محمد عبد الحميد.. يكتب..
رحلة السندباد
فى مدينة
النار والزيتون”
قال الراوى
أيا رفاقْ..
أحكى لكم
أقصوصة الزمانْ
عن غرسة
دماؤها حياةٌ
وماؤها
نضارةُ السُهادْ
حتى إذا
تمدّدت
جذورها
توهَّجَ الرمـــاد
وأينعت
أغرودة المساء
فى عيون السندباد
سندباد
غارسُ الشباب
والأحلام والبطولة
فارس الكلام
فى مدينة الصمت
البتول
كان.. أيا.. ماكان
إذ نحن
فى لُجَّةِ البحار..
الموجُ كالجبال ِ
نجمُنا اليتيمُ
ضَلَّ فى
متاهة الليالى
وألجَمَ الخوفُ
شجاعة الرجال
رفْرفتْ ..
كَحُزْننا
طيورُ موتنا
وأُحكِمتْ بنحرنا
قبضةُ الزوال
أتى السندباد..
عيونه نوارسٌ
تُهَدْهِدُ الخَضارَ
وتزرعُ الحياةَ
فى غياهب
الدمار
وقلبهُ انبلاجَةُ
النهار
ينْقَضُّ كالرئبال ِ
يَشُقُّ صدر
الموجِ
إنقضاضةَ الجنونْ.
مُعطَّرٌ جبينُهُ
بدمعةِ الندى
مُخَضَّبٌ يمينه ُ
بِبَلسمِ الشجون
رحيل
وتمضى بنا
الأحداثُ
الجِسامُ والسُنونْ
ولم تَزَل
عيونه نوارساً
ولم يزل
جبينه معطرا
ولم يزل يمينه
مخضباً
ببلسم ِالشجون
ويرحلُ السندبادْ
تهزه بحارٌ
تغُلُّهُ بلادْ
لننشد الأشعار
عن شجاعته
وعن .. رحيق الحكايا
فى أساطير
المساء
لتسكن نارهُ
جوفَ الرماد
ترى ..؟
هل بأعين
الأوطان ِ
سوف يكونْ
“رجلٌ بحجم الوطن”
أنفاسه النارُ
وقلبهُ
نضارةُ الزيتونْ
تأبين
هذا مقامكَ ..
فارتَق ِ
وطنٌ هنالكَ..
لؤلؤٌ حصباؤه
الزعفرانُ تُرابهُ
ياقوتُهُ دُرُّ
الرضا بالمفرِق ِ
ياكوثراً يجرى
بين يديه
ياشمسه الأبدية
أشرقى
قد كان بالأمس ِ
نزيلَ المحرق ِ
واليومَ
صار رداؤه
أوَّاهُ من استبرق .
محمد عبد الحميد