
.
حيرة ومسيرة
تأليف.. عرفات الجعفري
يلتحق سمار بمرحلة رياض الأطفال في سن مبكرة من عمره لشغف والده وحبه الشديد له لإن سمار ذا الوجه الأسمر هو الطفل الآخير أو كما يسمونه آخر العنقود للريس دياب الذي يعمل كسائق الباص لموظفين شركة الألومنيوم بصعيد مصر إذ تعلق به جدًا من دلع وترفيه ومعاملة بالغة حدودها وذلك دون أخوته الأشقاء مما أثار الغيرة والحقد بين أخوتيه بجانبه خصوصا بعد وفاة الأم التي أوصت قبل وفاتها بتربية سمار حسنًا لأنه يختلف شكلا وموضوعا عن أخوته في اللون والجسد حيث لون بشرته أسمر داكن وقصر قامته يجعله يحسب من الأقزام وأوصت أيضًا بأن هذا الطفل سوف يكون له شأن عظيم مستقبلا .
يذهب الريس دياب إلي محل عمله ويغيب نهارًا كاملا وعند رجوعه لم يجد الطفل سمار لأنه غالق غرفته علي نفسه نائماً ومرة تلو الأخره يشك في الأمر وبسؤاله لأخوتة قائلين أنه نائم .
الأب : بوجه شاحب حزين .. كيف ينام بدري هكذا خصوصا قبل أذان المغرب .. يدخل الأب الغرفة يجد الطفل منكسرا حزينا وحيدا خائف من اشقائه قائلا ماذا بك يا ابني .
سمار : أنني خائفا يا والدي من أخوتي لأنهم يكلون لي شرا واساءة مستمرة .
يقرر الاب الذهاب به لخالته .
الخاله : أنا مستعدة لكن أنت تعرف أن أولادى كثيرين كعدد والمصاريف اللي رايح قد اللي جاي .
دياب : لا تقلقي أنا مش هنقصه أي شئ المهم تأخذي بالك منه كويس .. يتركه وينصرف .. تعامله الخالة حسب مقدرتها لكن الأولاد يغيرون منه ويتنابزون عليه لقصر قامته ولونه الأسمر .. خصوصا أن أسمه سمار قائلين بسخرية : كان سموك بياض ولا حمار هههههه .. لا يريد الطفل أن يحكي لوالده ما حدث من أبناء خالته حتى لا يسبب عبء أخر علي والده وأيضا بسبب عدم عودته للمنزل لسوء المعاملة .
يكبر الولد ذا العقلية النابغة ليلتحق بالمرحلة الإبتدائية ذهاب واياب يوميا ليقابله أحد زملائه بالطريق مشارين عليه بالتنمر قائلين : أيه الأسمر والقزم ومن يصدق أنك ابن رجل عريض الجبهة والمنكبين طويل القامة .. يرد ابن خالته كمان لو شفتم أخوته ذا اللون الأبيض الوردي وأيضا الطول المتناسق .
تكرر هذا التنمر عديدًا حتي أن سمع ناظر المدرسة فقام بمعاقبة التلاميذ وبعد شهور قليلة تكرر الأمر منهم وحرر الناظر محضرا بفصل التلاميذ حتى يحضروا أولياء أمورهم وطلب أيضا من سمار إحضار ولي أمره حضر المداعي والوالد انشغل عن الإجتماع لسبب رحلة عمل وسفر يقضيها بأحد المحافظات يحزن التلميذ لعدم حضور الوالد فتسبب له أزمة نفسية ليقرر أن يترك المدرسة فررا مما يجده من إساءات متكررة لكنه حائر خائف من الأب حتي لا يعلم بحالته المتدنية يتنكر ويكذب يوميا بأنه ذاهب للمدرسة لكنه يقضي يومه بالشارع يلاحظ ناظر المدرسة بعدم وجوده .. يسأل عليه يتضح أنه لم يحضر وعند الإنصراف بإنتهاء اليوم الدراسي يشاهده الناظر خارج المدرسة يتجه إليه لكن التلميذ يختبئ منه خائف .. يتركه الناظر حتى أن تكرر الأمر .. يطلب الناظر مقابلة والده يحكي له ما حدث ل سمار.