جمعية الذاكرة والتراث الجزائرية تكرم الكاتب “متيجي بلقاسم”
وقت النشر : 2023/07/09 04:02:58 PMاحتفاء بالمجاهد والكاتب متيجي بلقاسم في عيد الاستقلال والشباب بولاية البليدة الجزائرية.
متابعة.. عائشة عمي
هناك جهاد بالسلاح وجهاد القلم وجهاد التعليم، متيجي بلقاسم مجاهد السلاح والتمريض والتعليم وبمناسبة عيد الاستقلال والشباب المخلدة للذكرى61 أبت جمعية الذاكرة والتراث برئاسة الأستاذ حميد سلاس وبإشراف عام من طرف الأديب رابح خدوسي تكريم هذا الرمز التاريخي الذي ناضل وهو في سن صغيرة بعمر 16سنة.
وبهذه المناسبة المزدوجة والاحتفائية قدم محمد سلاس كلمة افتتاحية مهنئا الشباب الحاضر والقامات من رفقاء المجاهد متيجي بلقاسم، الأسرة الثورية وأعضاء منظمة المجاهدين بأولاد يعيش،أعضاء منظمة المجاهدين بني مراد، ممثلي الجمعيات بالولاية، أساتذة جامعيين من بينهم الأستاذ والشاعر برداوي عمر وتصريحه أن الجمعية مهتمة بتاريخ المنطقة والاحتفاء بالشهداء والمجاهدين وهذا المجهود البسيط هو قليل من صنيعهم وجميل الشهداء الأبرار ولهم منا كل الشكر والعرفان.
قام الشاعر منصوري بوعلام بتقديم نبذة أومقتطفات عن هذا المجاهد الرمز المولود بمدينة البرواڨية التابعة ل كجولاية المدية بالثامن من شهر مارس1942، ترك المتوسطة سنة1956 تزامنا مع إضراب الطلبة الجزائريين ضد الاحتلال الفرنسي للجزائر، شهد عدة عمليات فدائية مع الطلبة، مارس التمريض على يد طبيب الولاية التاريخية الرابعة يحي فارس وسجن في شهر ماي1959 بقصر البوخاري إلى غاية الاستقلال وشهد ويلات الاستعمار وشاهد جحيم المعتقل وبعد خروجه من السجن وأخذ الجزائر حريتها ألف كتاب يحكي عن خفايا هذا المعتقل بعنوان
” ألف جحيم معتقل موران”، وبعدها ألف كتاب بعنوان “يوميات فتى مجاهد” ، في إحدى الملتقيات قدم وصية للطلبة الجامعيين بالجامعة الجزائرية ” أن الجزائر هي أمانة وجب الحفاظ عليها وبناءها”
شهادات وآراء:
الأستاذ الجامعي وابل محجوب:
بعد الثورة التحق بالتربية والتعليم وهو جهاد آخر، كثيرا ما نحلل ونتشبث بالتاريخ، نحن الجيل كان لنا الحظ أن نكون جيل الاستقلال.
اردف قائلا : عام ميلادي هو يوم صعوده للجبل سنة 1958، لسنا في حاجة لقراءة التاريخ في بعض الأحيان لأننا نعرف التاريخ من صناعه، كوننا بلقاسم متيجي باللغة بالفرنسية شأنه شأن زملائه، كان لي الشرف أن أكون تلميذه علمني الفرنسية وكانت غلاف لأفكار ثورية، أنا نتاج هذا الشخص، حملت رسالة ثورية التي يجب أن تسري في دماءنا وأحفادنا، وجب أن نقرأ ونكتب للتاريخ، الأعيان والمجاهدين علينا أن لا نجعل من هؤلاء الأشخاص تماثيل في الساحات والطرقات كما علينا أن نشد هذه القيم الثورية،
اضاف محجوب ان “بلقاسم متيجي” صديق أبي كان متواضعا ووطنيا حرا.
رابح خدوسي :
يوم تاريخي نحتفي برمز… ثقافة الاعتراف وماحاجتنا لهذه الثقافة لم يحسن لنفسه بل للوطن والإنسانية، إنما نريد أن نبلغها للأجيال القادمة.
على الصغار عندما يشاهدون هذه المشاهد يجب أن يوصلوا المسيرة، الاعتراف ماهو الا تكريم معنوي هي أكبر من أي شيء وأفضل من منحة المجاهدين، الجيل الجديد عندما يقول له شكرا فهو اعتراف له
هذا الرجل له عدة خصال وقيم، البطولة والشجاعة كان بعمر16سنة حمل السلاح وفي قانون الأمم المتحدة في تعريف الطفولة أقل من 18سنة هو طفل، في هذه السن كان له وعي وطني، الدفاع عن الوطن، كان له خصلة الصبر، اعتقل لسجن معتقل رهيب، لقد شاهد الجحيم، رأى كيف عذب ومات المجاهدين، بعد الاستقلال حمل رسالة مباركة وهي قيم النبل والطهر والثقافة الواسعةقدمت له كتاب ليقوم بالتدقيق اللغوي بالفرنسية، جيد أن تجد هذه العملة النادرة وجب علينا نحن الجيل أن نقف له احتراما وعرفانا.
زميله بالمجلس الشعبي البلدي لبلدية بوفاريك محمد خدوسي :
عرفته مايقارب43سنة،، هو معلم ومجاهد وكانت العلاقة بيننا طيبة، كانت له عهدةمن 1975الى1979 في اجتماعاتنا كان يقدم إشغالات المواطنين بكل ديموقراطية محترم.
كلمة المجاهد والمربي ” متيجي بلقاسم” :
أبدى بلقاسم متيجي سروره بالشباب الحاضر والذي يحمل مشعل الوطن والأسرة الثورية الحاضرة معنا.
يردف قائلا: رابح خدوسي عرفته من خلال الكتب التي أهداها لي أعادني إلى 1958كأنني رجعت زرت تلك الأماكن وكذلك كتاب “مدن الجمال” دمشق، تركيا، ألبانيا، لبنان.. الخ كأنني زرت كل تلك المناطق من خلال الكتاب، أحث أبنائي قراءة من هذه الكتب وهذا شيء عظيم الذي يقدمه.
عشت أنا وعائلتي في منزل الذي عاش فيه الرئيس بن خدة تم بيعه لوالدي،واصلت الدراسة في بني شنب وبعد الإضراب التحق الطلبة للجبال من أجل الجهاد وأنا التحقت حتى1958حسب السن وعملت ممرض كم مرة وقعت وكنت عرضة للموت ولكن في ماي1959استشهد أمامي رفقائي بوعلام بوناصر، حاج رابح، محمد بن صغير وأنا وقعت أسير في قصر بوخاري وبعد الاستقلال دخلت السجن مدةعشرة أيام وقمت بالخدمة الوطنية ودخلت لإكمال تعليمي.
وعند المقارنة بين جيلي وجيلكم، وقتنا وفي سننا كنا نعيش الظلم والاضطهاد كأطفال نرى أطفال أبناء المعمرين في بلادنا يتنعمون في خيرتنا، لديهم ألعاب كل ماهو لنا لهم ونحن مهمشين، لما تنظم حفلة يسيجون ساحة الاحتفالات ولايدخلها أي عربي ونحن خلف السياج نشاهد الحلويات ونشتم المشويات، حتى البحر لم أره حتى جاء الاستقلال ورأيته، لم يكن لنا الحق في ذلك، وحتى التلفاز لم يكن لدينا لنراه.
أما أنتم لكم كل الإمكانيات قلت في إحدى المداخلات سائلا الشباب إن لم تنجح الثورة ماذا سيكون قال لي أحدهم لكانت فرنسا لا تزال هنا، قلت له لا كنتم أنتم من تكملوها وتخرجونها قاصدا بذلك كرامة الجزائري الذي لا يأخذ منه وطنه كرها وظلما.
تم تكريم المجاهد الثائر ببرنوس أبيض جزائري، ألبسه اياه رابح خدوسي عرفانا منه على مجهوده ودرع وسام اعتراف بجميله على أبناء هذا الوطن.
بعدها قراءات شعرية قدمها كل من الشاعر عبد الاوي رابح، بالإضافة إلى مقتطفات من روايته التي لم ترى النور بعد والشاعر برداوي عمر أستاذ اللغة العربية بجامعة البليدة. بالإضافة إلى حضور الشباب الشاعر حمزة بوزندة الذي كان على منشط هذا الحفل الاحتفائي والكاتبة
والكاتبة هاجر حجاجي التي رافقته في تقديم الشعراء القراءات الشعرية والعبد الضعيف التي كانت حاضرة مع هؤلاء الأفذاذ بمدينة الورود والبارود مع رابح خدوسي المؤسسة الثقافية المتنقلة كما يقول رئيس بيت الشعر الجزائري سليمان جوادي ويالها من فرصة أن نتعلم النبل ورقي الأخلاق والهدوء الذي يتصف به الكاتب الحقيقي بالإضافة إلى الروائية والكاتبة عائشة بنور التي كتبت عن نضال المرأة في الثورة وترجمت أعمالها إلى عدة لغات.
كان لقاء دهشة وفرجة كما يقول القائل، ونحن بجريدة أبناء الوطن العربي سنكون الناقل للأحداث الثقافية أو الفنية بولاية البليدة بما أننا قلم حر هدفه إرساء كل معاني الجمال والوحدة.