علموا أولادكم الحب
الدكتورة ايمان عرابي.. تكتب
قد يتعجب الجميع من عنوان المقال وخاصة الأباء والأمهات ويتساءلون في تعجب كيف وأبناءنا فلذات أكبادنا هم كل حياتنا ؟
نعم أولادنا هم كل حياتنا هم ثروتنا التي ننميها في هذه الدنيا، ولكن كيف ننميها ؟ كيف نؤهلهم لتكملة مشوار حياتهم؟ كيف نؤهلهم لبناء أسرة والحياة بسعادة والتكيف مع حياتهم المستقبلية.
يؤكد العلماء والتربويون عى حاجة أولادنا للحب لأنه الوسيلة الوحيدة والأساسية لشعورهم بالأمان والإستقرار وأيضًا أهم وسيلة لبناء شخصيتهم وقبولهم في المجتمع. فحرمان الأبناء من الحب والإهتمام يؤثر على نموهم الجسدي أحيانًا وغالبًا مايؤثر على نموهم العقلي والنفسي والأخلاقي وقد يترك لديهم بعض العقد النفسية التي تصل بهم لحد الأمراض النفسية.
كيف نشعرهم بالحب بعد كل ما نوفره لهم من وسائل الحياة والرفاهية ؟
هذا تساؤل الأباء <<وأعني هنا وفي جميع أجزاء المقال بلفظ الأباء الطرفين أباء وأمهات >> وإجاباتهم على تساؤلهم هى ! نحن نهتم بهم منذ نعومة أظافرهم نوليهم إهتمامنا نلبي طلباتهم قدر المستطاع، نمرضهم ونعتني بهم عند شعورهم بالمرض، نذهب بهم للمدارس وللدروس الخصوصية ونساعدهم في استذكار دروسهم، نذهب بهم إلى تمارينهم، وللإجابة على تساؤلات وحيرة الأباء هذه !
كل ماتقومون به هذا إلزام وواجب ومسئولياتكم كأباء ، وقد يكون كل ماتقدمونه هذا يمثل عبئ على أبنائكم يصل بهم إلى حد التذمر أو أنهم يفقدون الشعور بطفولتهم ويحولهم إلى آلات مؤدية لكل ما سبق دون إحساس أو حب بل هو واجب وإلزام وتصبح حياتهم جري في جري دون أي إحساس بالمتعة. وأيضًا يصل بكم أنتم إلى فقدان معنى الحياة هي بالنسبة لكم جري وسباق وأداء دون أي مشاعر.
يؤدي إلى فجوة في علاقاتكم العائلية داخل الأسرة وخارجها، فلا تجد الزوجة وقت لزوجها وأيضًا الزوج لايجد وقت للزوجة وتصبح الحياة بينهم روتينية، وعلى المستوى العائلي لا يجدون وقتًا للمة العائلة ودفئها ويفقد الأبناء إرتباطهم بباقي العائلة كالجد والجدة والخالات والأعمام وتدريجيًا حين يستطيعون الإعتماد على أنفسهم سيفقدون رابطتهم بأبائهم كما وجدوا عليه الحال وهم صغاروكما وجدوا ابائهم فاقدين الإرتباط بعائلاتهم
هنا يجب لفت نظركم أيها الأباء أن رتم الحياة هذه يحول الابناء إلى أشخاص دون مشاعر لانهم افتقدوا الحنان والحب الذي ينمي مشاعرهم، افتقدوا حميمية المشاعر ودفئ العائلة ولمتها. وبهذا سيكون أول المتضررين هو أنتم لأنكم ربيتم وأنشأتم جيل خالي من المشاعر وبمجرد إعتماده على نفسه سيكون أول من يبتعدون عنه لممارسة حياتهم هو أباءهم. وهذا سيؤثر على كل مواقفهم الحياتية فيما بعد.
نأتي هنا إلى إجابة السؤال كيف نعلم أولادنا الحب؟؟؟؟
حتى نعلم أولادنا الحب يجب أن نعيد النظر في طريقة تربيتنا لهم وتعاملنا معهم، فيجب أن يعتادوا منا الكلمة الحلوة وحضن بحنان وقبلة شكر على تصرف معين قاموا به، نقترب منهم نسمعهم نبادلهم الأراء، نحتوي أخطاءهم بطريقة غير فظة نقلل من إيلامهم نعلمهم الصح والخطأ دون أن نجرحهم، نحترم رغباتهم ونقومِها نعزز فيهم التراحم والشعور بالرحمة الذي هو أعمق المشاعر وأقواها فيقوي عندهم هذا الشعور قيم ومشاعر أخرى كثيرة مثل الإيثار والتسامح وتقبل الآخر والإعتراف به والإحترام والتعاطف ومشاعر أخرى كثيرة تنضج معهم كلما تقدموا في سنوات عمرهم وتخلق منهم أفراد صالحون للإندماج في المجتمع بعيدًا عن عن مشاعر الأنانية والكره والغل والحقد والخصام وهذا يؤدي بهم إلى أن يصبحوا أشخاص ناجحون متقدمون محبوبون في أي وسط وأي مجال يختارونه ليخوضوا فيه تجارب حياتهم ومستقبلهم.
أيضا يجب أن نعزز في أولادنا قيمة وأهمية الصداقة والأصدقاء في حياتنا وحاجتنا لوجود هذه العلاقات وإحترامها. كل هذه خصال تعزز وترسي قواعد أجيال صالحة لبناء المجتمع. كلما وجه الآباء جل إهتمامهم وحرصهم لأبنائهم كلما ساعدهم هذا على صقلهم وساعدهم على تحقيق أحلامهم، مع مرعاة ألا يكون حرصهم على الأبناء حرص مرَضي خانق لهم ولرغباتهم. فعندما يعلم الأباء حب الأبناء لشئ معين دون ضغط منهم سيقوم هذا الحب بترتيب كل الأشياء بالنسبة لهم كما ينبغي.
أعزائي الأم والأب لا يتوقف دوركم في تعليم أولادكم الحب عند مرحلة الطفولة بل يجب أن يمتد لمرحلة الشباب وقبل الزواج لإعدادهم لتكوين أسر سعيدة ويقومون بنقل الرسالة لأبنائهم.
نصيحتي لكم كما نصحت بها أبنائي قبل زواجهم لتنقلوها للابن الشاب المقبل على الزواج أن يكون لزوجته أسرة بأكملها فهي تركت الأب والأم والأخ والأخت لتكون معه فيجب أن يكون لها كل هؤلاء
ويجب أن يدرك الإبن أنه يجب عليه يُكفي زوجته ماديًا بقدر إمكانياته ومعنويًا وجسديًا بأكثر من المستطاع حتى لا تشعر بأي إحتياج قد يؤدي إلى مالا يحمد عقباه فيما بعد لاقدر الله. عرفوا ابنائكم أن إظهار مشاعرهم تجاه زوجاتهم أمام أي أحد لا يعيب الزوج أو ينتقص من قدره بل يزيد من حب الزوجة واحترامها له ويشبع مشاعرها وتظهر الأسرة بصورة راقية وجميلة يحترمها المحيطين بها.وبهذا تتكون أسرة سليمة البنيان في المجتمع.
أما بالنسبة للبنت نصيحتي لكم لنقلها لبناتكم المقبلات على الزواج الإحترام هو أساس الحياة الزوجية الناجحة، وتقديرر ظروف الزوج المادية والنفسية وضغوط العمل والحياة اساس نجاح تكوين أسرة سليمة البناء فيجب أن تكون له بمثابة أم تحتويه وحبيبة تغدق عليه بالحنان وصديقة ورفيقة درب وشريكة حياة بكل ما تحمله الكلمة من معنى حتى تستقيم حياتهم. فكلما نشأ الأبناء في أسر سوية يسودها جو من الحب والإحترام كانت فرصتهم أكبر في أن يكونوا مفعمين بالحب والحنان وقادرين على العطاء بصورة كبيرة وهذه مسئولية الأباء أولًا وأخيرًا-
أعزائي الأباء زوجات وأزواج ابنائكم هم بمثابة وفي مكانة اولادكم فاتقوا الله فيهم حتى تستقيم حياة أولادكم معهم – وبهذا تجنون ثمار الحب الذي علمتوه لأولادكم وينتقل عبر الأجيال ويصلح بناء المجتمع.
الحب هو الشمعة التي تضيئ دروب الحياة وتستقيم به خطوات المستقبل