كتاب ومقالات

صالح وهبة يكتب.. الزهايمر

يشغل هذا المرض جزءً كبيرًا من تفكير البشر بسبب غموضه، وظهوره على فترات، وقد لا يعرف المريض بأن لديه مؤشرات للإصابة به أو بداية لظهوره أو داخل في المرض، وهذا المرض عندما يصل بالإنسان إلى التدهور العقلي الحاد يعرف بالزهايمر

والجدير بالذكر …
الإنسان بطبيعته “ينسى” وهذا أمر طبيعي جدا،
لكن تكرار النسيان وبصفة مستمرة وعلى فترات متقاربة جدا، يكون مؤشر خطر وجرس إنذار لتدهور بعض خلايا المخ وبدايةالزهايمر..

ولكن !
الإنسان الذي يشكو من النسيان مثل : يبحث عن نضارته وهي على وجهه، أو يبحث عن المفاتيح وهي داخل جيبه، أو ينسى ميعاد ..ينسى مكان ..ينسى عنوان..أو ما شابه ذلك، هذا أمر طبيعي، ولكن !كما ذكرنا، لو تكرر هذا النسيان بصفة مستمرة وعلى فترات متقاربة يوم بعد يوم ومع أعراض أخرى سنتحدث عنها بالتفصيل لاحقا،
في هذه الحالة يكون هو التدهور العقلي الحاد المعروف بالزهايمر ..

واشهر أسباب الزهايمر هو “القلق ” stress ..
لأن الإنسان عندما يكون مضغوط نفسيا ودائما في حالة اضطراب وقلق مستمر، بسبب انشغاله وتفكيره في مواقف مؤلمة، كثرة اجترار تفكيره في هذه الأشياء التي تؤرقه، تضيع من دماغه الحاجات المهمة لأن مخه مشغول في حاجات أخرى وكأنها “اتصالات ومكالمات كثيرة” تعمل ضجة وشوشرة على جهاز مخه فيبدأ مخه يفصل ويهنج وتقع منه أشياء كثيرة ويتباطأ في استدعائها بسبب النوافذ الكثيرة المفتوحة وهذا مايسمى بالنسيان الذى استمراره وديموميته بشكل ملحوظ ومتقارب، يعجل بميلاد الزهايمر …

لكن من الأسباب المعروفة “القابلة للعلاج” والتي تؤدي إلى الإصابة بالزهايمر هي أمراض الضغط ..السكر ..والكولسترول ..مشاكل الغدة الدرقية ..نقص فيتامين د .. السمنة المفرطة ..نقص فيتامين ب ١٢ …وأيضا الصدمات العصبية والاكتئاب .
كل هذه الأمراض تؤدي إلى تدهور الأوعية الدموية.
وتفسير ذلك هو :
الأوعية الدموية الخارجة من القلب إلى المخ أشبه بمواسير المياة، يتدفق فيها الدم المحمل بالأكسجين والمواد الغذائية الممتصة لتوصيلها إلى المخ بسهولة شديدة، فعندما الكولسترول يزيد ..الضغط يزيد ..السكر يزيد… يتأثر الوعاء الدموي وبالتالي الأكسجين والمواد الغذائية لا يصلان بشكل كاف للمخ، فنجد الخلايا الخاصة بالمخ لا تقوم بوظيفتها بشكل جيد وبتكون النتيجة أن تضعف هذه الخلايا ..
لذلك نجد الذين يحافظون على الضغط والسكر ويتبعون نظام غذائي صحي وليس عندهم الأمراض السالفة الذكر ، حتى لو كبار السن نجدهم أقل عرضة للإصابة “لن تكل عيناهم ولن تذهب نضارة وجوههم ” ..
على النقيض .. أحيانًا نجد من يصابون بالزهايمر وهم في سن مبكرة ..

الزهايمر نوعان .. الأول “وراثي “ويظهر في سن مبكرة والثاني “طبيعي ” ويظهر كلما تقدم الإنسان في العمر مع وجود تدهور في وظائف الأوعية الدموية الناقلة للأكسجين والغذاء للمخ , ويتدرج هذا المرض في الظهور تقريبًا من بعد سن الستين ..
وتزداد نسبة الإصابة به فوق سن التسعين وتكون نسبة الإصابة واحد مصاب من ثلاثة في أغلب الأحيان ..
لذا ..
عندما ندعو لأحد، نقول له :ربنا يمتعك بالصحة ولا نقول :
ربنا يطيل في عمرك قبل أن ندعو له بالصحة ..فطيلة العمر بدون صحة لا تعطى معنى وطعم للحياة ..

والسؤال : كيف يتم تشخيص الزهايمر ؟
الزهايمر يحتاج إلى أعراض ثابتة لمدة ستة أشهر …وأكثر من ستة أشهر تبدأ الأعراض لنقول أنها “مقدمات للزهايمر “..

“استدراك”…
في عام ١٩٠١ كان فيه طبيب أعصاب شهير بألمانيا يدعى aloud alzheimer جاءت له مريضة عمرها ٥١ سنة، كان عندها تدهور عقلي مبكر وكان أحد أعراضه،إنها كانت تشك في زوجها (ومن المعرف أن من أعراض الزهايمر الشديدة والمتأخرة ، الهذيان والشك الشديد جدا في القريبين من المريض وكان هذا الطبيب لا يعرف هذا المرض وماتت هذه المريضة، وبعدها سافر الطبيب إلى ميونيخ وأخذ المرأة وطلب تحليل مخها، وعند التحليل وجد أجسام غريبة متناثرة بالمخ “عبارة عن ترسيب بروتينات غريبة داخل وخارج المخ ” واحتفظ بهذه الصور والشرائح slides الخاصة بخلايا المخ الناتجة عن تحليل الأنسجة الخلوية وتركها بالمعمل حتى عام ١٩٧٠ وقتها كان هذا الطبيب قد وافته المنية وبعدها صنف العلماء هذا المرض وسموه على اسمه والمعروف بالزهايمر وهو أول من وصف هذا المرض

وابتداء من عام ١٩٧٠ بدأ التعامل مع المرض بأنه مرض خطير، وفي عام ١٩٢٣، اكتشف العلماء تحليل دم يمكن أن يحلل مرض الزهايمر (قبل ذلك كان التشخيص قاصرًا فقط على الأعراض، حيث يعطى للمريض أسئلة للكشف عن وجود التدهور العقلي من عدمه …)
والجدير بالذكر …
عند تشريح المخ وجدوا أن المصابين بالزهايمر يكون عندهم انكماش بالمخ يصور بالأشعة المقطعية أو أشعة الرنين المغناطيسي M R I

ومن الملاحظ … عند تقدم السن تظهر بالمخ انكماشات طبيعية edging evalutional changes….لكن مع الزهايمر تظهر انكماشات أكبر وملحوظة. لأن خلايا المخ لن يصلها دم كاف ..
اذن، الطريقة الشهيرة للكشف عن الزهايمر هي “انكماش المخ ” وتوجد طرق أخرى…
والملاحظ أيضا أن عدد المصابين بالزهايمر من السيدات ضعف عدد الرجال ونسبة التدهور العقلي عند السيدات أكبر ..

“مراحل الزهايمر “

يوجد أربع مراحل لمرض الزهايمر، وعندما تتداخل هذه المراحل الأربع تتولد مرحلة جديدة تسمى المرحلة الأخيرة أو الخامسة ….
وهذه المراحل هي :
(١) مرحلة “الكلاسيك الزهايمر”
أو “الفقدان التدريجي للذاكرة”
يبدأ الشخص ينسى الأشياء تدريجيا،
وحاليا جاري البحث في اكتشاف لقاح للزهايمر ، عندما يعطى للشخص، يكسبه وقاية من هذا المرض، وحتى لو لم يكن مصابا يمكن أخذه ليقيه من المرض مستقبلا، لكنه لم يخرج إلى النور حتى الآن .

