اللي من نصيبك لابد يصيبك

اللي من نصيبك لابد يصيبك
عائشة عمي.. تكتب
جميلة هي الحياة التي تخوض غمارها والمجازفة والمغامرة في كل شيء يتعلق بها، وجميلة هي المسالك الصعبة والمحيطات العميقة وجميل أن تلطمك الأمواج لتعلمك السباحة، تغرق مرة وينقذك منقذ ما، وتغرق مرة أخرى وتحاول إنجادك فينقذك منقذ آخر وتغرق مجددا وترفع صوتك وتنادي ليراك منقذ جديد لينقذك، الجميل في مراحل الغرق هذه أنك تتعلم السباحة في كل مرة تنجو فيها.
والأجمل أن تكون منقذ أحدهم يوما ما بعدما كنت أنت الذي تبحث عن طرق النجاة، أنا في مرحلة الغرق المتكرر ولست حزينة لذلك أنا أتعلم ويقوى جلدي لأكون منقذة أحدهم يوما ما، طوق النجاة هذه المرة وجدته في شخص الإعلامي والكاتب أحمد عبد العظيم خضر، لجأت إليه لجوء الحائر السائل :أستاذي
رد بلطف:أأمري بنيتي
أستاذي علمني شيء أسير به في حياتي
قال:أهم شيء بنيتي الرضا والصبر وبعض الكلمات المؤثورة اللي ما يصيبك لابد يصيبك وهذا ماعنونت به مقالي البسيط في تركيبه وفكرته، هذا أحيانا نرغب بأشياء وتتعلق بها أشد التعلق ولكنها لاتكون لنا وأحيانا لا نتوقع شيء فيساق لنا خيره باعتقادنا أنه لن يكون من نصيبنا وبهذا الخصوص تذكرت موقف حصل معي أن قطعة الحلوى نصحتني بالخوض في مسابقة انتقاء منشط مخيم صيفي لأنها مفيدة لي في تعاملي مع الأطفال لأن الناجحين يدخلون تربص مغلق، وبكل سرور وفرح غامر ذهبت للاستفسار ولكن قيل لي وقت وضع الملفات انتهى.
ولا أكذب عليك عزيزي القارئ أنني شعرت بالكثير من الحسرة، وعيني مازالت تلمعان بالدموع، تظهر كلما أحسست أن ما أحبه لايكون لي وعندما أقابل بالرفض والنكران وأنا أهم بالانسحاب والمغادرة أقبلت نحوي سيدتين وقالت بصوت مسموع بعد الاستماع لي عن سبب حضوري عائشة تستحق أن تمنح فرصة المشاركة، لأنها فرد مفيد وكفؤ، وحظيت بالاطراء، لم أجد نفسي إلا وأنا أشرد هل فعلا أنا أستحق هذا المديح، لم أكن إطار جيد لنفسي وبينما أنا في جزر ومد حواري الداخلي ابتسمت لي قائلة اسرعي وضعي ماتحملينه من ملف وبعدها أكمليه، فرحت جدا، وفي طريق سيارة كادت تصدمني ولازلت للآن في ذهول كم الموت قريبة من الإنسان.
بكيت وأنا املء الطلب وقلت مالذي يحدث لي، ولما كل هذا بالرغم من أنني لست متهورة في قطع الطريق ونظرت جيدا كنت أجلد نفسي بسبب شرودي ربما كنت سأتسبب في حادث مريع يخلف قتلى وجرحى، أتت السيدة تخفف عني تعمل في المركز الثقافي الذي كنت سأضع فيه الملف، ولم تتركني حتى صرت بخير وربما هذه رسالة لي لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا، شاركت في مسابقة الانتقاء صدقا لايهمني إن تم انتقائي، تعلمت من هذه المسابقة شيء وفي هذه المسابقة استيقظت من الغفلة التي كنت فيها، كانت هدية الجبر من الله، جبر الخاطر بعد الانكسار خاصة عندما شاهدت الكثير ممن أعرفهم قاموا بالتسجيل وأنا عن طريق الصدفة فقط، منعت ولكن الله منحني عن طريق عباده، هذه الأيام أو هذه الفترة أتحدث عن نعم الله معي وهداياه وأطمع علنا في رزق الله لا رزق العباد واعتبر مقولة اللي من نصيبك لابد تصيبك توافق قصتي هذه وعلى سيرة المقولة لابد أن أذكر جواب الدكتور ممدوح الحوتي كلما سألته عن حاله واتعمد سؤاله فقط لأسمع إجابته المطمئنة فيقول الحمد لله، أقول له لالا تلك التي لها وقع جميل على أذني كررها لي من فضلك فيقول في زحم نعمه.
ربما تعلمت الحمد والشكر وإظهار النعمة منه بأنني كنت قليلة الشكر ولازلت وربما هو الذي أيقظ داخلي قبول هدايا الله والتحدث عنها ولامرة سألته فأجاب بسلبية بل يجيب بأشياء تستطيع أن تمضي بها قدما نحو الأمام وهذا ماقاله لي أحمد عبد العظيم خضر :
“سري في طريقك ولاتنظري خلفك إلا للتعلم وإياك من مدح الناس لك فيتملكك الغرور وهذا ما سأفعله المضي قدما والتعلم من التجربة السابقة وأن أكون أكثر لطفا ورحمة ولن أسبح في مكان لا أجيد السباحة فيه وإن اقتضى الأمر سأتعلم السباحة حسب تيار ذلك المحيط.
كل مرة نتعثر بها نعود لبداية ولكن مع حقيبة الخبرة، نعود والانطلاقة تكون أقوى وأسرع نعم نحن أفضل بالتجربة.