بقلم د. مدثر سيف الدين (ود الكدرو)
يقول أحد شعراء العربية
طرقت الباب حتي كل متني .. فلما كل متني.. كلمتني!!
فذلك ذلك الشاعر تلاعب بكلمات اللغة وحروفها.. ولكن في زمن الحروب كان هناك طرق آخر ..موثر جداً ..ومرعب جداً
يدل على مدى قوة شخصية المواطن السوداني والذي يمكن أن يواجه الموت نفسه.. وبصدر مفتوح.. ودونما سلاح
حتى سلاحه الوحيد هو شجاعته وتفانيه في مهنته واتقانه لأدواتها وعدم الرضي لانتهاك حقوقه رغم وجوده في عرين الأسد ..ولكنه
ينزع حقه وان كان في جحر العقرب
إنه المواطن السوداني ..يا هذا
دكتور طارق.. دق وطرق باب الأمير في وضح النهار
دكتور طارق ذاك طبيب سوداني ذو شهرة كبيرة في تلك الدويلة العربية وكما ذكر لي محدثي انه يعمل في مستشفي «الشعب»
بناته الستة جميعهن طبيبات …لديه عمارة في حي الرياض تقف أمامها «عربة برادو» وكما تقول الرواية ..والعهدة للراوي …انه ذاك الدكتور طرق باب الامير ..
قد سرق (ناسكم) هولا-عربتي البرادو
ولتاثير شخصية ذلك الطبيب
اتصل فورا.. ذلك الامير بقيادات افراد عصابته.. الناهبين للممتلكات.. وعربات السودان.. وناشري الهلع والجزع بين الشعب السوداني سعيا الي ديمقراطية منشودة بقوة السلاح
أعيدوا عربة البرادو ذات الرقم (….)الي مكانها
إن هذه العربة الآن سيادتك ..متواجدة في مدينة (مدني)
ايها الدكتور هل لديك اقرباء هناك
نعم أن نصف سكان مدني هم اقرباي
وهكذا عادت (البرادو) إلى أحضان سيدها عادت إلى حظيرة ممتلكات ذلك الدكتور السوداني (القلبو حار جدا.. )
كيف ذاك وقد (هرش) سمو الأمير .. وألقى على قلبه الهلع والخوف والجزع ليس بفوهة سلاح ولا مدفع دوشكا ولا طايرة سوخاي ..وانما بقوة شخصيته وشجاعته وعدم الخوف من جنود وحاشية ذاك الامير …الذي تحول الرعب والخوف لديه الي مربع الاعجاب بهذا الطبيب .. فحوله من مستشفي «الشعب» إلى العمل لديه في إحدى المستشفيات الملكية الخاصة جداً
ونحن في حوجة الي مثل هكذا سطوة وتاثير كسطوة وتاثير وشجاعة دكتور كهذا لطرق باب هولاء الأمراء المبجلين
وفي كلتا الحالتين صدق.. أو عدم حقيقة الرواية فانها تصب في خانة (السوداني الاصيل) الذي لا يخاف ابداً
نحن في حوجة لمثل هكذا صفات الآن…لعل شجاعتنا وقوة شخصيتنا السودانية الأصيلة ومواجهه الاسد في عرينه .. لعلنا بتلك الصفات تلعب دورا فاعلا.. ونفعل مالم تفعله دانات المدافع.. والمسيرات.. الطايرة المحشوة بقنابل الموت.
الموت…الذي واجهه ذاك الامير.. وجها لوجه بطرقة باب.. بالنقر علي بوابته الملكية بقوة
مجرد طرقة ..ونقرة باب من دكتور سوداني يحمل اسم ..د ..طارق.. الذي كان (نجماً ثاقب) في سماء تلك الدويلة
اعاد (اميرها) رغم انفه.. أعاد ..عربة الدكتور ذاك فورا.. لتقف تحت ظلال عمارته بالرياض كالمعتاد و كما تعودت دايما
فمن يطرق الباب بمثل تلك الشجاعة والقوة ….لتعود عربات جميع السودانيين يا ترى