“أعراض هذه المرحلة”
(١) فقدان تدريجي للذاكرة بمعنى :

يبدأ ينسى الأشياء ..ينسى المواعيد ..ينسى الأسماء حتى أقرب الناس إليه ..
ويكون ترتيب النسيان بهذا الشكل، نسيان طبيعي وبعد فترة نسيان غير طبيعي، ممكن ينسى أولاده وخاصة الولد الأصغر ويفتكر الأكبر ( ينسى الحاجات القريبة ويفتكر الحاجات البعيدة ) …يعيد الجمل بنفس الكلمات (ممكن يحكي قصة أكثر من مرة أو يكرر نفس السؤال أو يحكي نكتة اكتر من مرة وفي هذه الحالة يجب ألا نجرحه بل نضحك وننفعل معه بنفس درجة الانفعال الأول ..يتوه في العناوين لدرجة ممكن ينسى عنوان بيته (يفقد ذاكرة الحاجات المألوفة بالذات ) .

(٢) صعوبة العثور على الكلمات وعلى التعبيرات أو المشاركة في الأحداث ..ينسى الناس ومن كثرة ماينسى، يبدأ يستخدم تعبيرات بديلة لاسم الشخص الذي نسى اسمه مثل (أهلًا حبيبي ..ازيك يا بطل …) فيبدأ يستخدم هذه التعبيرات بذكاء، حتى لا يظهر أمامه بإنه ناسي اسمه ..وأحيانا من كثرة ما ينسى الناس يبدأ ينعزل عنهم لأنه يجد صعوبة في التعامل معهم أثناء الحديث . ….ينسى الأشياء التي اشتراها ويشتري الحاجة أكثر من مرة …ممكن ينسى المكان الذي وضع فيه الفلوس وهي ممكن تكون في جيبه ..ممكن يرتبك وهو يسحب الفلوس من ماكينة الصرف الآلي ATM وأحد الاشخاص يكتشفه ويعرف أنه مصاب بالزهايمر ويسحب منه الفلوس .. ممكن يأخذ الدواء الخاص به أكثر من مرة (يأخذ دواء الضغط مرتين أو ثلاثة وبعدها يصاب بهبوط حاد في الضغط وبالمثل باقي الأدوية مثل دواء السكر وغيره )
وتناول الدواء أكثر من مرة في علم الطب يسمى polypharmacy
لذلك من يقدمون الرعاية caregiver نجدهم في معظم الأحيان يضعون الدواء الخاص بالمريض في علبة ويعطوها ألوان مختلفة مثل (في الصباح اللون الأحمر..في الظهر اللون الأخضر ..في المساء اللون الأزرق ..بحيث يقوم مقدمو الرعاية بتذكير المريض بأخذ الدواء في الميعاد المحدد له ..

“المرحلة الثانية”
أن المصاب يجد صعوبة في فهم مايراه .
بمعنى …هو يرى ولكن لا يفهم ما يراه (لا يعرف أن يترجم مايراه)
والجدير بالذكر يوجد بالمخ مركزان للروية، مركز في آخر الدماغ من الخلف وهو ما نرى به الأشياء، نرى به (طربيذة ..سلم ..أوضة ..تليفون..تليفزيون …)
لكن لكي نفهم أن ( هذا سلم ..هذه طربيذة …) المسؤول عن ذلك هو المركز الثاني الموجود في الجانب الصدغي من المخ وهو المسوول عن الزهايمر .
فالشخص المصاب يكون عنده صعوبة في العثور على الأشياء فمثلًا الأب يبحث عن كوب لبن يشربه، فيفتح الثلاجة ويجد أمامه ( زجاجة لبن ..جبنة ..فاكهة….) هو يرى زجاجة اللبن كرؤية فقط لكن لا يستطيع تعريفها بأنها زجاجة لبن فيغلق الثلاجة ثم ينادي لأحد أبنائه طالبًا منه أن يحضر له زجاجة اللبن من الثلاجة فممكن “تلقائيا” صوت الولد يعلو على والده قائلا ” ما قدامك أهي يابابا ” ويكون موقف في منتهى الخطورة “كارثة بمعنى الكلمة”
والمطلوب في مثل هذه الحالات التعامل برقة شديدة فمثلا ..الولد يقول لأبيه : ” اهو اللبن يابابا بس انت مخدتيش بالك “..
كما يحدث أيضًا في هذه المرحلة، أن المريض يجد صعوبة في تمييز وجوه الناس مع إن هذه الوجوه كانت معروفة بالنسبة له يوما ما

