فن وثقافة

“نورة موافقي” ابنة الجزائر تفتح قلبها لجريدة أبناء الوطن العربي

نورة موافقي ابنة الجزائر تفتح قلبها لجريدة أبناء الوطن العربي .

حاورتها.. عائشة عمي

القاصة والشاعرة” نورة موافقي” من مواليد القصبة حاصلة على شهادة الليسانس أدب عربي معهد اللغة و الأدب العربي “جامعة الجزائر” . أستاذة مادة اللغة العربية كما تعمل متطوعة بالمسجد لتحفيظ كتاب الله للنساء.
أم لأربعة عصافير آيات آلاء أريج و أويس .

اهتمامات نورة موافقي في مجال الكتابة مختلفة فهي تكتب عدة أجناس أدبية بدءا بالقصيدة العمودية و النثرية و القصة القصيرة و شعر الهايكو إضافة إلى المقال النقدي.

  • من اكتشف موهبة نورة الفريدة في بحر الكتابة بأمواج حروفها العاتية ؟.

في الحقيقة اكتشفت نفسي بنفسي فمنذ صغري و أنا مولعة بالكتابة، و لعل أول ما كتبته و أنا في مرحلة المتوسط القصة القصيرة و في حرب العراق اكتشفت أنني أحمل في أعماقي الموهبة الشعرية فكتبت يومها أول خربشاتي . و في الجامعة ساعدني تخصصي للولوج إلى عوالم الكتابة و خوض التجربة النقدية حيث تعتبر رسالة تخرجي أول رسالة تخرج في الجزائر و كانت تحت عنوان دراسة سيميائية لقصيدة البلابل تعتصر العنب للشاعر د. علي ملاحي تحت إشراف الدكتور عبد الحميد بورايو .
كما عانقت عالم الكتابة الجادة شعرا و قصة خاصة في العشرية السوداء حيث نقلت ما عاشه الإنسان الجزائري من معاناة في تلك المرحلة الحساسة . و لم أتوقف عن الكتابة رغم ارتباطاتي المنزلية و المهنية حيث ظل القلم صديقي الوفي لا يفارقني أينما حللت أو رحلت.

  • صدر لك مؤلف في مجال أدب الطفل نبذة عن هذا العمل؟ .

” أبي بطلي ” العمل عبارة عن قصة للأطفال و يعد مولودي الثالث حيث صدري لي قبل ذلك ديوان شعري بعنوان معارج البوح و الحنين و كان لي الشرف أن كتب مقدمته أستاذي الشاعر اليمني عبد الواسع أحمد اليوسفي ، ثم قصة للأطفال بعنوان حمرون .
أما عن قصة أبي بطلي وقائعها حدثت في الحقبة الاستعمارية في منطقة الآشير بعين بوسيف التابعة لولاية المدية حيث تصور يوميات أسرة جزائرية فيما يقارب 4000 كلمة تعاني من ظلم الاستعمار الفرنسي كما تبرز العلاقة الوطيدة بين أفراد المجتمع الجزائري و تتطور الأحداث ليلجأ أحد المجاهدين ليختبئ في هذه المنطقة و يهجم الجنود بعتادهم للبحث عنه و وسط هذا الصراع يحدث مالم يكن في الحسبان . و أترك النهاية للقارئ ليكتشف خبايا القصة و جمال المنطقة حيث اهتممت بذكر التراث المادي و اللامادي لمنطقة عين بوسيف.

  • إلى ما تهدف نورة موافقي من خلال الكتابة للطفل أي القصة الموجهة للأطفال بغض النظر عن فئاتهم العمرية ؟.

الطفل أمانة في أعناقنا كما قال رسول الله صلى الله عليه و سلم:” كلكم راع و كلكم مسؤول عن رعيته” لهذا أحاول من خلال كتاباتي نشر و ترسيخ القيم الاسلامية و الانسانية و زرع حب الوطن في قلوب الأطفال .

• تردف قائلة حول علاقتها بالشعر :

الكتابة الشعرية راحة نفسية و ملاذ ألجأ إليه للتعبير عن خلجات النفس و حديث الروح هو محراب البوح و ترانيم الحزن و الفرح .

  • قبل أن تكون نورة موافقي كاتبة هي أم و مربية . ماذا يعني أدب الطفل لنورة موافقي؟!. تأخذ روحها نفسا عميقا و تبتسم لنا كلماتها مجيبة:

أعتقد أن الكتابة في أدب الطفل من أصعب الأجناس الأدبية إذ عليك إيقاظ ذلك الطفل النائم بين الروح و الجسد و الكتابة بأنامله. لهذا تجدني أستعين بأبنائي عند الكتابة فمثلا في قصة أبي بطلي سألتهم هل تفضلون أن يعيش البطل أم يستشهد فقالوا بصوت واحد : أرجوك أمي لا تقتليه دعيه يعيش.

  • كيف ترى نورة موافقي واقع أدب الطفل في الجزائر و العالم العربي بصفة عامة ؟.

أدب الطفل في الجزائر لايزال حضوره ضعيفا و محتشما بسبب قلة اهتمام الجهات الوصية رغم أنه عاش الازدهار في السبعينيات و الثمانينات من القرن الماضي على يد كوكبة من الأدباء منهم : الأخضر السائحي ، محمد ناصر ، بوزيد حرز الله ، جيلالي خلاص ….. و غيرهم من الكتاب. لهذا فأدب الطفل سواء في الجزائر أو في الوطن العربي بحاجة إلى الاهتمام و التشجيع المادي و المعنوي .

  • طموح نورة موافقي من الكتابة ؟.

طموح الكاتب لا يتوقف عند مرحلة معينة و الابداع مثل الشجرة المثمرة التي لا تسقط ثمارها اليانعة لهذا أنا في صدد الغوص في جنس أدبي و هو الرواية و أتمنى أن تمنحني أبجدية اللغة نفسا طويلة في ذلك.

  • شهدت الساحة البليدية موخرا ملتقى وطني لمنطقة البليدة علماء و أدباء عبر التاريخ . هل تعتقدين بأن هذا الملتقى قدم إضافة للساحة الثقافية للولاية ؟.

أكيد ملتقى وطني حضرته أسماء ثقيلة حضرت من عدة ولايات على رأسهم الأستاذ رابح خدوسي رئيس الملتقى بالإضافة إلى أسماء من بينها رابح الحامدي ، أحمد ختاوي ، سليمان جوادي ، علي ملاحي ، الدكتور محي الدين عميمور ، الشيخ مكركب … و غيرهم . كيف لا يكون ناجحا حيث عرف الحضور و المستمعين بأدباء و علماء البليدة. فتحية لكل من ساهم في نجاح هذا الملتقى الرائع .

  • حوار ممتع مع الأم والمربية والقاصة نورة موفقي في هذه السانحة الحوارية مع شخصكم الكريم كلمة شاملة نختم بها من فضلك :

تظل الكتابة البساط الذي نسافر من خلاله حين تضيق بنا الأرض بما رحبت . و عندما تصل لمرحلة التذوق و الإشباع الروحي لا يهمك شكل الوعاء .
كما أقدم شكري لكل من شجعني و ساندني إلى زوجي و أستاذي علي ملاحي و الأصدقاء الأوفياء. كما لا أنسى أجزل الإمتنان و العرفان لشخصكم الكريم الأديبة و الإعلامية ” عائشة عمي ” على الحوار الراقي والشكر دائم و موصول لجريدة أبناء الوطن العربي على هذه النافذة الحوارية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى