سراب وجد
أناستاسيا آمال.. تكتب
عبثا أحاول لملمة شتات الروح، أبي أمي، غيابكما نعاني للموت كل آن يرتد فيه البصر حسيرا خائبا، حينما لم ينجح في التقاط صورة لكما، هنا أو هناك، وأرهقني الوهم بنشر ذكراكما في كل مكان تقع عليه عيناي
أين المفر
أين المفر، والنزوح استثمر في شقائي فزكى ونما على أرض حزني الخصبة بالجروح، والآه يدندن لي كل تنهيدة أنشودة طفولتي المسعفة، المنكوبة، أيناكما، ولم تخليتما عني، أهنت عليكما لهذه الدرجة، من لوعة، إلى حسرة،
إلى بكاء بين كفي عقلي وقلبي أرتحل، تائهة في ملامح هجرة قسرية، فرضها علي غريب زاحمني في حفنة حياة لم تتعد أمسية، سرقت حياتي، بترت ساقي أمانيّ الوردية، واكتست براءتي حلة بشعة دموية، من لي؟!، وأنا كتلة ضياع تحمل حقيبة نزوحها على كتفي الاستمرار والصمود أبية
ولكن إلى متى أرتضي وحدة تركلني كلما ركنت إليها علها تنسيني فراق أخذ كل شيء حي فيّ معه، وتركني كحجارة فوق الطريق منسية، على أمل أن تكون ذات يوم بين يدي من يعشق الحرية، ليرمي بها من يتّمني، وقتّل في روحي الربيع، فصرت ورقة خريف تأبى السقوط رغم اصفرارها، وتتشبث بفنن البقاء وطاقتها منتهية