
بحث بقلم د . صالح وهبة
عنوان البحث :
“ربنا موجود “
“مقدمة البحث “
هذا البحث يقدم أدلة وبراهين للوجود الإلهيArguments of God Existence“
ليلجم بها ألسنة المتشككين والملحدين ويعطي إنذارات خطيرة للمثليين والمخنثين والمتحولين الذين يرتدون عباءة الانفلات الأخلاقي ويلتحفون برداء الحريات .
هذه الطفيليات الضارة التي تتصدر إلينا من بعض الدول الأوروبية والغربية كادت تشوه شكل وملامح صورة الوجه الجميل للبشر الذين جبلوا عليها من الله ضابط الكل .
والآن دعونا نتبحر في عظمة الخالق الكلي القدرة من خلال هذه السطور الذهبية التالية :
أولا .. “ال D N A والإعجاز العظيم”
خلية واحدة من جسمنا قادرة أن تتفوق على أي جهاز كمبيوتر أخترع أو سيخترع ..إزاي ؟
لو تواجدت في مكتبة عريقة ولفت نظرك كتابا ضخما به روايات مختلفة وكل رواية تحمل معنى وكل هذه الروايات تصب في فكرة جميلة تقرأ هذا الكتاب، ماذا يكون شعورك؟
أكيد ستقول في نفسك : هذا المؤلف عبقري ومصمم ذكي intelligent designer ..
فما رأيك لو قورن هذا الكتاب (لا يساوي هباءة ) بجانب الحروف المكتوبة على شريط بداخل خلية واحدة داخل جسم الإنسان والتي تسمى بال D N A .
“للتوضيح “
ال D N A لو تخيلناه عبارة عن شريط عليه حروف متراصة بجانب بعضها البعض مثل شفرة تقرأها الخلية ومن خلالها تتعرف على صفات الإنسان فعندما تقرأها في اليد تتعرف على لون اليد وعندما تقرأها في الشعر تتعرف على لون الشعر وكذلك في العين والكبد والكلى وغيرها .
خذ هذا الإعجاز العظيم ..
طول شريط ال D N A يعادل 204 مليار كيلومتر تقريبا .
بمعنى ؛
لو أخذنا ال D N A الموجود بجسمك وتخيلنا أننا فردناه على هيئة خط طويل لاستطعنا أن نصل به من الأرض للشمس ونرجع به للأرض مرة أخرى (ذهابا وإيابا) 1365 مرة “ to and fro .”
والسؤال : كم عدد الحروف الموجودة على الشريط ؟
تصور لو جمعنا ال D N A ووضعناه في ملعقة صغيرة (الملعقة التي نضع بها السكر في كوب الشاي) هذه الحروف الموجودة بداخل الملعقة ) تعادل حروف كل كتب العالم منذ اختراع الطباعة حتى وقتنا هذا .
إذن وبكل تأكيد وبدون شك الذي كتب خلايانا كلي القدرة مبدع وحكيم ومصصم ذكي .. أدركنا قدرته في داخلنا وفي كل شئ يحيط بنا .
ومستحيل ومستحيل إلى مالانهاية من المستحيلات يكون ذلك حدث بالصدفة by chance.
“مخ الإنسان اعجاز “
المخ يضم 100 الف ميل من الأوعية الدموية كما يحتوي على 100 مليار خلية عصبية ويستهلك 17% من طاقة الجسم ، 20 % من الأكسجين ، كما ينتج ما بين بين 10 إلى 23 وات من الطاقة في اليقظة الواحدة .
ثانيًا.. “خلق كل شيء بضبط دقيق fine tuning “
تحكم الكون قوانين فيزيائية مثل التمدد والانكماش والمد والجذر والتبخر والطفو والجاذبية وغيرها..
توجد حوالي 20 من القوانين الفيزيائية الأساسية التي لو اختل أحدهم بنسبة 1 : تريليون من التريليون أي واحد مقسوما على 10 أس 36
هذه النسبة الضئيلة جدا جدا لو اختلت ما كانت توجد حياة على الأرض .
معروف نسبةً الأكسجين في الجو 21% ، لو زادت هذه النسبة، العالم يحترق لأن الأكسجين قابل للاشتعال ولو قلت مات الإنسان والحيوان .
أيضا المستوى الطبيعي للبوتاسيوم في البالغين من 3,6 إلى 5,2 ملي مكافيء لكل لتر عند البالغين ، المستوى الطبيعي عند الأطفال من3,4 إلى 4,7 فلو زادت النسبة ووصلت 6 الإنسان قلبه يتوقف ويموت !! heart stand still .
أيضا لو كرات الدم البيضاء قلت عن المستوى الطبيعي يكون الجسم عرضة للعدوى والأمراض.
الصمام الميترالي في القلب ، مساحته من 4 إلى 6 سم مربع ، لو قلت المساحة بمقدار 1,5 سم مربع بحدث ضيق في الصمام ويتطلب عملية وإلا يموت ، ولو زاد بمقدار 1,5 سم مربع يحدث مايسمى بارتجاع في الصمام (طول ماهو ماشي ينهد ويموت)
كل شيء تحت السماء بحساب وبتقنية عالية جدا جدا ..لا يتصورها العقل البشري .
الأرض نفسها مضبوطة ضبط دقيق، لو كبر حجمها بمقدار بسيط كانت الجاذبية أكبر ولم يستطع الإنسان رفع رجله من شدة الجاذبية (يتمسمر) فلا يستطيع المشي، ولو قلت عن حجمها الطبيعي كان الإنسان يقفز أو يطير لقلة الجاذبية والجو يتبدد ومياه المحيطات تتدفق وتكون الأرض مثل القمر “جرم ميت لايصلح للحياة على سطحه”.
كذلك دوران المجموعة الشمسية بحساب دقيق ومنضبط ،
فالأرض تدور حول محورها وحول الشمس وتتحرك الشمس حول مجرتنا وكذلك المجرات والأكوان والكل يتبع قوانين مرسومة من العلي القدير لا يتخطاها (بأوامر إلهية وطاعة متناهية).
ماذا لو حدث خلل بسيط جدا في دوران الأرض ؟
يحدث ربكة في الكون ، ربكة في الظلمة والنور ، ربكة في الليل والنهار ،خلل في تنظيم الأوقات والسنين ، ربكة في الفصول وتنظيم مواسم الزراعة .
لو رمينا جسم في الفضاء (في منطقة انعدام الوزن ) سفينة فضاء على سبيل المثال ، نجدها تتحرك في مسار دائري بسرعة 45 ألف كم / ساعة في هذه المنطقة ، والغريب أن سفينة الفضاء التي ذهبت إلى كوكب اورانس كانت تتحرك بسرعة 90 كم / ساعة، لوجود قوة عجيبة هائلة تسمى قوة الجذب الكوني (gravity field energy ) متاحة في الكون. لتمد هذه الأجسام بهذه السرعة الفائقة.
والغريب.. حاول العلماء الوصل إلى تفسير هذه القوة الخارقة لكي تخضع لهم ويستغلونها لكن باءت محاولاتهم بالفشل !!!
فلو توصلوا إليها يكون بإمكانهم السيطرة على الكون كله ولكن هيهات(حاشا لله)
هل يستطيع فنان ، رسم وردة ويعطيها العطر والعبق .. حاشا !!
لو تاملنا في عود المكرونة والدودة
الأولى ليست فيها حياة والثانية بها روح فنجدها تتحرك وتثور وتغضب .. من الذي أعطى لها الحياة؟
إنه الخالق المبدع الذي به نحيا ونتحرك ونوجد
ثالثا.. خلق كل شيء بتعقيد غير قابل للاختزال “irreducible complexity .
بمعنى
لايصح يتطور القلب وبعد ذلك الدم لابد يكونان معًا لأن القلب عندما يتطور لوحده يضخ ماذا؟
لابد يكون بداخله دم به صفائح للنزيف وكرات دم بيضاء وهيموجلوبين ، والدم كيف يتطور ويتدفق إلى الأوردة بدون مضخة وهي القلب لكي تضخه ؟ لابد ان يحدث ذلك في وقت واحد بتناغم وتناسق لأنهم جزء لا يتجزأ .
العين مثلا :
الجفن له ضرورة والرموش والقرنية والقزحية والشبكية والعصب البصري وتحليل الرؤية من المخ ، كل هذا لا ينفع ينفصل أحد عن الآخر ولا ينفع تتطور واحدة تلو الأخرى،
فمثلا جفن ورموش إزاي تتطور بدون عصب بصري،
والعصب كيف يتطور بدون عين والعين كيف تتطور بدون توصيل للمخ ؟
هذه منظومة مترابطة تعمل معا لوظيفة فرضها الله عليها لتحليل الرؤية مطيعة لأوامر خالقها .
رابعا .. البرهان الوجودي ontological arguement
هذا إثبات بالعكس
بمعنى :بما أن الإنسان بالفطرة يميل إلى الله ، إذن الله موجود .
الطفل من غير ما يفهم حاجة يميل للبن .
الإنسان بالفطرة يميل للأكل والشرب ، لديه شيء من داخله يدفعه لذلك وكأنه (يقول له عايز أشرب.. عايز آكل ..أجزاء في جسمه عايزه تهضم بتدفعه بالفطرة) receptor أو غريزة .
كذلك بالفطرة يميل لربنا بدليل كل حضارات العالم لا تخلو من معبد .
رئيس المعهد القومي للبحوث السرطانية في آمريكا ويدعى Dean Hamer كتب مقالة في جريدة التايم في أكتوبر عام 2004 بعنوان the God gene قال فيها :
داخل الإنسان جينات تجعله يميل إلى أن يشرب ويأكل ويتزوج ولا يرغب في الموت (غرائز عبارة عن جينات سماها V m a t 2 بمثابة شفرة وهذا الجين موجود في كل البشر يدفعهم للميل الروحي (هذا الجين عايزهم يتقربوا إلى الله)
واتسون مخترع ال D N A قال : الميل الروحي للإنسان “أساسها جينات”
ديكارت الملحد الشكاك قال : لا أستطيع أن أنكر أن الإنسان المتدين اكثر سعادة.
خامسا ..the agruament of morality (البرهان الأخلاقي)
ريتشارد كنز رغم إنه ملحد لكنه اعترف وقال :
getting of God would make world less moral
بمعنى : التخلص من الله يجعل الناس لا ضابط لهم (غير أخلاقي)
وفي كتاب آخر لأحد المفكرين بعنوان : how God change your brain
يقول فيه : هل الناس التي تؤمن بالله عقلها مختلف عن الملحدين ؟
فانكب على التجارب والأبحاث على الناس من الصنفين وخرج بهذا الاستنتاج “conclusion :”
الإنسان المؤمن الذي عقله مملوء بوجود الله مرتاح وأفكاره مترتبة وكهربة مخه مستقيمة ومتوافقه مع دماغه
وقال أيضا:
من مصلحة أدمغتكم أنكم تصدقوا بوجود ربنا
لأنه يزود الدوبامين الذي تبحثون عنه في المخدرات
.الإيمان بالله يريح ، ويجعل الإنسان أكثر انتاجا
والناس التي تومن بمسامحة الأعداء والغفران بلا حدود ..والبذل والخدمة والتضحية ، تكون أكثر راحة ونسبة تعرضها للأمراض النفسية أقل .
قرات مقالة عن الأطفال الذين تربوا في بيئة متدينة والأطفال الذين تربوا في بيئة إباحية
وكانت خلاصته:
الذين تربوا في بيئة متدينة أصحاء نفسيا
والذين تربوا في بيئة إباحية يميلون بطبعهم إلى الفوضى وعدم الانضباط وبالتالي يورطون أنفسهم في مشاكل لا يقدرون عليها .
كتاب اسمه “suicide of a free nations كتبه أحد من الذين كتبوا دساتير العالم يقول فيه :
البلاد التي تدعي الحرية بزيادة (بعض الدول الغربية والأوربية ستورط نفسها وتنتحر وعلل ذلك بقوله :
توافقها مع العلاقات خارج نطاق الزواج والمثليين والأمور المحرمة ، إيمانها بهذا الفكر يجعلها تنتحر وهي لا تدري ، ازاي؟!
لأن هذا يجعل نسبة المواليد أقل من الوفيات لأنهم يعملون علاقات غير مشروعة وحتى لو أنجبوا أطفالًا يصبحوا aborted (مجهضين ) وتكون نسبة النمو السكاني أقل من 2,7 ولكي تستمر الحضارة يجب أن تكون نسبة النمو أكبر من 2,7 ،
في بعض البلاد التي نسبة النمو 1,9 (في خلال مئة عام تكون replaced لشعوب أخرى والشعب الأصلي ينقرض .
الأخلاقيات برهان لوجود الله ، أنت مصمم لتكون حياتيك أخلاقية فلو كنت غير أخلاقي ستكون سائرا عكس مشيئة الله وممكن يقودك ذلك للانتحار .
لدرجة أن بعض العلماء يقولون : هذا النوع الذي يعمل ضد عقله ومصمم يقول “لا ” مثل شخص مصمم “لا يأكل برغم جسمه يدفعه للأكل ، وهذا ما يسمى “بالانتحار العقلي ” .
“نتيجة البحث”
بعد هذا العرض المستفيض على وجود الله،
أجمع الفلاسفة والمفكريون على هذه النتيجة وهذا الاستنتاج (conclusion):
“لا اطمئنان ولا راحة بال بدون إيمان بوجود الله والتقرب إليه “..
فهل الله موجود في حياتك ؟ وهذا هو الأهم حتي تعيش سعيدا مطمئنا .
فلا سعادة بدون اطمئنان ولا اطمئنان بدون إيمان “أن الله موجود وضابط الكل “.
فاذا كانت السعادة شجرة منبتها النفس البشرية ، فالإيمان بوجود الله في حياتنا هو ماؤها .
دمتم في سعادة واطمئنان .
المراجع :
مقالة Dean Hamer بجريدة التايم
العالم ريتشارد كينز
كتاب suicide of a free nations ..
Koestier ،Arthur (editor)..
كتابHow God Change your Brain Andrew newberg ,M.D
and Mark Robert Walkman