أدب

من الحب

وقت النشر : 2024/09/02 05:40:03 AM

من الحب

الشاعر حامد الشاعر.. يكتب
من الحب..


لست أراني المعافى
فتالله ما كان إلا سلافا
و منه فلست أراني المعافى
ثملت و في سكرتي قد طربت
و منه هواك ملأت الشغافا
أحيط التفاتا به و التفافا
فمن كأسه أستبيح ارتشافا
و لما تماهى مع الحب قلبي
فكل الخطايا جنيت اقترافا
و ما في هواي أحب سواي
و هاوٍ به أستلذ احترافا
أفاضت يدي منه كأسا دهاقا
و زدت المحبة منها اغترافا
تركت عليه سلام يدي من
إلي سناه جمالا أضافا
و مني محال الهوى أن يجافى
و من وقعه ما جرى لن أخافا
و طبي لديه و طيبي و حبي
عليه دليلا أقمت اعترافا
و أبدو لأجل المحبين أشدو
به ثائرا سوف أعلي الهتافا
نكون و بالأتقياء اتصافا
و بالأقوياء نعز الضعافا
و بعد انتظام و فوضى عساه
معي من أحب يميل انحرافا
جننت فصرت إليه مضافا
و كل التعقل يلغي المطافا
يصافى هواه و أما هواي
سيبقى و إن كان منه يجافى
و في خيمة قد بناها السكارى
سقاني الهوى خمرة و سلافا
من الحب لست المعافى و إني
كفافا أعيش به و عفافا
و ضد الجميع إذا ما استطعت
و ضدي مع الحب أجري اصطفافا
وصفت الحبيب بشعري اختلاقا
و أخلاقه كم أجاري اتصافا
و ما بيننا لا يجيز خلافا
و إن عرف الحب منا اختلافا
و طول النوى لست أدري لماذا
يجافى الهوى منه حين يصافى
يعود له هائما من تعافى
فكيف التشفي بمن قد تشافى
كأني و من دونه لم أعشه
و يمضي مع الموت عمري انصرافا
و من دونه لا حياة أريد
و بالموت أشرب سما زعافا
و ضد العدى و مع الزاهدين
أخوض الهوى عفة و اعتكافا
يقيم هوانا إذا شهداء
نموت مع الشاهدين الزفافا
على الأرجوان أحط كتابي
و بالأقحوان أخط الغلافا
و هذا القصيد كسِفْر الأغاني
أمد على جانبيه الضفافا
و في واقع يستحل الخيال
تميل بيَ الذكريات انعطافا
و دارى الزمان هوى العاشقين
و لم يبد إلا السنين العجافا
و يجني الزمان مع العابثين
قطافا فلا نستطيع اقتطافا
و هذا الذي يبتغينا ضعافا
ليأخذنا للرحيل اختطافا
على الحب شعري الخرافيّ يثني
و بالشعر ذاتي أعري اكتشافا
و حين علي هطولا يحل
فمن جسدي الروح تنأى انجرافا
و للشعر وجه المحب و لست
أطيق به علة أو زحافا
على جانبيه يحط الربيع
جفاء به لم نجد أو جفافا
و بالحب يهفو اضطرابا و قلبي
يزيد ارتعادا به و ارتجافا
هواه يسر به أو يُضر
و في الحالتين فلا يتنافى
و وافى المحبة قلبي و صافى
و منه فكل وفاء يوافى

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى