الفنان الجزائري تونسي ياسين يعيد فن العرائس إلى مدينة الورود بدورة تكوينية
متابعة عائشة عمي

الفنان الجزائري تونسي ياسين يعيد فن العرائس إلى مدينة الورود بدورة تكوينية.
كتبت: عائشة عمي
في إطار دعم الشباب لتنمية مواهبه والمساهمة في إبراز قدراته أولت مديرية الشباب والرياضة لولاية البليدة الأهمية المطلقة لتسخير كل الإمكانيات المادية والمعنوية لاحتواء شبابها واستقطابهم إلى مؤسساتها الشبانية من خلال الورشات ودورات التكوينية مفيدة .
وبهذا الخصوص نظمت جمعية أجيال الغد لرعاية الشباب والأطفال دورة تكوينية ولائية لفن صناعة العرائس من تأطير الأستاذ تونسي ياسين رئيس الجمعية الوطنية لفن العرائس التي تأسست في 2024 والممثلة العرائسية السيدة هدى غضابنة ، وأشار المكون تونسي إلى أن هذا الفن هو تراث إنساني قبل أن يكون فنا حيث عرف المجتمع الجزائري هذا الفن باسم بوغنجة الدمية التي صاحبتها قصة خرافية لتساقط المطر ، وأردف بقوله عندما نقدم هذا الفن للطفل ، بمجرد عودته للمنزل لن يتجه إلى الهاتف أو الجهاز المحمول بل سيتجه للتجريب واللعب بما يصنعه، هذه الفن يساعد الطفل على تنمية الخيال لديه وتقوية الإحساس باللمس وإخراجه بطريقة آمنة من العالم الافتراضي ، كما قدم شرحا وافيا حول هذا الفن وتحفيز الشباب للولوج إلى هذا العالم الفني لترسيخ هويتهم الثقافية الجزائرية و المحافظة عليها .
كما أبدت رئيسة الجمعية السيدة نعيمة زايدي رأيها حول هذه الأيام التكوينية بأنها كانت تسعى لهذه الدورة منذ سنتين حتى تم تجسيدها هذه السنة وقد أتت تزامنا مع موسم الاصطياف والمخيمات الصيفية لتكون أكثر إفادة للشباب المنشطين في مراكز العطل والترفيه ، كما عبرت عن فرحتها لتحقيق هذا الحلم مساهمتها البسيطة في توسيع ونشر هذا الفن الراقي في مدينة الفن والفنانين ، باعتبارها فنانة مسرحية وممارسة لمهنة الصحافة سابقاً وكأخصائية نفسانية كانت أكثر حرصاً لتشجيع الشباب للعودة إلى فن العرائس والاستمتاع بهذه الفسحة الراقية في تحريك الدماغ و تشغيل قدرته المهجورة في التخيل . وحمايتها من التعفن والتخريب الناجم من الاستعمال المفرط والدائم للأجهزة الإلكترونية خاصة وأننا نشهد تحولا وانتقالا رهيب إلى عصر الرقميات وإلغاء الإنسان بأحاسيسه ودفء مشاعره.
حضر افتتاح هذه الورشة كل من مدير الشباب والرياضة لولاية البليدة ومدير ديوان مؤسسات الشباب ، وإطارات الشباب والرياضة.
حيث كانت فرصة جيدة للتحدث عن هذا الفن وعن بعض رواده وعن خصوصيته وأهميته ، وقد أشاد السيد بختي لمين مدير الشباب والرياضة لولاية البليدة بضرورة تواصل هذه الدورات التكوينية لفائدة شباب ولاية البليدة ، وقدم توجيهات مهمة بهذا الشأن وعبر عن استعداده التام لدعم وخدمة شباب الولاية من خلال أي شيء يحميه من خطر الآفات الاجتماعية وغيرها ، حيث أعطى لهذه الدورة التكوينية الأولوية وطالب بأن يستمر التكوين في هذا الفن بطبعات جديدة وتعميمها في المؤسسات الشبانية من أجل الأطفال .
بطبيعة الحال هذه الورشة التدريبية لقيت استحسان وتجاوبا إيجابيا من طرف الشباب المشارك وقد أجمعوا على أن فن العرائس ليس مجرد فن، وإنما هو مساعد جيد للانتقال من الضغط والتوتر إلى الهدوء والاستقرار النفسي ، الشباب المشارك متنوعين من طلبة جامعيين ، وأصحاب مواهب في التمثيل والتهريج وأخصائيين نفسانيين ورؤساء جمعيات وموظفين ، هذا التنوع في الحضور هو كبذور نافعة أينما تزرع ستثمر بشكل أو بآخر وبلاريب ستترك أثرا جيد.
أعادت هذه الدورة التكوينية روح الطفولة المفقودة و رفع المستوى لعيش في عالم الطفل الخالي من الضغوطات والأوهام النفسية ، والمشاكل المتنوعة التي تعثر حياة الإنسان سواء داخل الأسرة أو في مكان العمل أو الناتجة عن العلاقات الاجتماعية ،كل هذا اختفى من ذهن المشاركين وحلت محلها السكينة التي ساعدت على ظهور تلك الملامح الطفولية التي ترسمها العفوية لتظهر لنا جمال الطبيعة الإنسانية .