المرحلة الثالثة (صعوبة في استخدام اللغة)
يهرب منه الكلام مثل : شخص يشاهد مسلسل ورأى ممثل في هذا المسلسل كان يعرفه جيدًا من قبل، لكن عندما رآه لا يتذكر إسمه …أو أثناء كلامه في موضوع معين، فجأة تضيع فكره من دماغه (ينسى ماسيقوله بعد ذلك ولا يكمل ويحرج ويوضع في موقف مخزي )

ومن الملاحظ أن : كلما تقدم الإنسان في العمر يبدأ ينسى أرقام التليفونات وينسى أسماء الناس الذين كان يعرفهم ..
بمعنى أوضح …يجد صعوبة في العثور على الكلمات..صعوبة في المشاركات والمحادثات.. صعوبة لغوية في استدعاء أو استرجاع الكلمات ..صعوبة في استيعاب الكلام الذي يحكى له،
وبالتالي ينصح الناس “كبار السن ” من المحاضرين أو المرشدين ورجال التوعية وغيرهم والذين تسقط منهم بعض الكلمات أو عندهم بوادر زهايمر، يجب كتابة الموضوع قيد الحديث أمامهم، حتى لا تسقط منهم فكرة أو فقرة من الحديث ..

المرحلة الرابعة (تدهور سلوكي)

صعوبة في صنع القرار.. سلوكيات محرجة ..تدهور في العادات السلوكية..تدهور في العادات الصحية،
لأن العادات الصحية تحتاج ذاكرة ( الاستحمام يحتاج ذاكرة ..الحلاقة تحتاج ذاكرة ..النظافة الشخصية تحتاج ذاكرة …) بالإضافة إلى أنه يستخدم ألفاظ أو حركات محرجة ومكشوفة ( ممكن يخلع ملابسه بالكامل أمام الناس وينسى أن هذا موقف محرج ومعيب ..

وفي المرحلة الأخيرة تتداخل المراحل الأربع في بعضها البعض وكل الأعراض تظهر (الحركات والكلمات وكله يكون بطيئ وتتدهور الوظائف الجسمية لدرجة أنه أحيانًا ينسى يبلع لأن البلع حركة تلقائية في المخ ..ينسى يمضغ الأكل ..وممكن تحدث له التهابات رئوية وفقدان شهية …ينسى يأكل وينسى يشرب وينسى يمشي و ممكن يقع ويخبط في الأشياء لأنه لا يعرف كيف يحدد خطواته.. وممكن ينسى التبول والتبرز والنظافة “في الحالات المتاخرة”..
لذلك هؤلاء الأشخاص تكون نهايتهم صعبة جدا ما لم يتم الاعتناء بهم ..
والأهم من ذلك ..
مطلوب توعية الناس الذين يقومون برعايتهم “caregiver “
والجدير بالذكر ..
مصابو الزهايمر بالإضافة إلى النسيان وتدهور الذاكرة، يعانون أيضا من هلاوس سمعية وبصرية، فيبدأ المصاب بالشك في الأقارب بالذات بأنهم خانوه أو سرقوه ويشعر بتهيج وتأثر واكتئاب شديد ..
لذا ..الطبيب أو المعالج النفسى يضع نصب عينيه في العلاج من النسيان واضطراب الذاكرة وأعراضها المتكررة ثم من الاعراض النفسية (من الهلاوس والاكتئاب)
لأن المريض يكون عنده اكتئاب فيصعب عليه التعامل مع الناس، ومن كثرة الاكتئاب يبدأ ينعزل عن الناس ويشعر بالقلة وتصعب عليه نفسه فيأتي له اكتئاب أكثر مما هو عنده ..
فالطبيب الشاطر يركز على هاتين النقطتين في العلاج (١) النسيان واضطراب الذاكرة (٢) الأعراض النفسية (الهلاوس والاكتئاب )

