حرب الشائعات ومواجهتها
فاتن ابو سديرة.. تكتب
- دور التكنولوجيا فى نشر الشائعة:
رغم الإنتشار التكنولوجى الواسع الذى حوَّل العالم فعليا الى قرية صغيرة وأصبح من السهل اليوم لأى شخص معرفة ما يحدث فى أى بقعة من بقاع الأرض بضغطة “زر “واحدة ودون حتى مغادرة مكانه
الا ان هذه السهولة فى نقل الخبر والمعلومة من مكان لآخر كان لها مخاطرها وسلبياتها والتى عززت ودعمت إنتشار الشائعات بتبادل الناس للاخبار والمعلومات على نطاق واسع دون التحقق من مصدر الخبر أو صحته
لا سيما فى بلد كمصر تواجه مشاكل كبيرة فى ضعف الوعى العام وانتشار الامية - الشائعة
والشائعة هى المعلومة او الخبر الذى يفتقد المصداقية والدقة سواء فى النقل او النشر ويفتقر الى الحقيقة ولا يستند الى مصدر موثق او دليل يستند اليه
وأكاد أجزم أن الشائعة بالخطورة التى تجعلها معول هدم لأى عمل او إنتاج يعود بفائدة على الفرد و المجتمع
والشائعة أيا ما كان نوعها أو مصدرها فهى تشكل خطر جاثم على أى نظام أو حكومة تسعى للعمل والإنتاج و تعمل على وضع مخططات للتنمية والنهوض بالبلاد
- مخاطر الشائعات على المجتمع
فقد تؤثر الشائعة على توجيه الرأى العام كإشاعات حول إرتفاع مرتقب لأسعار السلع والخدمات أو شح بعضها من الأسواق مما يجعل المستهلك يهرول لتخزينها ويدفع ذلك الحكومة لمحاولة الحد من الاثار المترتبة على هذا السلوك غير المسئول وبالتالى يكبدها خسائر مالية كبيرة
وقد تعمل الشائعة على تكدير الأمن القومى إذا تعلقت بأخبار غير دقيقة حول موضوعات تمثل حوادث فردية او مشكلات تتعلق بالسياحة او تجمعات لمواطنين او فتن طائفية …. الخ من الموضوعات التى تهم حياة المواطنين فيتم تضخيمها ونشرها دون وعى من خلال خاصية “كالشير” فى السوشيال ميديا فتؤجج الناس وتكدر النفوس ويصبح على الجهات الأمنية مسئولية محاولة السيطرة على ردود أفعال الناس وكبح جماح النتائج المترتبة على الشائعة وتفنيدها لاستجلاء الحقيقة
الى آخره من الموضوعات التى تتناولها الشائعات
وأيا ما كان موضوع هذه الشائعة فهى بلا شك باتت تشكل تهديدا مباشرا وخطيرا على امن وامان المواطن فى وقت لم يعد هناك سيطرة او رقابة على ما ينشر اويتم تداوله على نطاق واسع فى وقت لا يتعدى جزء من الثانية
- دور الدولة والمواطن فى مواجهة الشائعات :
حرب الشائعات و التى تلحق اضرارا مباشرة وبالغة بالمجتمع والمواطن معا من الممكن محاولة مواجهتها وكبح جماحها بالتعاون المشترك بين الحكومة والمواطن
فيتمثل دور الحكومة فى العمل على رفع درجة الوعى العام للمواطن لتتكون لديه القدرة على التمييز بنفسه بين ما هو حقيقى وما يعد شائعة و هذا الدور الذى تقوم به الدولة من اهم التحديات التى تواجهها للنهوض والارتقاء بالمواطن ومجتمعه
كما عليها نشر الحقائق وتتبع الاخبار المتداولة بين الناس واستبيان الحقيقة بكل وضوح وشفافية من خلال النشر عبر مصادرها الموثوقة سواء مصادر رسمية او إعلامية
و اما دور المواطن فيتمثل فى التحقق من الخبر الذى يتم تداوله قبل ان يشارك فى نشره وعدم التعجل “بالشير” أو حتى شفهيا فى نقل أى معلومة أو خبر قبل التأكد والتيقن من صحته حفاظا على أمن وأمان مجتمعنا وحماية لوطننا وشعبنا وهذا ما حثنا عليه أيضا ديننا الحنيف فقد قال الله تعالى :
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَىٰ مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ (6) الحجرات
حفظ الله مصر وشعبها