كتاب ومقالات

حديث وانتقالات إلى عالم الطفل

وقت النشر : 2024/07/17 02:58:31 PM

حديث وانتقالات إلى عالم الطفل.

كتبت.. عائشة عمي

المفاجئة التي تكتبها السنين بحبر الورد هي تلك البذور الصغيرة التي تتحول إلى أشجار مختلفة ألوانها وأقصد بالبذور الأطفال .

إن من واجبات الإنسان الذي يشرف ويؤطر الطفل هي مصاحبة الطفل في كل مرحلة من مراحل حياته إن كان ناشئا فلنزرع كل الإيجابية وكل القيم الأخلاقية الممكنة و ترديد على مسامعه حب الله ، حب الوطن ، حب الغير ومن المعلوم أن تربية الطفل تشمل التربية الروحية ، التربية النفسية ، التربية البدنية الجسمانية ، التربية العقلية .

وربما تعد المخيمات الصيفية والمدارس الصيفية فضاء موازي بشكل أو بآخر للمدرسة الأولى. الأم والمدرسة الحياتية والمدرسة التعليمية أين ينهل من مناهل العلم ومختلف العلوم .

فمن واجبات المربي أولا وأخيرا تنمية موهبة الطفل وتعزيز ثقته بنفسه ، من الأسرة مخرجات مختلفة ، قد تجد من نفس الأسرة الطفل الهادئ. والنشيط والعنيد والخجول والثرثار والمازح … إلخ .

فوجب عند التعامل مع الطفل مرعاة نفسية الطفل و مشاعره ، قبل أن تعتبر الطفل وعاء تجربة ، الطفل هو إنسان وأعود وأقول جملة من احاسيس ، فالمربي الجيد سيتعامل مع أي طفل ولا يفضل فقط الطفل الذي يكون هادئ أو منظم ومرتب ، من يفعل ذلك هو لايفهم معنى مربي والعملية التربوية التعزيزية لقدرات وموهبة الطفل…

إن الطفل كائن حي يحتاج إلى حنان ودفء المشاعر كورقة شجرة الخوخ رقيقة ترفعها رياح ناعمة وتخفضها رياح هائجة ، عند التعامل مع هذا الكنز الجميل وجب التعامل بأجود الأخلاق وألفاظ من أطيب وأجود الكلمات مع الكثير والمزيد من الحب والمحبة .

لا تستعمل مع الطفل التهديد وإشعاره بالذنب وتحسيسه بأنه لايقدر ولا يمكنه لاتعطه رسائلك السلبية وإشاراتك الموحية أنك لاتثق به حتى لو كان يملك أفكارا وقدرات فإنه سيبقى عالقا في ذلك المكب ، واقفا أمام ذلك الجسر مترددا خائفا أن يعبر إلى الجانب الآخر.

أستعجب ممن يشجع ويقف مع معنف الطفل ، ومن يستعمل الضرب كوسيلة لإسكات الطفل ، ومن يتهجم على الطفل بطائل من كلمات مؤذية ، الطفل يختلف من طفل لآخر حسب الشخصية تتعامل وليس حسب منطقك أنت و غضبك أنت ، الطفل مدرسة مايتقنه هو لا تتقنه يجب أن تنزل إلى ذاك المستوى الذي في الحقيقة هو أسمى ، في عالمه هو المعلم وأنت التلميذ .

إن دور مديرية الشباب والرياضة بمختلف الولايات الجزائرية لها دور بارز وهام جدا في النسيج الترفيهي التربوي والتعليمي ، ولها دور مهم و قوي في فضاءات المخيمات الصيفية والرحلات المنظمة من أجل الطفل الجزائري أو العربي بما أننا نتحدث عن الطفل بصفة عامة ، ومن حقها أن تقف على رأس العملية الترفيهية من خلال تجنيد مفتشين وأناس يفهمون الطفل ولا يقفون ضد الطفل …

ولقد التمسنا هذا الأمر من خلال حرص القانون الجزائري والدولي على حماية الطفل حماية نفسية وجسدية و المرافقة الطبية والحرص على. صحة الطفل وعلى الوجبات الغذائية المتوازنة والغنية. بالألياف والفيتامينات الضرورية والبروتينات والدسم الغذاء الكامل والمتنوع ، وإلى ضرورة إشغال الطفل بالنشاطات الهادفة والمفيدة التي تبني شخصية الطفل وتعزز تربيته وأخلاقه وتعيد ثقته بنفسه إن كانت مسلوبة وتعزيزها إن كانت موجودة .

أرى أن دور المربي دور جاد وفي نفس الوقت راقي ومميز ، وجب الإنتباه إلى رجال الغد الذين يحتاجون إلى عيش طفولتهم دون تأزم نفسي ودون عاهات مستدامة أو مستديمة ، دعونا لا نكون وحوشا بل أكثر رقة وإنسانية مع فئة الملائكيون الصغار ، نحن الكبار سنشيخ ولن نجد إلا الطفولة التي تكبر لتعالجك ، تحترمك ، تساندك ، تساعدك ، هذه الفئة التي ستبني منظومة جديدة و هي من سنسلمها مفاتيح الثروات وننقل لها مشعل القيادة ومن نضع على كتفها العلم يحملونه بجدية يصونون الأمانة …

الطفل مسؤولية الجميع من البيت إلى الشارع إلى مراكز الشبانية و فضاءات الطفل من نوادي وورشات ومسرح وإلى غير ذلك وإنني أتفاؤل خيراً بالخير الموجود في قلب الإنسان الإنساني.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى