القضية الفلسطينية” اهتمام بيت الشعر الجزائري في ندوة الادب الاسكندنافي

“القضية الفلسطينية” اهتمام بيت الشعر الجزائري في ندوة الادب الاسكندنافي
متابعة.. عائشة عمي
نظم بيت الشعر الجزائري ندوة بالتعاون مع المكتبة الوطنية الجزائرية نشطها د.محمد ساري ، الدكتور جمال بلعربي،الدكتور عاشور فني بمناسبة الإعلان عن جائزة نوبل للأدب .
وقسمت الندوة إلى ثلاث نقاط:
النقطة الأولى :
الحديث عن جائزة نوبل للأدب ونبذة تاريخية عنها وتحولها إلى الدمار واستعمالها في الحروب إلى غاية1995 وتخصيص جزء من فائدة أعماله من مصانعه وغير ذلك لتعطى كجائزة في خمس فروع أساسية من بينها الكيمياء، الآداب،الاقتصاد… الخ، جائزة تأسست في أوروبا نتحدث عن المركزية الأوروبية …
نجد أن الولايات المتحدة الأمريكية فاز من أهلها 377 جائزة من مختلف المجالات وتليها بريطانيا وانجلترا ب130 جائزة ، ألمانيا 180 السويد ب31جائزة ونجد أن اللغة الإنجليزية نالت حصة الأسد من هذه الجائزة في حين أن اللغة العربية حصدت جائزة وحيدة رغم أن الأدب العربي زاخر بالابداع وأدبه ،كتابه لهم قلم و جرأة وجمالية الأسلوب … وهذه نقطة ناقشها الدكتور محمد ساري ومحاولة الفهم الأسباب التي تحول دون حصول العرب على جائزة نوبل مردفا في قوله ضرورة
ترجمة الأعمال والمشاريع الأدبية إلى اللغة الإنجليزية ، الفرنسية ، الألمانية والسويدية لتلقى القبول لدى لجنة منح الجائزة العالمية

كان الحديث عن جائزة نوبل للأدب والسلام هو الإشارة للغبن والظلم الذي يواجهه الكاتب العربي في حيازة هذه الجائزة نظرا لصعوبة الشروط وارتباط هذه الجائزة بالسياسة وأمور أخرى .
النقطة الثانية :
الدكتور جمال بلعربي و الحديث عن الفائز بجائزة نوبل للأدب والسلام “جون فوس” الذي علق أصدقاءه على أن الفائز غير معروف مقارنة مع كتاب آخرين، 1000 عرض مسرحي ترجمت وعرضت على مسارح الدنيا ، عمله مترجم إلى 50لغة خلال 40سنة من الاجتهاد والكتابة ،كتب في الشعر، الرواية ، متفاعل مع كل التيارات والأحداث.
ارتباط كتابات جون فوس بالحزن والألم والكآبة وهذا راجع ربما إلى بيئة الكاتب ومناخ ست أشهر ندرة الشمس وشحها مقارنة بدول أخرى،ربما هذا الذي يخلق السوداوية والحزن كما نجده عند الرسام النرويجي الشهير بلوحته الصرخة .
من خلال تلك الرواية أنه استطاع نقل نفسية ذلك المجتمع للقارئ والمطلع على هذا الأدب أدب دول الشمال .. وربما هي السبب الرئيسي في حصده الجائزة “نجاحه فى نقل حياة مجتمع مختلف النفسية”…
يضيف قائلا لايعني أن الكاتب لأنه كتب في هذا المجال أنه غير مطلع بل له إطلاع واسع وثقافة جيدة ، كما له ميول جميل لكتابة النصوص المسرحية ،حتى في كتاباته تظهر تلك النزعة النفسية بحكم الجو أو البيئة الباردة والمثلجة وحديثه عن حياة ذلك المجتمع ونظامه وخاصة فيما يتعلق بالقراءة والكتابة والتزام والنظام الذي يرتبطون به وربما هذا الذي زاد من ثقافة تلك الأقلية وكذا الحديث عن تغني النساء حول الرجل الجزائري أن يختطف احداهن ويأخذ بها إلى وهران أو القصبة. والزواج منها وعيش في قصورها وهذا مرتبط بقصة ديدوش مراد الذي في فترة من الفترات أخذوا السبايا والفتيات إلى الجزائر وتم الزواج منهم وعادت احداهن إلى موطنها وحكت عن حياة الرغد في الجزائر وأصبح الرجل الجزائري أسطورة يحكى عنها ويتغنى بها.. في موروثهم الثقافي…
مؤكدا في قوله نوبل لاتعطى للأدب الرديء بل تعطى للأدب الجيد للمحافظة على قيمة الجائزة وهي مبرر مقبول لنيلها.
النقطة الثالثة:
محمد بوطغان الشاعر والأستاذ والمربي والناشط الثقافي الذي ترجم لأحد السويديين مؤلفه إلى اللغة العربية .
متحدثا عن صدفة انجذابه لرواية بعنوان أرواح مقنعة وهي عبارة عن قصة طويلة دخل المكتبة صدفة إلى مكتبة بالمركز الثقافي ببرج بوعريريج لمح هذه الرواية من عنوانها تبدو غريبة مترجمة إلى الفرنسية أخذ الكتاب فتن بهذه الرواية وجد نفسه يقوم بترجمتها إلى اللغة العربية بعد أن قرأه ثلاث قراءات حتى لامست روحه وزادت من شغفه عاشها روحا وقلبا وفكرا لعل وعسى يجد قارئا يشاطره في هذا الحب والشغف وساهم معه في إنتاج هذه الترجمة أعضاء رابطة كتاب الاختلاف الدكتور بوطاجين الذي طلب منه تسليم له مسودة المخطوط المترجم ليطلع عليها واستلمتها المكتبة الوطنية الجزائرية في 2004 وإصدارها بعنوان أقنعة الروح بدل أرواح مقنعة لأن المترجم الفرنسي يقر صعوبة ترجمة الرواية وترجمة العنوان...
استغرقت ترجمة من اللغة الفرنسية إلى العربية حوالي ثلاث شهر ، هي ترجمة حاول من خلالها إيصال هذا الأدب إلى القارئ الجزائري والعربي على العموم ، وأطلقت عليها تسمية أقنعة الروح ... وإن شاءالله ستكون هناك ترجمات في هذا الأدب إن توفرت الفرصة لذلك
ملخص ماقاله د.عاشور فني خلال تدخلاته :
” أردنا فتح نافذة حول هذا الأدب وآفاقه وأدباءه لوسائل الإعلام لكي لانبقى ننظر إلى العالم باللونين الأبيض والأسود… هذه الندوة عبارة عن محاولات في دراسات حول هذا الأدب … كما كانت لنا سابقا الخطوة للحديث عن ثقافة الأدب الافريقي والدفاع عنه بدلا من الحديث فقط عن الحروب والانقلابات بها والدكتاتورية هذه الاشتغالات هي بمثابة حملة عالمية ردا على الصورة التي تروج لها وسائل الإعلام المختلفة “.
وحديثه عن بلدان شمال أوروبا المعزولة عن العالم التي تعيش في انسجام فيما بينها وبعيدة عن مراكز العالم الثقافي، أن لها تاريخ وثقافة ولها علاقة معينة بدول شمال إفريقيا " علاقة عقيدة" وحديثه عن انشقاق في الكنيسة وفرض التثليث والثورة الأريوسية وتشرد اتباع أريوس .
أهم نقطة تحدث عنها دور المراكز الثقافية في مختلف الدول للنهوض بأدب بلدانها ، وحديثه عن دور الدول والقائمين عليها في الترويج والدفاع عن ثقافة البلد وأدبها وكتابها …. والدور الذي تلعبه الترجمة في الأدب والثقافة في العالم .
النقطة الرابعة والأهم:
ربط نقاط الندوة بالقضية الفلسطينية وحديث رئيس بيت الشعر الجزائري سليمان جوادي وتصريحه حول كتابة بيان يندد جرائم البشعة ضد العزل والأبرياء.
” نظرا للأحداث الأخيرة في فلسطين المحتلة يعتز بيت الشعر الجزائري أنه نشر بيان يدين فيه الاعتداء الصهاينة واستعمالهم للقوة المفرطة ضد شعبنا الأعزل وسيترجم هذا البيان إلى الأمازيغية والفرنسية والإنجليزية ، أدعوكم لقراءة هذا البيان في صفحات بيت الشعر الجزائري المحلية والوطنية ، كي يكون حضورنا قويا وبهيا وجميلا أن يكون الشعر حاضرا مع شاعرنا الكبير ابراهيم قارعلي ليتحفنا بما جادت وتجود به قريحته حول القضية الفلسطينية التي تعتبر قضيتنا جميعا وما أجمله من طوفان… “
وهذا ربط بين فلسطين الحبيبة بالجزائر وبشعرها وأدبها وكانت هذه الندوة فرصة ملائمة للإشارة إلى القضية الفلسطينية ومدى أهميتها وقيمتها وكان للشاعر ابراهيم قرعلي طريقته الخاصة للتعبير عن مشاعره الحساسة بخصوص هذه القضية بقراءة مقاطع من ألفيته الشعرية التي تعبر عن نزعته الوطنية والقومية......
تم الاختتام وعلم فلسطين يرفرف في قاعة الأخضر السائحي في هذه الندوة التي جمعت بين الأدب والشعر والقضية الفلسطينية التي تعتبر أم القضايا والأولوية القصوى التي وجب الحديث عنها والنظر فيها والرد كذلك على الصورة التي يروج لها مختلف وسائل الإعلام الناطقة بمختلف اللغات التي تشجع الوحشية ضد أصحاب الحق .