إلى ضياع و ما عُرِفت لمن ضاع الدروبُ
و بين النار و الرمضاء أمضي و طال معينه حلمي النضوبُ
على الجمرات تحرقني الدواهي و في الغمرات تغرقني الذنوبُ
لقد تركت بيَ الأوجاع جرحا و ما بي مر تظهره الندوبُ
و منقلبا على جسدي و روحي كمثل الريح يمنعني الهبوبُ
رأيت و من متاهاتي سرابا يجيء و من حقيقتها يؤوبُ
عروسا قد تركت على القوافي توافي زهرة الدنيا طروبُ
تلاطفني و إن تنأى بعيدا هي الدنيا و ما فيها لعوبُ
على نفسي جنيت و كم فؤادي يهيم و من هواها لا يتوبُ
أحاول أن أداري ما اعتراني فمن ضعف و تفضحني العيوبُ
و لا أدري فكيف العمر يجري
و عن مثلي فكم تخفى الغيوبُ
جلال الحسن لي كم من جمال تصدقه الورى و هو الكذوبُ
و منها الشعر يقرئني سلاما و مثل الغير ترهقني الحروبُ
هي الشمس التي تبغي شروقا و مثلي صار يدركها الغروبُ
وهبت و من المنون لها حياتي و لا أحدا بها عني ينوبُ
شمالا قد تركت لها شمولا بجمع الشمل يخبرها الجنوبُ
يراودني و في تيهي هواها و لا كدرا لها أبدا يشوبُ
علي و كلما يهمي هطولا فكم تنساب ديمته السكوبُ
و كل المرتجى أن لا ألاقي زمانا عبره تلقى الخطوبُ
جبلت على الهوى زمنا و مثلي فكم جبلت على الحب الشعوبُ
فبورك من أتى الدنيا مجدًّا و يسمو دائما العمل الدؤوبُ
،
و بورك من أتى يسعى محبا و بورك من تُخط له الضروبُ
يجوب معي عوالمه و مني فهذا الحب يفرضه الوجوبُ
رأيت التيه أوجهه وجوبا و وحدي التيه منفردا أجوبُ
كثيرا ما يخط الشعر قلبي و تحجبه عن العين الجيوبُ
و هذا الشعر سيده هواها يطل و فوق ربوته ربوبُ
تخوض الشعر إبحارا عيوني ترى عجبا فلو حسن الركوبُ
،،،،،،،
هي الآهات ترهقه و ما صا ر لا يرضى به القلب الغضوبُ
أراه و كلما يلقى هواها يذوب و في سواها لا يذوبُ
كأن الحب إشعال لحرب و منه فليس ينقذه الهروبُ
و ترغيبا و ترهيبا يراعي و رغبته فكم أبدى الرغوبُ
و يجري كلما يهوى امتحانا و يرفض في محبته الرسوبُ
و حين يحب يمنحها ربيعا و تبهجه بزهرتها الطيوبُ