كتاب ومقالات

ما نراه وما لا نراه.. يخبرنا بمجد الله

وقت النشر : 2023/07/14 03:52:21 PM

إعداد الباحث د .صالح وهبة


ما نلمسه وما نحسه، إعجاز
فمثلا عندما نضع قطعة سكر على اللسان نحس بطعمها وعندما نضعها على أية منطقة من الجلد يختلف الوضع «وهذا جلد وذاك جلد»
ما نراه، وما لانراه، إعجاز وجودنا كبشر وتميزنا عن باقي المخلوقات قمة الإعجاز
خلقنا الله لنا عقل نفكر به ودب فينا الروح وغرس فينا الضمير الذي يبكينا عن فعل الشر ..خلق فينا المشاعر والأحاسيس وخلق فينا هرمونات السعادة فجعلنا نفرح ونتهلل …خلق فينا هرمونات الخوف حتى تنبهنا عن المخاطر التي تواجهنا قمة الإعجاز ..
خلقنا في أحسن صورة ..وهبنا نعمة العقل لنفسر به الظواهر الطبيعية “بالاستعانة بالقوانين الفيزيائية ” ونتحرك فيها بالاستنتاجات على قدر ما أعطانا الله لنا من مواهب وإمكانات ..
فمثلا نستطيع رسم وردة ولكن لا نستطيع منحها عطرها الخلاب .. نستطيع معرفة أماكن الزلازل والبراكين ولا نستطع منع حدوثها ..الطبيب يصف الدواء ولا يمنع الموت ..دوران الأرض حول الشمس بدون تصادم
أكيد وبدون شك وراء كل ذلك مهندس مبدع خلق كل شيء بحساب وتخطيط ودقة متناهية تفوق عقولنا المحدودة …
سنتحدث في هذا البحث باستضافة عن أجهزة الجسم والإعجاز العظيم الذي تتجلى فيه عظمة الخالق وننهي البحث بنتائج مذهلة
دعنا نتحرك في هذا السياق

“علم الله الأزلي “


في علم الله الأزلي “أن يخلق إنسان ” فخلق له كل شئ ليعيش فرأى الله أن الإنسان لكي يعيش يحتاج طاقة فخلق له الغذاء ليمده بالطاقة، ورأى الله أن هذا الغذاء لكي يتحول لطاقة لابد من احتراقه فخلق له الأكسجين ورأى أن الأكسجين قد ينفد بمرور الوقت فخلق نباتات خضراء تنتج الأكسجين وتحفظ نسبة الأكسجين في الجو .. وكأن يوجد ترموستات في الجو ، لأن لو قلت نسبة الأكسجين فى الجو ، الانسان ينهد ولو زادت يحدث اشتعال .
رأى الله هذا الغذاء مادة صلبة لا بد من تحويله لمادة أولية سهلة الهضم والامتصاص فخلق له جهاز هضمي «فم ..بلعوم ..مريء ..معدة..
أمعاء دقيقة ..أمعاء غليظة»

“رحلة الغذاء العجيبة”
يدخل الطعام المعدة يستقبله receptors تقرأ نوع الأكل ما إذا كان (دهون .بروتينات .كربوهيدرات) فتعطي فورا إشارات وأوامر للجسم لإفراز الانزيمات الخاصة بكل نوع لإتمام عملية الهضم فمثلا لو الأكل “دهون” له انزيم خاص يفرز من العصارة المرارية .
والعجيب أن ال “receptors “ ينبه الجسم أيضا بوجود غذاء نزل المعدة عندما يأكل الانسان حتى لا تمتليء المعدة بالانزيمات في حالة عدم نزول أكل داخلها.
والسوال : هذه المواد التي تم هضمها ، كيف تصل لجميع أجزاء الجسم ؟

رأى الله أن يخلق دورة دموية (دم )يحمل هذه المواد الممتصة ويوزعها على أجزاء الجسم المختلفة ..ليمر الدم على الأمعاء الدقيقة فيمتص من الشعيرات الدموية الموجودة بداخلها الغذاء فقط ولا يمتص المواد الضارة ويوزعها على كل خلايا الجسم ليمدها بالطاقة ، رأى الله لكي تستفيد الخلية من المواد الغذائية فلا بد من حدوث احتراق فخلق الرئتين، فيمر الدم من الرئتين ليأخذ منها الأكسجين (طبعا الدم به مكونات كثيرة، مكونات تأخذ الأكسجين ومكونات تأخذ المواد الغذائية من جلوكوز وأحماض أمينية” amino acid وغيرها “) .
عندما يذهب الدم للخلية بمكوناته هذه ويحدث إحتراق أكيد تنتج عوادم ، فيأخذها الدم ليرسلها للرئتين لتخرج مع الزفير وفي نفس الوقت يمر على الكليتين لتأخذ العوادم وتنزلها في البول ….
الكلية شيء عجيب جدا لأنها تغسل الجسم من المواد الضارة ولذلك المريض الذي يعاني من فشل كلوي يعاني أشد المرارة من الغسيل ، والطبيب يعرفه من شكله بسبب السموم الموجودة بجسمه ومهما يغسل لا يصل للحالة الطبيعية التي تغسل بها الكليتين .

