كتاب ومقالات
أخر الأخبار

صالح وهبة يكتب.. «الأربعينية»

تدور أحداث المسرحية حول المشاعر الحزينة لسيدة أربعينية على ما أصابها من بدء ظهور تجاعيد على وجهها وهالات سوداء

فنتج عن ذلك حوار بين الطفل الصغير الذي بداخلها «الذي لا يشيخ ولا يتاثر بتقدم العمر » الذي يسمى “العاطفة “

حوار ساخن بين هذه العاطفة الغاضبة المتمردة المعترضة على ما حدث لها وبين العقل الحكيم الذي يهدئ من روعها وانفعالاتها

وفي النهاية تحسم المعركة ويتم التصالح بينهما وتتجاوب العاطفة مع العقل فتثق في نفسها وتحترم ذاتها وتنصت لكلام العقل لتبدأ من جديد تمارس حياتها وتعوض ما فاتها

واليكم أحداث المسرحية

الفصل الأول
يصور المشاعر الحزينة التي بدأت تحتل العاطفة لما أصابها من تجاعيد وهالات سوداء اسفل العين وعدد من الشعر الأبيض ..

(الأحداث )

العاطفة :
نظرت في المرآة ورأت وجهها فاستغربت وقرعت على صدرها ..
وقالت : معقولة أكون انا ؟!! ..مستحيل !! ما هذا ؟ تجاعيد في وجهي وهالات سوداء بدأت تظهر أسفل عيني وأكثر من شعرة بيضا بدأت تغزو شعري لتفضح سني !!

إزاي العمر عدى بسرعة كده! ..أفتكر وأنا طالبة في الجامعة كنت وردة ناضرة وزهرة يانعة ، كنت كلي طاقة وشباب وحيوية وأنوثة طاغية ..

العقل :
لا تقولين هكذا ! إنك لازلت داخلك “قلب شابة”في العشرين” العمر لا يقاس بعدد السنين .

العاطفة :
شباب ايه إللي بتقول عليه ؟! ده أنا عندي أولاد أطول مني ….كده خلاص راحت عليا ..المهم أديت رسالتي ..أنا داخلة على الخمسين ، على رأي المثل “هناخد زماننا وزمان غيرنا !

ثم نظرت إلى المرآة مرة أخري وينرفزة تملأها الحسرة قالت : لا ! كده عيب ! احترمي سنك ! بلاش الملابس المفضفضة والألوان الزاهية دي واخلعي الساعة دي مش من سنك ..

العقل :
هذه المرحلة مرحلة طبيعية كلها نضج وحيوية
وتسمى مرحلة منتصف العمر

العاطفة :
لماذا سميت هذه المرحلة بأزمة منتصف العمر ؟

العقل :
المرور بأزمة في حد ذاته ، اكتساب خبرة وتجارب حياتية ، وكلمة منتصف تعني الاتزان (التوازن النفسي )
كما في الموازين، فالميزان يتعادل عند نقطة المنتصف ..
وهي مرحلة انتقالية يمر بها الإنسان مثل الطفولة والمراهقة والشباب والشيخوخة

العاطفة :
هل من توضيح لهذه المرحلة؟

العقل :
كل ما في الأمر، السيدات في هذه المرحلة يقل عندهن إفراز هرمون الاستروجين ويسبب هبات سخنة وممكن يزيد الوزن قليلًا ، لأن السعرات الحرارية تحترق ببطء ويحدث ما يسمى باضطراب المشاعر أو الاضطراب الوجداني.

الفصل الثاني يجاوب فيها العقل على أسئلة في غاية الخطورة تسألها له العاطفة

(الأحداث)
العاطفة :
حدثني عن علامات اضطراب المشاعر ..

العقل :
اضطراب المشاعر تجعل المرأة تسأل نفسها أسئلة غريبة وتتكيف تتكلم مع الناس المحيطين بها وتخاف من الناس المحيطين بها يتكلموا عليها
ويقولوا عليها بدأت تكبر وتتمرد علينا

مثل : هل أنا اختياراتي في الحياة كانت صحيحة ؟..ياترى حققت كل ما أتمناه. ؟ هل كنت سعيدة في حياتي ؟ ..هل عشت حياتي كما كنت مخططة لها ؟ أم كانت حياتي متخبطة وملخبطة ؟

هل كنت أعيش لكي أعيش أم كان اعيش للناس والأهل لكي أرضيهم وأضحي من اجلهم ؟
الحياة على وشك الانتهاء وعندي إحساس إني لم اعمل شيء

العاطفة :
وما الحل للخروج من هذه المشاعر المضطربة؟

العقل :
انتباه !!
في هذه المرحلة بالذات تبدأ المرأة تقيم نفسها تقييم ايجابي..حتى تشعر بقيمتها وتقدر نفسها صح ، لأنها بالفعل أدت رسالتها وكافحت الحياة بحلوها ومرها

وحان الوقت الذي تبدأ ترتاح فيه وتأخذ بالها من نفسها ، لان ليس عيب أن تعيش حياتها وتخرج وتتنزه وتشتغل وتشغل وقت فراغها في هواية كانت تحبها أو دراسة كانت نفسها تدرسها ..

المهم لا تتمسمر في مكانها واصدق أحكام المجتمع عليها (إنها تريد أنت تأخذ زمانها وزمان غيرها وأنها تظل محبوسة في البيت تنتظر أجلها!!

العاطفةً:
ما مدى تأثر الانزلاق في الميل العاطفي عند هذا السن ؟

العقل :
شعورها بالميل العاطفي شعور طبيعي جدا علاوة على اكتمال نضجها الفكري والعقلي في هذه المرحلة فتبدأ تقيم الأشخاص المحيطين بها تقييم صحيح وتختارهم بطريقة عقلانية .

لم تعد تتاثر مثل زمان …
فليس من الضروري إرضاء كل الناس لأنها مكتفية بذاتها وحققت أخيرا توازن للعطاء (فلا تكن متاحة طول الوقت) تمنح عند اللزوم وتمنع إذا لزم الامر ..

وبما أنها وصلت لهذه المرحلة تبدأ تتخلص من العلاقات المرضية التي تأخذ ولا تعطي ….

حتى نظرتها للاشياء تبدأ تتغير
فتهتم بالجوهر لا بالشكل ..
فلا يهمها منظر الساعة وغلو ثمنها بقدر ما يهمها ضبط الوقت ..

لا يهمها مساحة المنزل وعدد أدواره وفخامة أثاثه بقدر ما يهمها أن تسكن به مرتاحة البال

الفصل الثالث
(الأحداث )
(يبدأ العقل بتهدئة العاطفة لتقبل الحياة بتوجيهها لبداية حياة جديدة مشرقة)

العاطفة :
ماذا عن علامات تقدم العمر ..توضيح أكثر من فضلك ..

العقل :
الخوف والقلق من تقدم العمر وفقد نضارة الشباب من ظهور تجاعيد وهالات
هذا قلق طبيعي وليس خوف مرضي ، لأنها علامات نضج واكتساب خبرات.

جمالك الحقيقي ينبع من قوة تفكيرك الإيجابية ، وجمال شخصيتك ينبع من قوة ثقتك بنفسك

فاستعدي لمرحلة منتصف العمر التي ممكن تكون أزمة إذا لم تطلبي فيها الدعم…

العاطفة :
ما المطلوب مني عمله كي أجتاز هذه المرحلة وأتقبلها برضى واقتناع ؟

العقل :
مطلوب من كل سيدة بأن لا تنكسف من سنها وتعلم جيدًا أن ما تمر به أمر طبيعي فهي مرحلة انتقالية ..

كل ما في الأمر إنك تتكلمي بجرأة حتي زوجك وأولادك والمحيطين بك يعرفوا إنك محتاجة دعم نفسي زيادة في هذه المرحلة ولا سيما زوجك (لا بد أن @يعرف إنك محتاجة حب وحنان واحتواء ودعم نفسي بزيادة )

وتأكدي إنك في اكتمال نضجك الجسدي والعقلي واكتمال أنوثتك
بمعنى أوضح :
ليس من حقك تهملي (تتركني على الرف وزوجك يدورها واحدة غيرك )

العاطفة :
إذا لم أجد يفهمني ويساعدني ويقدم لي الدعم .. ماذا أفعل ؟

العقل :
إذا حدث هذا ، حبي حياتك وحبي كل ما أنجزتيه في حياتك حتى الآن،،جددي من جمالك ..

جددي من أناقتك..تعلمي كيف تديري مشاعرك حتى تتصالحي مع نفسك ومع الآخرين (أنت جميلة رايعة مميزة ) …فانت لاتعرفي القادم ماذا يكون
اذن لا تفكري في الغد وعيشي اللحظة التي بين إيديكي

وانتهت المسرحية نهاية سعيدة بتصالح العاطفة مع العقل وفتحت العاطفة نوافذ جديدة للأمل وطاقات إيجابية للعمل
لتبدأ من هذه اللحظة تتطلع نحو غد مشرق فتعمل وتبدأ من جديد وأن العمر ماهو إلا رقم بشهادة الميلاد

نقطة ومن أول السطر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى