ساعد زوقاري….. المحطة الأخيرة مدينة الورود
كتبت:عائشة عمي.
الحياة ليست مذنبة فلما نتهمها بالسوء وبأنها سبب تعسر مسارنا، الحياة لاتصفها كلمات لأن المحب يصف بها محبوبته بأنها حياته والطفلة والدها حياتي والابن لأمه حياتي، الحياة هي روح فكيف تكون الروح سبب مشاكلنا، بها يدب كل شيء جميل داخلنا.
الحياة لو لم تكن غالية لما تمسك بها أحد ولما أهدانا إياها الله، فلما نلعنها!
شتمنا لها كشتم إنسان طيب قدم لنا كل شيء جميل ولكن ظروف ما واجهتنا نضع غضبنا عليه هكذا نفعل وأعتقد أننا ندين لهذه الحياة بالشكر ربما والامتنان. فيها نطلع على خبايا هذه الدنيا هناك فرق بين الحياة والدنيا، الدنيا غير مستقرة وغير دائمة الحياة دائمة فبعد الموت توجد حياة أليس كذلك؟؟ ولكن لاتوجد بعد الموت دنيا بل توجد الآخرة وهي المستقر.
أعتقد أن الإنسان الكاره للحياة هو إنسان لم يفهم معنى الحياة، رغم كل الأشياء التي تحصل حولنا وجب علينا أن نستمتع ونحب.
الإنسان غذاءه الحب والشيطان غذاءه الكره غذي نفسك بما تحب أن تكون عليه، أنت مخير ولست مسير، لا أعلم لما نحب التجرد من ثوب النقاء ونرتدي ثوب الرداءة… الرداء الضيق الذي لانرتاح فيه!!.
ربما هذا ما أراد أن نفهمه المرحوم والمغفور له ساعد زوقاري مدير مديرية الشباب والرياضة لولاية البليدة هو وردة أصيلة من ورودها، جمعتني به الصدفة، أول لقاء يوم اختتام دورة مكوني نوادي الصحفي الصغير ولقاءه مع الأطفال الصحفيين الصغار بمركز التسلية العلمية باب الجزائر، سألهم من تكون تلك الفتاة هل إطار من إطارات مديرية الشباب والرياضة، قالوا له لا بل متطوعة تفاجئ وقال لهم تمسكوا بها لاتدعوها ترحل من هذا المكان وإن توفر منصب شغلوها، نعم سعدت بتفكيره ونيته الطيبة ولكن كانت سعادتي الكبرى والفعلية أنه رآني منتجة، ثمرة نافعة، أن يراك شخص من بين كل الأشخاص فهذا رائع جدا، لا أكذب أحسست بالتميز لأن من أشاد بي مميز، لم يحكم على مظهري ولا على ما أملك بل بما قدمته في ذلك اليوم لم أقترب منه، الكل حوله يلتقط صورة للذكرى، أراقبه وأحفر صورة جميلة عنه في ذهني كيف يتعامل مع الأطفال ويوقرهم وكيف يتعامل مع الكبار ويحترمهم وكيف يتصدق بابتسامة وهذه أخلاق الإنسان المسلم الفعلية، هو من رجالات الوازنة التي حظيت به ولاية البليدة وتمنيت لو يحرص كل شخص على عمله ويتقنه كما فعل ساعد زوقاري بأنه كان حريصا على واجبه كمسؤول وأن المسؤولية من السؤال وكل مسؤول سيسأل، وما أصعب سؤال الحساب الحقيقي، هذا الإدراك منه والوعي جسده في دعم الجمعيات الخيرية، ثقافية وشبانية وغيرها بل كان مساهم في كثافة النشاطات الشبانية بولاية الورد لأن يعلم أن البناء يحتاج إلى سواعد وساعد هو كان ساعد الخير.
أي إنسان ناجح يتعرض لرشق بالحجارة ولكن تلك الحجارة يعتبرها ورودا يزين بها طريق مروره ويصنع بها مجدا وجمالا تفتخر به الأجيال من بعده، لا أعلم إن كان ساعد زوقاري قد رمي بالحجارة ولكن ما أحسه به أنه سعيد في بيته الجديد بما تركه من أثر إيجابي والدليل أنني أكتب عنه بقلمي الصادق الذي لايجامل لمجرد المجاملة.
وددت لو كتبت عنه أبيات شعرية ولكن يخونني الوزن أحيانا خاصة وإن كنت سأكتب عن شخصية ثقيلة في مقامها وأخاف أن لا أعطيه قيمته الحقيقة، لقد حقق في البليدة أشياء كثيرة في ظرف وجيز وبوقت قياسي وهذه الحروف التي أكتب بها الآن هي حروف لابد أن تهدى لكل من عرف ساعد من أجل الصبر الجميل ومن أجل إكمال مسيرة البناء والتنمية والاستثمار في الإنسان، لقد أحسن المحسن سيحسن الله له، فلابد إذا أن نحسن لكي نغادر الدنيا بسلام ومطمئني النفس.