سؤال : لنفرض أكلت كمية من الأكل أكثر من احتياج الجسم ..أين يذهب هذا الأكل ؟
رأى الله أن يعمل مخزن إسمه الكبد فيمر الدم على الكبد يأخذ منه ما يحتاجه فقط ويترك له الزيادة، ولو فرض فيه صيام يوم كامل بدون أكل، في هذه الحالة يمر الدم على الكبد ويقول له : اعطني ما خزنته عندك فيأخذه ويوزع على الخلايا …….

“ولتنظيم مستوى السكر في الدم “
خلق الله البنكرياس ليفرز هرموني الانسولين. وال Glucagon..

والجدير بالذكر.. لا يوجد في جسم الإنسان جزء شفاف غير العين ولو العين غير شفاف الضوء لا يدخل والإنسان لا يبصر …ولو البطن شفاف يكون المنظر بشع …..
لو الجلد تم خدشه بقوة نجد الأعصاب الحسية التي تحت الجلد تؤلم الشخص لو مرت عليها نسمة هواء خفيفة …
إذن وراء كل هذا خالق مبدع كلي القدرة

لو تاملت في كفة اليد تجد فاصل بين لونين من حيث طبيعة الجلد(من الداخل لا يوجد شعر لأن لو وجد شعر يحدث عرق وعندما نمسك شييء يحدث تلوث .

البصمات ..
عندنا 20 أصبع كل أصبع له بصمة تختلف عن الأخري وتوجد بصمة صوت وبصمة عين وبصمة شخصية ولا يمكن تتكرر .
بلايين البلايين من البشر من آدم حتى آخر الدهر لا توجد بصمة متكررة وتستخدم في تعريف وتحديد الشخصية identification “

الدم .. كيف ونحن واقفون يرتفع لأعلى ضد الجاذبية؟ لأن كل الأوعية الدموية بها صمامات “valves” تحدد مسار الدم إذا كان ذاهب للأطراف أو راجع من الأطراف للقلب ولو حدث خلل في هذه الصمامات الإنسان يشعر بتورم في أرجله ودوالي

القلب .. العضلة الوحيدة التي تنبض حتى لو نزعت من الجسم ووضعت في محلول تنبض وتتوقف بعد فترة قليلة ، فالقلب لابد أن ينبض ليرسل الدم إلى جميع أجزاء الجسم،
تخيل لو عضلات جسمنا كلها تنبض لكان جسمنا كله يرتعش ، ولو حدث لشخص شد عضلي هذا يعني توجد عضلة انقبضت فجأة وبدون سبب .

“موضوع الذكورة والانوثة” إعجاز..كيف يحدث (male .. female ) موضوع التناسل موضوع عجيب جدا ( كل واحد بذره فيه من جنسه )

“العين ” ..لها حاجب ورموش وغدد مدعية ..الدموع تفرز باستمرار وليس شرط عند البكاء
وهي أشبه بمساحات السيارة ، لأنها تغسل العين باستمرار، هذه الدموع تتحرك في قنوات توصل للأنف ولذلك عندما يبكي الشخص نجد الدموع ملأت أنفه ، ولو شخص عنده دموع جافة يذهب للطبيب ليصف له (قطرة دموع ) لكي ترطب العين ..
كذلك الرموش عندما ترمش لأعلى ولأسفل تغسل العين ولو شخص عنده شلل في جفونه يحدث له جفاف في عينيه .
إزاي الضوء يدخل في العين وإزاي العينان تتحول داخلهما صورة واحدة !!
الأذن..لماذا على شكل قمع ؟ لكي تجمع الصوت ..لو العين مثل الأذن لها قمع كان الإنسان يرى نفق (tunnel vision) ..

الأنف …بها مادة مخاطية تقتل الجراثيم وشعيرات تحجز الأتربة..
لماذا الأنف ليست مرفوعة لأعلى ؟ لانها لو كانت كذلك عندما يدخل الهواء يجرح الرئتين ، لا بد يدخل في تمرير (scroll) لتقل سرعته .