“ملاحظات على هذا المرض”

الاضطراب في المخ قد يظهر قبل حدوث المرض بحوالي من ١٠ الى ٢٠ سنة، وغالبية التغير في المخ يظهر (في جزء بمنتصف المخ )..
توضيح أكثر….
المخ يأخذ شكل نصف بطيخة
القشرة الخارجية تسمى gray matter ومن الداخل نجد القشرة البيضاء white matter ، لو قطعت هذا النصف بالطول ستحصل على ربعين ملتصقين ببعضها البعض بينهما حاجة اسمها “حصان البحر ” وهذه المنطقة أكثر منطقة بها خلايا الذاكرة وهي التي تحدث فيها تغيرات الزهايمر، ويحدث فيها ضمور بسبب ترسب مادتين بسبب الزهايمر وهما ( تاو بروتين .. اميلويد بي بروتين) وهاتين المادتين موجودتان بشكل طبيعي في المخ عند كل إنسان ولا تؤثر في المخ وليس لهما آثار جانبية ولكن في الناس المصابين بالزهايمر شكل هذه البروتينات يتغير وتركيبتها البروتينية تتغير لسبب غير معروف، وتترسب في هذه الأماكن وتبدأ توثر على وظائف المخ ..
هاتان المادتان (تاو بروتين ..اميلويد بي بروتين) اللتان يظهران تحت الميكروسكوب عند أخذ شريحة من المخ، يسببان حدوث الزهايمر..

واللافت للانتباه ..
تم عمل تجارب على هذا المرض، فاحضروا مجموعة من الفئران وأصابوهم بمرض السكر بأن أعطوا لهم مادة تدمر البنكرياس فارتفع السكر عندهم ووجدوا أن المادتين (تاو بروتين ..اميلويد بي بروتين ) ازدادتا في مخ الفئران ووجدوا أيضا أن الفئران تاهت وعندما وضعوا لهم أكل لم يعرفوا مكان الأكل ودخلوا في متاهة …
وعلى النقيض ..
نفس الفيران عالجوها وأعطوها انسولين وعندما تعالجت، عرفت توصل لمكان الأكل..
فكانت نتيجة البحث :
المادتان (تاو بروتين ..اميلويد بي بروتين ) يزدادان جدا في مرض السكر ويتحسنان جدا بعلاج السكر . فلو أي إنسان عنده سكر ..ضغط ..كولوستول .. وتم ضبط هذه الأمراض ممكن لا يصاب بالزهايمر
ولكن للآسف توجد حالات لاتعاني من هذه الأمراض والسكر عندها مضبوط مئه بالمئة ولكن تعاني من الزهايمر

وفي النهاية ..

حافظ على صحتك واطمئن على نفسك بقياس الضغط والسكر والكولسترول واطمئن على الغدة الدرقية ونسبة فيتامين د وفيتامين ب١٢ وتجنب السمنة باتباع نظام صحي في الأكل وممارسة الرياضة وإعطاء نفسك قسط كاف من النوم وابتعد عن الشاشات المضيئة وابعد عن القلق والتوتر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى