أدبفن وثقافة

شيخ عابر سيل

عابر سبيل

شيخ عابر سبيل

حمادة سعد..يكتب

من زمن قديم
ظهر يتساءل
أهنا رجال في هذا الزمان؟
ألقاهم في تلك البلدان؟

لم يجبه أحد !!!
تنقل من بلد إلى بلد

ولم يجبه أحد !!

تعجب العابر وغضب
ونادى بأعلى صوته
أوليس هذه بلدان عربية
مسلمة موحدة برب البرية
أين الرجال ؟؟!!
أين الأبطال ؟؟!!

أين العزة ؟؟!!

فسمع صوت طفل رضيع ابن 7 أيام
في حضن الشهيدة أمه يأن من تحت الركام
يا شيخ .. يا شيخ
تجدهم عندنا هنا في غزة
أيها العابر سبيل
أقبل …

فهنا فلسطين

وسرع يا شيخ الخطى
لتشهد معنا سحق العدا
نهاية أسطورة بني صهيون

ونصر من الله وعزة للمؤمنون

فصمت عابر السبيل
وعلى وجهه أغرب تعبير
أخبرني أيها الطفل الجميل

مالي أرى بيوت محطمة
وصرخات نساء موجعة
وبكاء أطفال مؤلمة
مالي أرى أطفال ونساء شهداء !!!
كيف تقتلون الأطفال والنساء ؟؟

ألم تعلموا أن الله حرم قتلهم والأنبياء !!

تبسم الصغير بسخرية يملأها الهم
لا يا شيخ إنها أشلائنا نحن لا هم
إنها شوارع غزة في فلسطين الأم
هنا أشرف شهداء الأمة
وفي غزة ستجد كل الأمة
هنا أطفال أشجع الشجعان
هنا نساء بقوة آلاف رجال
هنا رجال فعلوا في العدو الأفعال
هنا قلوب لا تخاف أحد بأي حال
هنا حرب الكرمة والدفاع عن الدين

أبتسم يا شيخ فهنا …. فلسطين

فبكى الشيخ وسأله متعجباً
وأين بقية الأمة ألم يبقى
منها أحداً
فرفع الطفل رأسه متحدياً
ناديناهم بأعلى أصواتنا
أنقذونا فنحن أمة واحدة
وهذا عدونا لسنوات قاضبة
فلم يلبوا النداء وقالوا ما لنا
إنها ليست قضيتنا
وهذه إسرائيل صديقتنا
معها طبعنا وتوحدنا
نرفع أعلامها عالية

وتحت أقدامها نخدمها

فصرخ الشيخ أصدقت ؟؟
فقال الطفل وهناك الأعجب
خاف الحكام قطع العلاقات
وفتح المعابر والممرات
وإدخال الماء والمساعدات
ولم يطردوا حتى السفراء
وانشغلوا في موسم الرياض
والكرة الذهبية لميسي أم صلاح
والحفلات والسهرات والانفتاح

حسبنا الله … فجميعهم أوغاد

متلهفاً تسائل الشيخ
وماذا عن الشعوب الباسلات؟!!
رد الصغير … ناديناهم بكل اللغات
فصمتت الشعوب واكتفت بالمظاهرات
وهم يرون كل ثانية مئات الشهيدات
من نساء المسلمين على الطرقات
وأطفال أشلاء وشيوخ أموات

يا شيخ
لا أمه إلا هنا
فقد خانوا جميعاً عهدنا
وقد أدركنا أنه ليس إلا الله معنا ولنا
فبه سبحانه تزداد عزيمتنا الراسخة

فليس لها من دون عونه كاشفة

فنادى عابر السبيل
مخاطباً أهل غزة الباسلين
يا أيها المؤمنين

يا أبطال طوفان الأقصى
زلزلتم الأرض من تحت أقدام الصهاينة
وأدخلتم في قلوبهم الرعب الأقسى
وأخبرتم العدو أننا لأرضنا لن نغادر

وأن أصغركم لتحرير أرضه لقادر

تعلمنا منكم معنى الصبر
وكيف تكون العزيمة تحت القصف
وكيف لا ينقسم لنا بوجودكم
ظهر
فبدون دعم قهرتم عدو دعمه فاق الوصف
رأينا في صبركم كل الأعاجيب
رأينا في تحملكم صبر أيوب
رأينا في ضرباتكم كيف يكون التوفيق
وكأن الملائكة لندائكم تسدد وتجيب
رداً على خذلان العرب فلا مجيب
أسال الله لكم كل التأييد

أدعو الله لكم نصر قريب

طوفان الأقصى
على الأعداء أقسى وأقسى

للشهداء جنة ونعيم لا يحصى

أنا بن سعد
شخص من ملايين المتخاذلين
عن نصر الأمة في فلسطين
لا حول لي ولا قوة إلا الحروف
أكتبها ليراها كل خروف
فيتحرك فيه دم العزة

فيساعد إخواننا في غزة

وأنا عابر سبيل
ندمت في البداية للعبور
والآن كم أنا بكم فخور

ستظل بطولاتكم تحكى ليوم الدين
كان معكم عابر سبيل

شيخ عابر سبيل

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى