منوعات

سمير زموري “قصة وفاء”

سمير زموري “قصة وفاء”

عائشة عمي.. تكتب

سمير زموري فنان ممثل مخرج ومؤطر التحق بفرقة مسرح وهران t.t.o وسنه لا يتجاوز 14 سنة شارك في عدة أعمال مسرحية و سينمائية داخل وخارج الوطن ويعتبر من أبرز المسرحيين في الوطن العربي.

هو من زمن عظماء الفن الجميل كاتب ياسين، عبد القادر علولة، عبد الرحمن كاكي، سمير زموري مسيرة فنية حافلة بالانجازات والابداعات، تأثره بعلولة أحد عملاقة الفن الذين رسموا أسمى وأجمل روائع المسرح في الجزائر و الذين أجادوا و تفوقوا في غرس الحس الفني الرهيف و الذوق الرفيع واضحا وجلي عند حديثه المتكرر عن هذه الشمعة التي أطفئها الأجل وأشعلتها ذكرى الوفاء.

كان لمكرفون جريدة أبناء الوطن العربي الفرصة لحواره خلال تأطيره الورشة العربية بالبليدة الجزائرية.

سمير لازال يحكي بحزن عن لحظات الأخيرة للفنان علولة وكأنها كانت بالأمس القريب، هو مزال يتردد على مقبرة المرحوم ويحكي عن تطورات الفن بالجزائر وعن سفرياته داخلها وخارجها ويحكي له عن ابنته رحاب وتغير ملامحها، حديث سمير عن المرحوم عبد القادر علولة هو حديث يمتزج بالفرح الحزن بالبسمة ولمعة الدموع.

الأمر الذي لازال عالق في ذهن سمير زموري ماقبل وفاة علولة إحضاره حلوى قلب اللوز الجزائري وبعض الحلويات الأخرى، وعن قصيدته الرثائية لموته التي كتبها وقرأها قبل الوداع الأخير.

كما تحدث سمير زموري وأخذنا من خلال ذكرياته إلى أيام الشاب حسني الذي أحبه الكبير والصغير لأن أغانيه كانت تلمس أحاسيسهم ومشاعرهم وتعبر بطريقة ما عنهم، عندما تستمع لأغانيه فالشعور يدب دون تصنع أو تظاهر، يقول زموري أنا لازلت وفي لعظماء الفن الحقيقي ، وكنت محظوظا لأنني كنت أراه وجها لوجه، عندما أقوم بأي خرجة سياحية فنية وثقافية فإنني أحكي للأطفال، لهذا الجيل عنه كما أنني أقدم باقة من أغانيه في الشارع الذي أغتيل فيه، لأنني أعتبر هذا الأمر واجب وحق هذا الفنان الذي ألف وقدم 196ألبوم في ظرف وجيز “ست سنوات”، ذاع صيته داخل الجزائر ولم يستطع أحد منافسته إلى يومنا هذا، حديثه عن حسني له علاقة بالورشة العربية وهو أسلوب محبب في توصيل المعلومة للمتلقي فاجتماع الموسيقى بالفن المسرحي ليس بالغريب بل لهما علاقة تكامل وما يلفت الانتباه أن سمير زموري اكتشف في إحدى أغاني الشاب حسني استعمال التقنية النفسية لسلافسكي وهكذا استفاد المتلقي من الممثلين من سمير زموري، غارسا فيهم قوة الانتباه والتركيز والاهتمام بكل ماهو موجود ومحيط بالكائن الإنساني فكل شيء هو خادم ومحرك للفن المسرحي.

فالمسرح هو شكل من أشكال التعبير عن المشاعر والأفكار والأحاسيس ومالم يحول النص إلى الخشبة يبقى سجين اللغة وكما هو معروف الحوار وحده لايصنع مسرحا مالم تتوافر عناصر التنامي والدراسات وأشياء أخرى.

توجت الورشة العربية بتقديم عرض متكامل في ظرف قصير لقى قبول واستحسان الجمهور الحاضر من متذوقي الفن من الشباب واطارات من مديرية الشباب والرياضة لولاية البليدة الجزائرية السيدة جازية التي عبرت عن شكرها وامتنانها على هذا الإقبال المشرف من طرف دكاترة وأساتذة وكتاب ومخرجين إلى ولاية البليدة من أجل إعادة بعث الحركة المسرحية فيها الشيء الذي ميز العرض الملحمي في وصلة غنائية مليئة بالشغف والألفة والأنس ربما هذا الذي يميز مسرح الحلقة الذي أجاده المرحوم عبد القادر علولة وهذا الذي يبعث برسالة أن المجتمع عائلة والعائلة وفية لاتنسى موروثها الشعبي والثقافي أو أنه خطاب فني مباشر أن المجتمع أتى من نبع واحد منبع البساطة والتواضع.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى