المال….Money
الأديب المصرى
الدكتور طارق رضوان جمعة.. يكتب
{ الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَاباً وَخَيْرٌ أَمَلا } {صدق الله العظيم}
بنى وطنى لا نريد وطنا للأغنياء فقط، ولا نريد أن تبقى الوطنية للفقراء والمهمشين.
يُحكى أن فى مواجهة بين العلم والمال، تبختر المال فى مشيته وشعر أنه فوق الجميع، فنظر العلم إليه نظرة إشفاق، وقال له ان هناك اشياء ظاهرها الرحمة وباطنها العذاب فلا تغتر بجمالك وسطوتك. فسأل المال متعجبا ولما لا أفرح والجميع يتنافسون للوصول لى؟ فقال العلم للمال إنك بدونى ورقة بلا قيمة، سأخبرك ما قاله سقراط لأحد الملوك حين أشفق الملك على فقر سقراط. قال سقراط للملك “لو عرفت راحة الفقر لشغلك التوجع لنفسك عن التوجع لى.”
فالمال بيد الجاهل كالسلاح بيد المجنون. لذلك اختلف موقف الشعراء من المال ومن حمق بعض الأثرياء. ففى احد التقارير ورد أن ثريا خليجيا أنفق ٦ ملايبن جنيه إسترليني فى احد سفرياته لشراء هدايا من متجر هارودز الشهير. وآخر يشترى ساعة ب ٥ ملايين جنيه إسترليني فقط لندرتها.
ما أروع ما رسمه عدنان الصائغ لصورة الفقير والغنى فيقول:” على رصيف شارع الحمراء… يعبر رجل الدين بمسبحته الطويلة، يعبر الصعلوك بأحلامه الحافية… يعبر السياسى مفخخا برأس المال. يعبر المثقف ضائعا، الكل يمر مسرعا ولا يلتفت للمتسول الأعمى، وحده المطر ينقط على راحته الممدودة باتجاه الله.
وهنا علقمة يخصص أبيات لنرى منها علاقة المال بطباع بعض النساء فيقول:
” فإن تسألوني بالنساء فإنني بصير بأدواء النساء طبيب
إذا شاب رأس المرء أو قل ماله فليس له من ودهن نصيب”
ومن الشعراء من أنفق ماله فى اللهو ومنهم من أنفقه فى العطاء فيقول حاتم الطائى: ” يقولون لى أهلكت مالك فاقتصد، وما كنت لولا ما تقولون سيدا… كلوا الآن من رزق الإله وأيسروا فإن على الرحمن رزقكم غدا”
ويرى أبا الشمقمق أن المال الدنس يفقد العبادات قيمتها فيقول :
” إذا حججت بمال اصله دنس فما حججت ولكن حجت العير”
وهنا وصفة علاجية أدبية على لسان صفى الدين الحلى حين يقول أن جمع المال بغرض الاكتناز هو عين الفقر وتعجيل له : ” لا تخزنوا المال لقصد الغنى، وتطلبوا اليسرى بعسراكم…. فذاك فقر لكم عاجل، أعياذنا الله وإياكم “