العيد ال12 لجلوس البابا تواضروس الثاني
القس بولا فؤاد.. يكتب
وقت النشر : 2024/11/19 01:05:46 PMعيد جلوس البابا تواضروس الثاني
العيد الثاني عشر
نتقدم بخالص التهاني لقداسة البابا تواضروس الثاني، متمنين أن يحفظه الله لنا سنين عديدة، وأن يفيض عليه بأزمنة سلامية مديدة. وبهذه المناسبة السعيدة وهي عيد تجليس قداسة البابا يوم 18 نوفمبر 2012م، من الواجب أن نتأمل في حياة قداسته ومعرفة جوانب من شخصيته التي جعلته أبًا ورائدًا للكنيسة في أصعب الظروف.
1. الراعي الحكيم في أصعب الأوقات
قداسة البابا تواضروس هو الراعي الذي اختاره الرب في وقت عصيب مرت به مصر والكنيسة. ففي حين أقدم أعداء الإنسانية على حرق أكثر من 80 كنيسة ومبنى، جاءت كلماته الخالدة: ” وطن بلا كنائس خير من كنائس بلا وطن.” بهذه العبارة، التي جاءت بإرشاد الروح القدس، أطفأ البابا نيران الفتنة الطائفية التي كادت تحرق مصر بأكملها. وقد أشاد الرئيس عبد الفتاح السيسي بهذا الموقف الوطني خلال إحدى زياراته لتهنئة الكنيسة بعيد الميلاد المجيد قائلاً لقداسته: “لن ننسى قولك هذا وموقفك الوطني.”
2. اختيار إلهي لخليفة مار مرقس
كما اختار الرب داود من بين عشيرته، اختار قداسة البابا تواضروس الثاني من بين آباء الكنيسة القديسين ليكون خليفة القديس مار مرقس الرسول، قائدًا للكنيسة في هذه الحقبة المهمة.
3. الأب الحنون صاحب الدموع المؤثرة
دموع قداسة البابا يوم تجليسه على كرسي مار مرقس كانت تحمل آلامًا تفوق طاقة أي إنسان، في إشارة إلى إحساسه العميق بمسؤولية الخدمة ورعاية شعبه.
4. الراعي الذي يبحث عن شعبه
قداسة البابا هو الراعي الذي يسعى إلى لقاء شعبه في كل مكان، مبتكرًا تقليدًا جديدًا بنقل محاضراته الأسبوعية يوم الأربعاء من الكاتدرائية المرقسية بالعباسية إلى مناطق متعددة. فهو يجول البلاد شرقها وغربها، بشمالها وجنوبها، ليبشر بكلمة الله ويركز على التعليم الروحي.
5. الراعي الذي يضحي بنفسه لأجل رعيته
على الرغم من معاناته من مشاكل صحية في ظهره تستوجب الراحة، يواصل البابا خدمته بكل حب وتضحية، مقدمًا راحة الرعية على راحة جسده. يقتدي بسيده المسيح، ويجول يصنع الخير، حاملاً أوجاع الكرازة ومسؤولياتها، ويصارع محاولات الشيطان لإضعاف الكنيسة.
6. البابا المتواضع البشوش
البابا تواضروس هو مثال للوداعة والتواضع. لم يكسف أحدًا أو يجرحه بكلمة قط. كل من يتعامل معه يشعر بحنانه وطيبة قلبه من خلال نظراته الحانية وتعامله المليء بالبراءة.
إن قداسة البابا تواضروس الثاني هو بحق الراعي الأمين الذي يقود الكنيسة بحكمة، ويجمع شعبها تحت مظلة المحبة الإلهية. نصلي أن يبارك الله في حياته وخدمته، ويمنحه القوة والمعونة ليواصل رسالته المباركة.
7. البابا الحكيم والراعٍي بحكمة إلهية
البابا الحكيم يعالج كل الأمور والأزمات التي تمر بها الكنيسة بحكمة إلهية، متخذًا الصبر والغفران منهجًا في مواجهة التحديات. يسمع الإهانات ويصمت، ويغفر دون أن يرد الإساءة بمثلها، متبعًا وصية الكتاب المقدس: “غَيْرَ مُجَازِينَ عَنْ شَرّ بِشَرّ” (1 بط 3: 9) كل من يجرحه بالكلام، يصلي البابا من أجله بمحبة خالصة.
8. البابا القلب المملوء محبة وأبوة صادقة
البابا الذي في قلبه محبة صادقة وأبوة حقيقية لكل فرد من رعيته، الجالس على كرسي مارمرقس والمسؤول عن ملايين النفوس، نسأل الرب أن يسنده ويمنحه القوة والمعونة. إن الله يختار دائمًا لكل عصر الشخصية المناسبة لقيادة كنيسته، والبابا تواضروس الثاني هو بحق اختيار السماء لهذه الأيام.
نشكر الله على هذه النعمة العظيمة، إذ أُعطينا بابا أمينًا وحكيمًا، راعيًا عظيمًا ومخلصًا. إنه بابا المحبة والديمقراطية، الذي يستمع لوجهات النظر المختلفة ويتحاور مع كل من يخالفه الرأي.
ندرك عمل الله ونعمل معه
ليتنا ندرك عمل الله في كنيسته ونتعاون معه، مبتعدين عن المهاترات والتحزبات، متجنبين التعصب الأعمى الذي يعمينا عن رؤية النور الإلهي. نحن حقًا محظوظون أن يكون بيننا قديس عظيم مثل البابا تواضروس، الذي يحتمل كثيرًا من أجل سلام الكنيسة، متمثلًا بكلمات الرسول بولس “مَنْ يَعْثُرُ وَأَنَا لاَ أَلْتَهِبُ؟” (2 كو 11: 29)
نصلي أن يقود الرب الباحثين عن سلام الكنيسة ويبارك جهودهم، طالبين سلامًا وبنيانًا لكنيسة الله. ونوجه رسالة إلى أصحاب صفحات التواصل الاجتماعي التي اعتادت الهجوم على الكنيسة وآبائها باستخدام أساليب الإثارة والإشاعات والتضليل: إن قداسة البابا يواجه كل هذه المؤامرات بحكمة وصبر، وستظل الكنيسة متماسكة بوحدانيتها، تجمع آباءها وأعضاء المجمع المقدس تحت قيادة قداسة البابا تواضروس الثاني.
إنه بحق الأب الراعي والحافظ على الإيمان المستقيم. نصلي جميعًا من أجل قداسة البابا تواضروس الثاني، سائلين الله أن يحفظه ويبارك حبريته ورئاسته للكنيسة المنظورة إلى أبد الدهور.
بقلم “القس بولا فؤاد رياض” “كاهن كنيسة مارجرجس المطرية القاهرة”