كتاب ومقالات

زمن الماضى الجميل

وقت النشر : 2023/02/15 06:47:46 AM

زمن الماضى الجميل
بقلم.. فاتن ابو سديرة

لماذا كل قديم جميل !؟ ما السر فى جمال الماضى وجاذبيته !!؟ كل شئ له رائحة له رونق وجمال و طابع خاص.

بداخله سر غريب يحتويك لا تستطيع منه فكاكا
اماكن .. شوارع ..بيوت.. وحتى اناس من كبار السن الذين عاشوا الماضى بروعته

كل شئ كان جميلا سينما الابيض والاسود بل حتى الاخلاق قديما كانت ذو شأن اخر

اشياء لم تترك بداخلك اثرا فقط بل حفرت فى ذاكرتك صورا استعصى على الزمن محوها !!

ما السر الغريب الذى يكمن فى الحنين الذى يخلفه رؤية هذه الاشياء صدفة او تاملها عن قصد

كثيرا ما القى برأسى واغمض عيناى فى سفر او فى انتظار ما فتشخص بذاكرتى صورا من الماضى واشم لها رائحة تزكم الانوف تكاد تنطق لتقول نعم… كنتِ هنا ومن هنا مررت وهنا لعبتِ وتعالت ضحكاتك مع الرفاق …

حينما امر ببعض الامكنة و الشوارع تتعلق عيناى دونما اشعر بحانوت قديم ولافتة مكتوبة بخط ديوانى او خط الثلث باسم المكان او صاحبه وشركاه!!

وهذا سبيل ماء باحد الطرقات وضعه فاعل خير
وفى شارعنا القديم زير<<اناء من الفخار توضع فيه الماء لترطيبه قبل زمن المبرد>> مربوط فيه غطاء من الخشب البالى من رطوبة المياه يشرب منه المارة ثوابا
وعلى الارض بعضا من اثار الطباشير يخطها الاولاد بالشارع للعب <<الاولى>>لعبه كنا نقفز فيها داخل مربعات مرسومة على الارض نحرص الا تمسها اقدامنا لنفوز !!

افلاما قديمة رغم خلوها من الالوان الجاذبة امتزجت بنا وامتزجنا بها نلتف حولها نرى فيها بمتعه نظافة الشوارع و رقى الاحياء تنقلنا لزمن جميل كانت الاخلاق ابرز ملامحه !
فهذا يخاطب السيدة (ب يا هانم ..)وذلك يحدث الرجل ب (يا اكسلانس..)ويشكره ب (انا ممنون لحضرتك.. !! )او يشد على يديه (عفارم عليك ..)اذا انجز شيئا ما!!
وحينما يريد احدهم ان يسفه او يقلل من شأن احد يصيح قائلا (اتفضل من قدامى يا افندى.. !!)
وحينما تتعرض الفتاه لمضايقة من احدهم تشيح بوجهها عنه قائلة(يا سم .!!)

كان زمنا راقيا جميلا رغم بساطته بيوت كبيرة اثاث_بسيط لكنه كان بيتآ كبيرا بمن فيه الجدة والخالة والعمات جلسات ليالى شتاء دافئ حول الموقد المشتعل للتدفئة تتعالى صيحاتهم وضحكاتهم ولا نشعر الا وقد اشرقت الشمس علينا ونحن منقولون الى اسِرَّتنا بعد ان غلبنا النوم ونحن نجلس بينهم بطمأنينة وأمان.

ورغم اننا عشنا هذا الزمن وهو يحتضرللاسف لكنه ترك لنا بعضا من الذكريات فى مبانى مدارسنا_القديمة فى بيوتنا وشوارعها رغم الكتل الاسمنتيةالتى احاطت بنا وشوهت هذا الجمال

رحل الزمان وبقىي المكان شاهدا على الزمن ..ترك لنا رائحته على كل شئ وصورا باهته تطل بالذاكرة من حين لاخر وتحلم معنا ان تعود فى زمن المسخ فى كل شئ

وكلمات تقفز حروفها رغما عنى للشاعر الكبير فاروق جويدة ..اذكرها لزمن ولىَّ وانقرض

لماذا اراك على كل شئ … كأنك فى الارض كل البشر
كأنك درب بغير انتهاء … وأنى خلقت لهذا السفر
إذاكنت اهرب منك اليك…فقول لى بربك اين المفر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى