كن إيجابياً
القس بولا فؤاد.. يكتب
العمل الإيجابي الفعال الذي يُخرج الإنسان من دائرة الذات الضيقة إلى دوائر أكثر اتساعًا لخدمة اخوتي في المجتمع ومشاركتهم.
ولعل المشاركة السياسية هي الدعامة الأساسية لبناء الدولة ونحن على موعد لاستحقاق دستوري، وهو الانتخابات الرئاسية أيام ١٢،١١،١٠ من شهر ديسمبر المقبل.
لذلك نحن محتاجين إلى لغة مشتركة بمعنى استخدامنا لمصطلحات ومفاهيم واضحة، وطريقة تفكير وثقافة مشتركة تجاه هذا الحدث الجلل.
محتاجين إلى فكر مُستنير يؤدي إلى سلوك سليم. فلا نجري وراء الأفكار الخاطئة المشوهة والمشبوهة التي تعمل في خبث لهدم كيان الدولة.
محتاجين إلى الاستنارة في حياتنا
“اقتربوا إليه واستنيروا” (مز ٣٤: ٥)
فالاستنارة تقودنا إلى فكر مستنير
“بنورك يا رب نعاين النور” (مز ٣٦: ٩)
إذا الاستنارة تُعطينا الرؤية الإفرازية التي بها نواجه التحديات. فيستطيع شبابنا عن طريق الاستنارة أن يميز بين الصواب والخطأ.
نريد شبابنا أن ينتقي ما يبني حياته ومستقبله في الوطن، ويترك ما يهدمهما.
محتاجين أن يكون لشبابنا العقل المستنير. فالإفراز هو أم كل الفضائل وحارسها ومنظمها. الإفراز يؤدي بنا أن نختار الطريق الصحيح.
لذلك على شبابنا الاسترشاد بالحكماء، والعلماء المعتدلين لإعطائهم المشورة والقرار الصحيح
علينا بالاقتناع، والاقتناع يُعني مناقشة الفكر بالفكر، والتوصل في النهاية إلى قرار سليم، وتحقيق الأمن القومي وذلك لتوفير الحماية للدولة، وتحقيق تنمية شاملة على المستوى السياسي والاقتصادي والاجتماعي، داخلياً وخارجياً. ولا نجري وراء الشائعات التي تهدف إلى احداث بلبلة وتشتت وعدم القدرة على اتخاذ القرار السليم.
من الأقوال المأثورة لقداسة البابا شنودة الثالث “أن مصر ليست وطنا نعيش فيه بل وطنًا يعيش فينا”.
وقول قداسة البابا تواضروس الثاني “إن كان العالم في يد الله فمصر في قلب الله”.
هذا يدعونا إلى التأصيل الوطني من خلال محبتنا لبلادنا العزيزة مصر
لذلك أدعو كل مصري غيور على وطنه ومستقبله أن يشارك مشاركة إيجابية في الانتخابات الرئاسية. فأنظار العالم مُوجهة إلينا، ويتربصون لنا متمنين لنا هدم الوطن كما فعلوا بأوطان مجاورة.
فالمواطنة السليمة تعني مشاركة إيجابية. فأنت ايها الحبيب مشارك فعال في تقدم وازدهار هذا الوطن الغالي علينا.
الإنسان الُمنتمي والمحب لوطنه عادة لا يضع نفسه فريسة لأفكار متطرفة وثقافات غريبة واردة إليه من الخارج.
نحتاج في هذه المرحلة الحرجة إلى قوة الإدراك.
للأسف تمر بنا أحداث مهمة لا يُدركها الكثيرون لكنها تحتاج إلى إدراك. فهي أحداث مصيرية، وتُمهد لفترة هامة في تاريخ مصرنا الحبيبة ومن هذه الأحداث الانتخابات الرئاسية.
إنني في هذا المقال لا أوجه الناخبين إلى شخص بذاته، ولكن دعوني أضع كل الرجاء أن يكون رئيسنا المحبوب عبد الفتاح السيسي على رأس أجهزة الدولة كرئيس أعلى لكل الهيئات والمؤسسات العامة والحاكمة مثل الجيش والشرطة. لأن عشرتنا معه طوال السنوات السابقة تدل على أنه يتصرف في كل الأمور بحكمة شديدة جداً. فالقرارات المصيرية تتبعها قرارات أخرى تابعة مثل الوضع الأمني والسياسي والإداري وكل ذلك يراعى عند اتخاذ القرارات المناسبة.
في هذه المرحلة الصعبة نلاحظ أن حدود مصر كلها ملتهبة بينما مصر تنعم بالأمان والاستقرار والسلام الاجتماعي بفضل يقظة وحراسة كل الجهات المسؤولة عن هذا الأمر.
ولا ننسى نحن أقباط مصر الدور البطولي الذي قام به الرئيس لأخذ ثأر شهداء الكنيسة الـ ٢١ في ليبيا حيث أمر بشن ضربة جوية قاتلة لمعقل الإرهابيين في ليبيا.
فمن يهتم بالنفس البشرية بهذه الطريقة سيعمل على برمجة كل الهيئات والمؤسسات لتخدم كل نفس في مصرنا الغالية بهذا الاهتمام.
نؤيد إعادة انتخاب الرئيس الإنسان الذي يلتقي بمن يسمونهم “قادرين باختلاف” ويجعلهم إلى جواره وحوله وهو يلقي كلمته للجماهير التي حضرت هذا الحفل وهذا هو البعد الإنساني.
علينا جميعا أن نخرج جموع غفيرة في المعركة الانتخابية بروح الوفاء لرئيسنا المحبوب الذي أعطى لدور العبادة أولوية قصوى في بناءها، ويطمئن بنفسه على وجود المسجد والكنيسة في أي تقسيم جديد أو مدينة جديدة يتم الإعداد لبناء مساكن ومدارس ومستشفيات ومراكز صحية وتجارية متكاملة لصالح من سيسكن فيها.
لذلك نحن أوفياء جدا للسيد الرئيس ونصلي لكي يعطيه الله الصحة والبركة دائما، والتوفيق في مهمته الصعبة حاليا في مشكلة فلسطين والحروب والكوارث الطبيعية التي تحدث في العالم كله.
سنختار رئيس الجمهورية الذي أثبت نجاحا كبيرا في كل الأمور التي تحتاج تدخل وقرار رئيس الجمهورية. الذي يبني كثير من المدن الجديدة في كل أنحاء المحافظات، مع فتح أبواب لها أهمية قصوى في تأسيس مؤسسات هامة تدرس وتوجه كل من يحتاج لعمل لكي يجد فرصة مناسبة، وكل من يحتاج لسكن يطلب وسيُعطي ما يريد، هكذا نجد جامعات جديدة وطرق جديدة ومدن جديدة ومباني جديدة يتم عملها لنقل سكان العشوائيات إلى مدن جديدة ومباني رائعة.
سنختار الرئيس الذي أوجد حلول لكل المشاكل التي كانت مزمنة في مصر، ونالت حلولا جذرية الآن، والرب قادر أن ينجح كل الأعمال والمبادرات والخطط التنموية العملاقة التي نقرأ عنها دائما بتدبير الرئيس عبد الفتاح السيسي “طوبى للعيون التي تنظر”
فكما يقول المثل (الذي لا ينظر من الغربال؛ فإنه أعمى)
ما قدمه سيادة الرئيس في فترة توليه الحكم وأهميته واستمراره في فترة جديدة لتكملة ما بدأه من أعمال عديدة لتعمير مصر، وإقامة دولة ديمقراطية مستقرة ومستمرة في تقدم وازدهار في كل المجالات، والتوسع الكبير في المساحة المستفادة من أرض مصر.
ما قدمه الرئيس البطل لمصر من تحرير مصرنا الغالية من حكم ديني متطرف عجز عن دفع مصر إلى الساحة الدولية بإمكانيات كبيرة.
لذلك لا ننسى ما قدمه سيادة الرئيس على كل المستويات من تقدم مُبهر، ووعوده التي نجح في تحقيقها إذ جعل جيشنا الأقوى في المنطقة، والتاسع على مستوى العالم، واستطاع بكل قوة أن يرسم خطوط حمراء لا يجرؤ أحد مهما كانت قوته أن يتعداها. كذلك تصرفه بحكمة في مسار نهر النيل بعد عمل سد النهضة لعرقلة وصول كميات كبيرة من مياه النيل لمصر، وعمل مسار آخر من الكونغو لتعويض نقص المياه بسبب سد النهضة الأثيوبي، وحل الأمر بدون الدخول في حروب ونزاعات وهكذا حقق بحكمة أكبر استفادة من نهر النيل مع الإبقاء على حقنا في مياه بحيرة فيكتوريا.
هذا هو اتجاه رئيسنا المحبوب ينتهج دائما سياسات حكيمة يتفادى بها كل الاثار السلبية التي تنتج عن الصراعات التي تسبب فيها دول آخرى لا داعي للحديث عنها.
حقا وبصدق هو رجل المرحلة فهذه الفترة تحتاجه مصر ليصل بها إلى المستوى الذي يليق بها. وكما قال سيادته “مصر أم الدنيا وهتبقى قد الدنيا، وتحيا مصر”.
إنني أضع أمامكم بعض من هذه الحقائق ولكل إنسان حرية الاختيار..
جوانب جميلة في شخصية رئيسنا المحبوب
فهو الأمين وهو يؤتمن دائما في أي مسؤولية يتولاها الإنسان، هي أمانة يضعها الله في عنقه، والأمين هو من يؤتمن على أي امانة يتولاها سواء منصب كبير أو صغير أو في أي مجال عمل.
المسؤولية يتحملها من يصلح لها، والصلاحية تظهر بنجاح المسؤول في مجالات فشل فيها من سبقه وأهمها تعمير البلاد بطريقة شاملة وكاملة سواء للمدن أو الصحاري فنجد استصلاح مساحات كبيرة من الأرض، وتحولت مساحة الأرض المستفادة بعد أن كانت ٦% صارت الآن إلى أكثر من ٤٠% والخطة مازالت مستمرة.
أعماله تتم في صمت ويتضح لنا أمانته في فترة حكمه حتى الآن فهو الرئيس الذي أؤتمن من الله على هذه المسؤولية الخطيرة وظهرت أمانته التي أنجزت أعمال عديدة غير مسبوقة إذا فهو شخص أمين يستدعي تجديد الثقة له فهو يؤتمن ليكمل العمل الذي بدأه لأنه أمين فهو الغارس ومن حقه أن يحصد.
في النهاية أضع هذه الحقائق الملموسة بين يديكم فكونوا أمناء واتخذوا القرار السليم بالمشاركة الإيجابية. وكما يأمرنا الكتاب المقدس “فمن يعرف أن يعمل حسنا ولا يعمل فذلك خطية له”
كن مواطنا صالحًا تشعر بألآم الوطن، وتعمل على رفعته.
نصلي جميعا لكي يحفظه الله ويسدد خطاه ويؤازره في مهمته الصعبة جدا كأمانة أؤتمن عليها.
بقلم” القس بولا فؤاد رياض “
” كاهن كنيسة مار جرجس المطرية القاهرة “