كتاب ومقالات

عائشة عمي تكتب.. عابد سفيان رجل المواقف

وقت النشر : 2024/01/03 06:21:42 AM

عابد سفيان رجل المواقف

عائشة عمي.. تكتب

ذلك اليوم كنت شريدة الذهن ، أفكر في أشياء كثيرة تفوقني ، تأخذني بموجها أحيانا إلى العمق وأحياناً أخرى إلى شاطئ النجاة ، وأنا في ذلك الصمت وذلك الحوار الذي جرى بيني وبين أنا ، تظهر شخصية يغزو الشيب شواربها ، و يبدو جلياً للناظر أنا هذا الذي يقف أمامنا الآن هو مغامر مختلف ، طريقة وقوفه ، حديثه وحتى نظرته الحادة عينا النسر، يحلق في السماء ويعلو برفعة لا تصل إليها الغربان

أدقق بالنظر إليه وعيناي تتربص بتحركاته ، الغاية كانت فهم هذه الشخصية التي يرسمها اللقاء في قاعة وكأنها محكمة …. عم الفرح فجأة داخلي، وسألت أنا :مابك ؟؟؟
فقالت : هناك خير

لم أفهم ما الذي تقصده ، وقلت كم أكره الألغاز ، تدخل قلمي مرتجلا كلماته قائلا لي : حانت اللحظة فلتناديني لأدون لك …
تدون ماذا …. ماذا ؟!
قال لي : ألا تذكرينني ..
قلت : تبدو مألوفاً بالنسبة لي، لكن أنا لا أتذكرك
قال: أنا من سهرت معك ليالي عديدة لنكتب عن الذي يترك داخلك أثر ما ، لكن على مايبدو أنتِ لا تتذكرين

أمسكت ذلك القلم لكي لا يحزن ، وبدأت أرسم خربشاتي وسفيان يتحرك مرتاحاً في القاعة ، وفي مساء ذلك اليوم عندما تحدث خشع له سمعي صاغيا له ، ورحت أتذكر أشياء دفعة واحدة ، التزمت الصمت ، هدأ كل شيء أكثر من الهدوء المعتاد

لسفيان حقيبة فيها الكثير من الحقيقة ، وشيء واحد لا ينطقه لسانه، السر المكتوب أسفل حلقه ، عندما ينظر الناظر لعينيه المخفية وراء نظاراته الطبية يرى شيء يطفو على السطح يتحدث ، ينشد أنشودة وحيدة ، ويعزف سنفونية زمن غير بعيد ، ومسرحية قديمة نصها واقع

هكذا كان اللقاء الأول ، وهكذا دون قلمي ماشعرته في تلك الأمسية عندما تحدث بحكمة معي ، فهمت مابين السطور وفهمت المقصود ، وعندها تأكدت أن هناك تفاوت كبير بين الشخص والآخر بسبب شيء واحد ” الحياة ” .

الحياة من منظر سفيان بسيطة وسهلة جداً ، وأي مشكلة لها حلول وليس حل وحيد ، بما أن كل الطرق تأدي إلى روما ، فكل الطرق تؤدي إلى مسلك أو مخرج ، فقط لو أننا نتحلى بالصبر ونشغل دماغنا قليلاً …. كيف للمرء أن يتصرف عند المشكلة ، مثل الشخص الذي يجد ضحية ، حادث ما أمامه وتحتاج إلى إسعاف أو التدخل المقبول ، كيف سيتصرف؟؟ هكذا الحياة تكون تحت التصرف المطلق لمن يأخذها ببساطتها وليس تعقيداتها .

الخوف عائق وعدم القدرة على التصرف عائق ، والتردد عائق ، والصمت الطويل عائق ، أعتقد أن ما ينقصنا هو الاستمتاع باللحظة ، و بعدنا عن الله ….

بعد مرور الأيام القليلة التي جمعتني بهذه الذكرى الطيبة ، أعود لأسترجع أنفاسي ، وأفكر مرة أخرى في الأشياء الكثيرة التي مرت مرور الكرام ، واللحظات التي لن يكررها لي الزمن مرتين ، البداية من جديد ليست عيبا أو مخالفة لقانون الحياة ، البداية من جديد هي بداية بحقيبة الخبرة

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى