عين على المخيم الصيفي بولاية تيبازة أنموذجا
وقت النشر : 2024/08/25 02:20:40 PMعين على المخيم الصيفي بولاية تيبازة أنموذجا .
متابعة : عائشة عمي
تعتبر المخيمات الصيفية. فضاء للتسلية والترفيه ،بفضلها يجد الطفل الراحة والمتسع للتصرف بعقويته ، وهناك يكتشف مواهبه المتعددة والخاصة ، هي متنفس حقيقي لإخراج المكبوتات النفسية و مساعد جيد لإدماج الطفل في المجتمع وعيش حياة جماعية جيدة ومريحة،
من خلال هذه الفضاءات سيطل الطفل من نافذة الابداع والتميز ، وتعتبر النشاطات الترفيهية وخاصة المسرح علاج نفسي للطفل ممن يعاني الخجل ، العزلة ، وتوجيه الطاقات وتعزيز ثقة الطفل بنفسه لبناء شخصية الطفل ، خاصة أن الأطفال يتوافدون للمخيم الصيفي من بيئات ونمط أسري مختلف .
عرف المخيم الصيفي بولاية تيبازة استقبال عدد من المصطافين من مناطق الجنوب الجزائري. تمنراست ، عين ڨزام ، تيزاوين من شهر جوان إلى يومنا هذا وستستمر إلى غاية شهر سبتمبر نهاية موسم استقبال المصطافين بالمخيمات الصيفية .
تم تقسيم استقبال الأطفال على دورات محددة بفترة معينة ، وتم الاستقبال الأطفال في ظروف حسنة وجيدة وقد عرفت الكثير من النشاطات الترفيهية والمسلية للطفل ، إضافة إلى السهرات المتنوعة ، فلكلورية ، مسرح ، دينية ، ثقافية ، إنشادية وبرنامج اليومي الخاص بالسباحة بمخطط أمني جيد
عرفت هذه الدورات زيارة مفتشين من مديرية الشباب والرياضة والوكالة الوطنية للترقية الشبانية للوقوف على جاهزية المكان والمتابعة المستمرة لشؤون الأطفال بالمخيم الصيفي مع إعطاء التوجيهات الازمة والارشادات المهمة وتقديم إضافات تساعد على تقديم أفضل خدمة للأطفال …
كما تخللت هذه الدورات سهرات من تقديم جمعيات مسرحية وزيارة من مديرية الثقافة لولاية تيبازة ومشاركة الأطفال سعادة الناتجة من خلال الأعمال المقدمة . بالإضافة إلى الحملات التحسيسية التوعوية خاصة مايتعلق بالتسمم الغذائي وأهمية الوجبات الصحية وفتح باب النقاش للطفل ليطرح تساؤلاته والإجابة عنها من طرف المتخصصين ، وحتى الزيارات إلى المكتبة العمومية بولاية تيبازة و حضور نشاطات المقامة بها ، بالإضافة إلى مرافقة الإذاعة الجهوية لهذه الولاية لهذا المخيم واستقبال بمقرها الأطفال و تعريفهم بهذه المهنة النبيلة وأهم نقطة يجد الطفل ذاته فيها “إذاعة المخيم ” والمشاركة في المسابقات الدينية (ترتيل القرآن الكريم ، الأحاديث النبوية الشريفة) ، الشعر ، أناشيد .. إلخ .
إن الذي يساهم في نجاح العمل بالمخيمات الصيفية هو أن يكون الطاقم البيداغوجي ذات كفاءة عالية ومهنية وأهم شيء استحضار الضمير خاصة عندما يكون التعامل مع الطفل الذي يكون له خصوصية وحساسية عالية .
و حرص القانون الجزائري على الصحة الجسمانية والنفسية للطفل مع مراعاة الحالات المعيشية والاجتماعية المادية والمعنوية للطفل وكل هذا يتم توثيقه في دفتر بيانات خاصة يطلق عليه تسمية دفتر المنشط الذي يعتبر دفتر إجباري يجب أن يمسكه كل منشط من أجل متابعة الطفل ويعتبر مادة معلوماتية من خلالها يمكن أن نقترب أكثر ونتعرف على الطفل ووضعه الاجتماعي والمعيشي.
بالإضافة إلى دفتر النشاطات الترفيهية والبنائية ، لنسد فراغ الطفل من خلال ورشات متنوعة ومتعددة كما سبق وذكرت مسرح ، أشغال يدوية … إلخ
على سيرة الأشغال اليدوية تعتبر أيضا مساعد جيد على التنفيس والتفريغ من خلال تركيب. ، بناء الأشياء ، حتى قص الورق ، الالصاق ، اختيار الألوان ، صناعة عجائب من أشياء بسيطة ، تقوي حاسة اللمس و تساهم بشكل ما في تطوير خيال الطفل الإبداعي الابتكاري وهذا الذي قمنا باكتشافه خلال هذه الدورات بالمخيم الصيفي بولاية تيبازة رغم الظروف ولكن العمل متواصل ومستمر للاستثمار في هذه الفئة الملائكية.
و لمسنا من خلال متابعة هذا المخيم أنموذجا للمخيمات الصيفية بأن هذا الفضاء ليس فضاء للتسلية والترفيه فقط وإنما حتى لتعديل السلوك ومعالجة سلوكيات خاطئة استقبلها الطفل من الكبار بطريقة غير صحيحة أو أن الكبار لم يحسنوا ارسال الرسالات التربوية والخلقية وسلوكية ، فتعتبر هذه الفضاءات مكمل للمدرسة وكما هو معروف عن المكملات أنها مقوية ، مغذية وإصلاحية بالدرجة الأولى توجيهية لقدرات الطفل ، كم موهبة تختفي وراء ستار النفسية ، وكم موهبة مدفونة في تربة الخوف والخجل والتردد وعدم الثقة بالنفس والحالة المعيشية ، تم اكتشاف مواهب الأطفال بهذا المخيم ورأينا ذلك من خلال عروض المقدمة من أفكار الطفل ، جريدة حائطية ، منتوجات من أشغال يدوية ، رقصات شعبية جزائرية ، مسرحيات وطنية ، سكاتشات ، استعراضات رياضية ، كتابة القصة … إلخ وهذا يعتبر نجاح وترفع القبعة للقائمين على رأسهم الأستاذ المكون “سلمان علي ” رغم الظروف وبعض النقائص الخارجة عن نطاق القائمين إلا أن العمل كان مستمر وفي المستوى المقبول وترفع لهم القبعة لأنهم من صناع النجاح رغم كل المعيقات والعثرات التي يمكن أن تحصل أو توجد .