من كتاب عجائب الدنيا الثمانية
بقلم
محمد ابراهيم الشقيفى
جمهورية مصر العربية
حورية البحر ذات القوام الرشيق والصوت الموسيقى الرنان تحمل شعاع الشمس وهدوء دفء الألحان ولكن حينما تتعرض للعنف تصبح قوية تملك بين فكيها أسنان القرش لتدافع عن شرف حواء وصبايا النساء.
إمرأة حرة مهما كانت الأيام عليها قاسية ترفض أسلوب القهر وبطش الطاغية تقف فى وجه الأستعباد تنحنى من أجل باقة الورد وهالة العشق تختفى خلف ظل الحبيب كى تستر أشواق المشاعر الجياشة لتخفيها عن عيون صقور السماء.
ترفض دعوات الإنحراف تملك كاريزما مختلفة الطباع تتحصن بغنى النفس مهما قست عليها الدنيا لاتستسلم إلى دعوات شيطانية لتحقق أهدافها المنشودة بل ترفض العجل فى إتخاذ القرارات تعشق السلام
لها براءة الملاك حورية البحر تحمل وفاء العهد للقلوب الطاهره وبذات القوام المفتون نجد الحمل الوديع نمر مفترس يمزق وجه كل من يقترب الحورية البرية ليست ساحرة شريرة إنها تدافع عن شرف النساء ترفض الإقبال بلا داعى والاختلاط بلا دعوات لديها رؤية للتعارف واضحة المعالم
تخشى السهر ثم الإنصراف من غير هدف واضح تمنح الود والإحسان تقف عائقا ضد التسلية والمتعة الحرام لاتبيع نفسها بثمن بخس ودراهم معدودة بل تكتال بميزان العفة وظهرها مستقيم لا تركع لغير الله المعين شمس السماء تناديها البدر يغازلها والقلب المتعلق بجمالها يريد أن يحتويها
كيف وهى بالبحر بين الشعب المرجانية حورية تسكن الأمواج وحولها الكنوز وفوقها الطيور مغردة تعزف ثم تهديها الماس الشوق ما هذا الإحساس البديع المنصف لكن حوش البريه تلتف كالدائرة تحاول أن تمزق وجهها لتكشف عورة الخجل تستهين بضعف البنيان
لاتعلم أن القطة الوديعة تحمل أظافر أشبه بمخالب الأسود لتدافع بها عن حريتها وكرامتها تملك أسنان القرش وسرعة الفهد وصبر الصياد وذكاء النسوة اللواتي يعانين من بطش نوايا الرجال ومحاولات الوصول إليهم للفوز بقلوبهم ليله وهم لايعرفون مكر ودهاء سكان البحار .
لا تدفن نفسها فى الرمال خشية من غدر السهام بل تواجه ثم تقاتل ولاتهاب الموت دفاعا عن النفس والعرض ماأجمل حورية البحر وبين فكيها أسنان القرش وسرعة الفهد وفطنة أميرة العشق دون أن تتخلى عن براءة وجه يتحلى بالإيمان وأوصاف الجمال.
الكاتب/ محمد ابراهيم الشقيفى
عضو اتحاد الأدباء العرب