العقل ..
العقل يلد فكر ويخرج الفكر منه ويظل بداخله، وممكن الفكر يعبر قارات ومحيطات ويظل بداخل العقل أيضًا ..

وأنت لا تدري ملايين من العمليات الحسابية تعمل داخل عقلك، فعندما تتذكر اسم شخص وتقول :هذا فلان (توجد عمليات حسابية داخل عقلك أخرجت لك هذه المعلومة ) كذلك الحال عندما تسمع الكلام وتستوعبه وحاسس أحاسيس كثيرة في لحظة واحدة ومع بعضها ..

الضمير البشري..(super ego)
أو “الأنا الأعلى” دليل على وجود الله، لأن لو لم يوجد ضمير لاختلفت المعايير من شخص لآخر ، شخص يحلل الحرام وشخص يحرم الحلال .
الضمير البشري يميل للبحث عن الله ..
كتاب بعنوان “cries of the heart “ يقول : كل قلب بشري يبحث عن الله ويصرخ للبحث عنه بحثا عن (الأمان .. الحب ..الغفران ..الأبدية ..)
كل هذا قاسم مشترك في قلب كل إنسان ،عندما الإنسان يجوع يجد أكل ، عندما يعطش يجد ماء ، عندما يريد التنفس يجد هواء ..

المشاعر
مثلا مشاعر الحب تبدأ من المخ، فيدرك المخ التجاذب بين الحبيبين ويترجمها إلى إشارات ترسل من المخ لجميع أجزاء الجسم عن طريق أعصاب مركزية وأعصاب طرفية داخل المخ من أول الرأس حتي القدمين ، هذه الأعصاب بها ملايين من الخلايا (موزعة بداخلها ) لتأخذ الإشارات من المخ وترسلها للقلب أولا فيبدأ في الخفقان لحظة مقابلة حبيبته بسبب إفراز هرمون الادرينالين(هرمون التوتر ) فيشعر الشخص بتوتر موقت وبعد ثوان تهدأ العاصفة ويحس بالراحة والسعاد ليبدأ فورا إفراز هرمون السيروتونين (هرمون السعادة)..

“الخوف “
لو كلب مثلا يجري وراء شخص ترسل الخلايا العصبية الموجودة بالمخ إشارات لكل أجزاء الجسم فيبدأ الشخص يشعر بالخوف بسبب الاشارات المرسلة من المخ عن طريق خلايا الأعصاب الطرفية والمركزية فيحدث للشخص حالة هلع ورعب من الكلب ويجري في لحظتها بسبب خروج هرمون الادرينالين وهرمون الكورتيزول (هرموني الخوف ) ويختفي الهرمونان في لحظات عند زوال الموثر .

“جهاز المناعة”
رأى الله أن يحصن جسم الإنسان من الكائنات المجهرية من فيروسات وبكتيريا وفطريات،
فخصص له جهاز مناعي لحمايته ، يتكون من ثلاثة خطوط دفاعية
(١) ..الجلد …وهو درع يكسو البدن ليبعد عنه الجراثيم والأذى ..ويمثل “وزارة خارجية ” تنقل كل التغيرات الخارجية المحيطة بالجسم من ارتفاع في الحرارة أو انخفاض في الحرارة أو رطوبة أو جفاف أو لسع مؤذ أو لدغ حشرة ..

(٢) العين ..خص الله ثلاث واقيات وهي (الأهداب ..الأجفان ..الدموع )

(٣)كريات الدم البيضاء
وعددها “جيش عرمرم ” قوامه 25 مليون كرية أيام السلم ويتضاعف هذا العدد في حالة الاستنفار ليصل إلى مئات الملايين في حالة القتال ..
إنها كريات الدم البيضاء التي أدهشت العلماء في توزيع أدوارها القتالية على أفرادها لمحاربة أي جسم غريب يتجاوز خطوطها الدفاعية فتلتهمه ثم تأتي دور الخلايا اللاقمة لتنظيف ساحة المعركة من بقايا جثث الأعداء ليعود الدم كما كان نقيا. ..

“الأرض “..
ظاهرة الانفجار العظيم Big Bang .. نتيجة انفجار مادة بحجم رأس الدبوس ..والسؤال:
من الذي أوجد هذه المادة ؟ ومن الذي نظم هذه الأكوان في دوران الكواكب والمجرات بحسابات دقيقة ؟!
معروف أي انفجار يتبعه فوضى،
من الذي وضع قوانين تنظم الحركة والدوران بدقة متناهية تفوق العقل البشري ؟
فمثلا لو اقتربت الأرض نحو الشمس مسافة صغيرة جدا لابتلعتها الشمس ،ولو ابتعدت الأرض عن الشمس مسافة صغيرة جدا لتبخر كل ما على سطحها من جبال وبشر وغيره .

سؤال: معروف أن جاذبية الشمس مليون مرة قدر جاذبية الأرض تقريبا .. من الذي يحفظ هذا الدوران من الخلل ؟

حسب تفكيرنا المحدود ، عند دوران الأرض حول الشمس بسرعتها الرهيبة، تنشأ قوة طرد مركزية تجعلها تهرب من الشمس ولتكن ” F1” والشمس تجذب الأرض نحوها بقوة جذب ولتكن “F2 ” وهاتان القوتان متساويتان في المقدار ومتضادتان في الاتجاه وبالتالي لا يحدث تصادم

حيث F2 (قوة جذب الشمس ) تساوي ثابت الجذب العام G في حاصل ضرب كتلة الشمس في كتلة الأرض مقسوما على مربع البعد بين نصفي قطريهما.
هذا هو تفسيرنا كبشر لكن ..
من الذي جعل هاتين القوتين تكونان متساويتين ؟!

والجدير بالذكر ..
دوران الأرض حول الشمس نفس فكرة الغسالة الفول اتوماتيك، فلحظة عصر الملابس نجد الغسالة تدور بسرعة كبيرة وتحدث صوتا لتطرد الماء من الملابس إلى المصفاة، وفي لحظات جريانها وسرعتها الملابس تلتصق بالحلة ، كذلك الحال في الخلاطات فعند الدوران ، المادة المراد طحنها تلتصق بجدار الخلاط .

الأغرب من ذلك الأرض تدور حول الشمس في مسار بيضاوي وليس دائري لماذا؟
هذه الحركة البيضاوية تجعلها في فترة ما قريبة من الشمس فيكون الجو حار مثل صيف يوليو. وأغسطس …
ومرة أخرى تكون بعيدة عن الشمس فيكون الجو بارد مثل شتاء ديسمبر ويناير
وهذا التنوع مطلوب لكي تقوم الحياة .. وهذا التنوع ضروري لإنتاج الفصول الأربعة .

كتلة الأرض لو كبرت عن المقدار الذي حدده الله لها لأصبحنا لا نستطيع المشي (أرجلنا تتمسمر في الأرض ) ولو قلت كنا نطير وكل شيء يطير معنا ولا نستطيع التحكم في مسك الأشياء لأن قوة الجذب قلت ..

الماء
تتجمد عند الصفر وتغلي عند 100 درجة مئوية ، عند التجمد يتكون الثلج وهو جسم صلب مفروض ينزل لأسفل ولكن الماء هو السائل الوحيد عند التجمد كثافته النوعية تقل وربنا أعطاه هذه الخاصية لأن طبقة الجليد تكون حماية للأسماك البحرية من البرودة .

كمية المياه ثابتة ..
يتبخر ماء البحر وينزل الملح في البحر ويصعد الماء لأعلى ليكون سحب وتتكاثف السحب وتنزل ماء لتروي الأرض وهذه المياه هي التي نشربها ونطبخ بها وبعد ذلك تتبخر مرة أخرى وتصعد لأعلى وتنزل مرة أخرى في البحر (دورة حياة)

نحن نشرب ماء هو نفس الماء الذي شربت منه كليوباترا

أي عمليات كيميائية تحدث في جسمنا من هضم وامتصاص تحتاج للماء ، والماء هو السائل الوحيد الذي لا يغير من كيمياء وطبيعة المواد المذابة فيه .

خلاصة البحث
كل شيء خلق بتقنية عالية جدا وبغرض وتخطيط عال ..الله كلي القدرة
(١) خلق انزيمات للهضم وجعل لكل نوع من الغذاء انزيم خاص به
(٢)خلق هرمونات الخوف لتكون إنذار خطر فننتبه !!وخلق فينا هرمونات السعادة لنفرح ونتهلل .
(٣) خلق فينا الضمير ليبكتنا عن فعل الشر
(٤) خلق فينا العقل لنفكر به وهذا قمة الإعجاز
(٥) دب فينا الروح التي تسمو على الجسد
(٦) انعم علينا بجهاز المناعة ليقينا من أخطار الكائنات الضارة والمجهرية..
(٧) حافظ على دوران الكواكب والمجرات حول بعضها دون تصادم .

وفي النهاية
لا نقول سوى هذه الجملة :
“ونعرف أننا لا نعرف حينما نعرف أننا نعرف”

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى