كتاب ومقالات

عوامل انحراف الطفل والمراهقين

وقت النشر : 2023/05/02 02:31:16 PM

عوامل انحراف الطفل والمراهقين .

كتبت.. عائشة عمي

هناك عدة عوامل متحكمة بانحراف الطفل تؤدي في معظم الأحيان إلى انحرافه إلى الطريق غير الطريق الذي رعب والداه له أويريده المجتمع ، طريق مليئة بالفساد والزيغ وافتقار في أخلاقهم ومبادئهم والقيم الحميدة وهذا راجع إلى أن الطفل العربي عندما يجد التهميش ، والفقر والافتقار سواء في العاطفة والحب أو الغذاء واللباس ، عندما ينظر حوله يجد الحرمان والحاجة والكثير من الجهد والشقاء بالضرورة سيجد نفسه يلجأ إلى غير أسرته لشحذ الحب المحروم منه ، البحث عن أماكن مختلفة لايجاد مصدر غذاء ، سيقصد ويتجه إلى أبواب ويطرقها ولكن ماوراء ذلك الباب من؟؟؟ جاهلا بذلك مايحيط به مخاطر تعرضه للسوء وتقوده بلا رغبة منه إلى الاجرام ، الادمان على التدخين والمخدرات ، حب المال ، لماذا العمالة أطفال ممنوعة في الأوطان المتحضرة لأن الطفل إن اعتاد على جلب المال بنفسه سيعتقد أن صار رجلا وبالتالي التمرد على كل ماهو سائد لأن حرمانه الذي تذوقه في فترات من مرحلة الطفولته صار له تعطشا مما زاد لهفته نحو الشيء الذي حرم منه، فيريد أخذه وتحقيقه بأي وسيلة كانت لشفاء غليله مثلا طفل كانت يشتهي نوع معين من الكعك عندما يتاح له المال سيركز على أكل كمية أكبر منه ولن يمل ، نفسيا هو يخاف أن يفقده وعدم تذوقه مجددا، هناك من يجني أول راتب له فتجده يركز على شراء الألعاب رغم أنه كبير ، العاب لا تناسب سنه، لأنه في صغره حرم من عيش طفولته لأن الحرمان والحاجة كان عائق لتحقيق أبسط شيء يحضى به أي طفل .

من الأسباب الأخرى أو العوامل هو طلاق الوالدين أو فترة ماقبل الطلاق التي تكون مليئة بالصراخ و المشاكل فالطفل يجد نفسه كالحبل الرهيف الذي يشد من والجانبين وعند انعدام القدرة مشاعر الطفل تتمزق وتطحن بلا رحمة فتتكون لديه صورة لاتزعزع مغايرة تماما لطفل آخر يعيش في محيط هادئ سيؤول الأمر إلى ضياعهم وتشردهم وانحرافهم ، الطفل سيكون مجبر على اتباع تلك الطريق والاعوجاج لأن في نظره أن العالم موحش مليئ بالشر ولايوجد خير ، لأنه لم يجد الخير في أسرته ، لايوجد حب ومشاعر صادقة لأنه لم يجدها في بيته ، أصعب طفل في التعامل هو الطفل الذي عاش الحرمان ورأى مالا يفترض أن يراه ، هنا يأتي دور المجتمع المدني في رعاية الأطفال نفسيا ( التطهير النفسي )

الفراغ عامل من العوامل التي تتحكم بالطفل والمراهقين على حد سواء فإن لم يملئ فراغه بمايعود عليه بالنفع والنشاط والحيوية ، في القراءة و المطالعة ، الرياضة ، والانخراط في النوادي المفيدة التي تدعم أخلاقه وتربيته وتنمي موهبته، وإن لم يجدالطفل والمراهق المتنفس المناسب والأيادي الآمنة للرعاية سيؤدي به إلى الانحراف و مصاحبة رفقة السوء .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى