كتاب ومقالات

الهدية والإجابة

وقت النشر : 2023/06/21 08:42:43 PM

الهدية والإجابة

عائشة عمي.. تكتب

القلم الهدية الأولى التي تلقيتها من أحد أفراد العائلة وأنا أدرس، نعم من طرف جدي الذي كان متأكدا من نجاحي، حينها لم أكن أعلم أنه يثق بقدراتي كان يردد عائشة ستكون محامية أوصحفية ولكن اتخذت مسلكا آخر وتخصصت تخصص مغاير تماما لم أصبح كما أراد جدي ولكن هذا القلم زاد تعلقي به وأخذته أنيسا وصاحبا لي ، لم أعتبر الكتابة وموهبتي هدية في السابق بل كنت أعتبرها عبء وكنت أخجل بها، وربما من حولي كانوا يقولون لما يمنح الله شيء جميل كهذا لها، صدقا لم أرد أن ترى كتاباتي النور وها أنا ذي أكتب بصدق ولا أخفي شيء عن أي قارئ يقرأ لي صدفة تعويضا عن كل كتم لموهبتي التي رزقني الله وجملني بها.

في بوحي هذا اليوم سأحدثكم عن حنان الله وجبره لي، رغم أنني لست تلك الانسانة المثالية والجيدة رزقني الله الرقة والشعور بالآخر والتضحية، نعم أضحى بسعادتي من أجل سعادة الآخرين وكان هذا الإفراط في المنح سبب حزن طفلي الداخلي، لعنت طيبتي كثيرا ولكن الله كان يلطف بي ويرسل لي رسائل هذا رزقك فتقبليه لا ترفضيه بطريقة ما عن طريق الأشخاص، قطتي، الطبيعة ومنه صرت أتمسك كل التمسك بما يهديني الله، بل وصرت أكثر طمعا بهدية الله لي، كلما أحزن أطلب هدية، أو يحصل معي موقف أطلب من الله وأكون متلهفة لذلك.

آخر مرة كتبت منشورا على حائطي الأسود وقلت أنتظر هدية الله لي ليبتسم طفلي الداخلي ويعود متفاؤلا، وفعلا قادني الله إلى هديتي الوردة الحمراء من الطفلة آلاء ونصيحة من نسيبة وفيديو من شقيقي سفيان من بقاع المقدسة يختصني بدعاء جميل خلال هذا الشهر المبارك واستماع لعتاب طفلي الداخلي من طرف السيدة سعاد وقول أفهمك ولا تتعلقي بالأطفال أكثر لكي لايتؤذو وتتأذين من فرط الاقتراب، والشخص الطيب الذي لا أعرفه ولايعرفني الذي حاول إخراجي من حزني وتشجيعي لصنع فيديوهات بصوتي الكرتوني وقال أنا سأساعدك وأنا من سأعلمك، فاحترت وسألته سؤال السائل المستغرب ماسبب طيبتك معي وإلحاحك على أن أترك الحزن وأكون بخير قال صدقا لا أدري فقلت ربما أنت هدية الله لي لتعلمني أو تشير إلى رحمة الله بي، أضفت قائلة طيب معي وتسأل عني ومن هم الأقرب لم يفعلوا، قال أخبرهم أن فلان يفعل ويسأل، نعم الإجابة هنا ربما الأشخاص عبارة عن أبواب، الباب الذي مررنا به لايمكن أن تطرق بابه مجددا خاصة إذا كان الباب من لهب وظرب بالمطرقة وهذا الباب الجديد سيقودني إلى أمر جيد وربما سأتعلم بالطيبة هذه المرة لأن الباب السابق كان أقسى الأبواب التي مررت من خلالها ولكن تعلمت أن تكون الرحمة والتسامح أولى الخصلات التي يجب على الإنسان تغليف روحه بها.

كل واحد منا يبحث عن السعادة والاهتمام والحنان، كلنا أطفال داخلنا، يغلفنا جسد الكبار فقط، إسم الشخص علي وشئت أن أكتب عن هذه الهدية ليزيدني الله هدايا أخرى أتعلم منها وأستفيد وأمررها في كتاباتي لعزيزي القارئ العربي، ونصيحتي أن يفتخر كل واحد منا بكل شيء يمنح له من الخالق المصور.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى