كتاب ومقالات

تضليل العدالة عمل الحثالة

تضليل العدالة

تضليل العدالة عمل الحثالة

الدكتور امين العليمي.. يكتب

في كل زمان ومكان، يحصل النزاع والاختلاف، وليس هذه هي المشكله، لكن نجد أن هناك من يتخذون من هذا النزاع والاختلاف موسم وصنعه للفتنة من فاعلين الخير الما شاءالله


وهناك من وكلاء الشريعة ومدعيين المحامآة واحياناً من ارباب النزاع انفسهم يتفننون في التضليل ويتخذون منه حِرفةً يتقنونها بكل مهارة شيطانية،
هؤلاء النفر اياً كان ممن ذكرت، الذين لا يرتاح لهم قلب ولا يهدأ لهم بال

إلا حين يرون الشرر يشتعل في أرواح الناس، والكراهية تنتشر بين الأهل والأصدقاء، والجيران، يتفننون في خلط الأوراق وتلبيس الحق بالباطل، حتى ليظن المتابع أنهم يجيدون مناصرة الحق، بينما هم في الحقيقة يحرفون مجراه ويمدون أيديهم ليقتطعوا من حظوظ الآخرين قطعاً من النار

كما ورد في الحديث الشريف عن رسول الله ﷺ: “إنما أنا بشرٌ، وإنكم تختصمون إليَّ، ولعل بعضكم أن يكون ألحن بحجته من بعض؛ فأقضي له بنحو ما أسمع، فمن قضيت له بحق أخيه فإنما أقطع له قطعةً من النار.” صدق رسول الله(متفقٌ عليه).

هؤلاء الذين لا يكفون عن إشعال الفتن، يتقوتون على أنقاض خسائر الآخرين، ويسعدون بتفاقم الأزمات، كأنهم صناع فوضى محترفون، يتسللون إلى عقول البسطاء بمهارة، يتحكمون بمسارات أفكارهم وكأنهم ملوك على عروش أوهام، يلقنونهم بأنهم لولاهم ما كانوا رجالًا، وأنهم هم من يصنعونهم ويهندسون حياتهم، يا لها من مغالطة مقيتة!

يا أهل العقول السليمة، ويا أولي الألباب، أنتم من تصنعون حياتكم، وأنتم من تتحكمون بمصائركم،
الاعتزاز بالنفس والرجولة ليست أموراً يمنحها أحدٌ لغيره، بل هي قيم تولد من الاستقلال في الرأي، والاعتماد على النفس، والإيمان بأن الإنسان هو سيد قراراته وحياته، لا تتركوا لهؤلاء الحثالة المتطفلين الذين يتلذذون بإثارة النزاعات الفرصة للتحكم بمفاتيح حياتكم، فإنهم ليسوا سوى أدوات فتنة، ومُشعلين لنيران الفُرقة والضياع،

لقد بلغ بهؤلاء المتلاعبين حداً لا يُطاق؛ فهم لا يكتفون بإثارة الفتنة في الأمور البسيطة فحسب، بل يمضون إلى التفرقة بين الأزواج، وزرع الشقاق بين الإخوة، وتفكيك الروابط بين الآباء وأبنائهم، والجيران والمجتمع، لا يقفون عند حد العداء بين الأصدقاء، بل يسعون لتوهيم القضاء ، يحاولون تضليل العدالة واخفاء الحقيقة وكأنهم يحترفون الخداع والمكر في سبيل تحقيق مصالحهم الدنيئة،

ويا للعجب، كيف يتحايلون على القضاء بحذلقة وفهلوانية شيطانية!


يظنون أن براعتهم في اللعب بالكلمات والحجج هي قمة الذكاء، بينما هم في الحقيقة يمارسون فعلاً لا يمت إلى الإنسانية بصلة، يتلاعبون بالمشاعر، يُفسدون العلاقات، ويضيّعون الحق تحت عباءة الباطل، وأي خسارة أكبر من هذه؟
خسارة العدالة، وضياع الحقيقة بين أيدي الماكرين،

إلى كل من يملك عقلًا سليماً وفكراً حُراً، استفيقوا من وهم هؤلاء المضللين، لا تسمحوا لهم بالتلاعب بحياتكم ولا بالتحكم بمصائركم،
إن الرجولة الحقيقية هي في الاستقلال بالنفس، والاعتزاز بالرأي، والحفاظ على العدل والحق، مهما كانت الظروف،

فليتذكر كل من يسعى إلى توهيم القضاء أن العدالة هي نبع الحق، ومن يلوث هذا النبع إنما يعجل بهلاك نفسه، قبل هلاك غيره، فلنحفظ عقولنا من شرور هؤلاء، ولنحافظ على روابطنا الإنسانية بعيداً عن كيدهم وحقدهم، لا اعني بقولي هذا احداً بعينه او بشخصه وانما هي عامة وللعامة،واقولها واكررها تضليل العدالة عمل الحثالة، ومن علي راسه بطحة فليتحسس، واقم الصلاة .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى