العلاقات بين إيران وباكستان والأزمة الأخيرة
كتب.. أحمد عبد العظيم
تربط إيران وباكستان علاقات تاريخية وثقافية قديمة، تعود إلى قرون مضت. ولطالما كان البلدان ينظران إلى بعضهما البعض على أنهما شقيقان. ومع ذلك، فقد شهدت العلاقات بينهما توترات متزايدة في الآونة الأخيرة، تمثلت في الأزمة الأخيرة التي اندلعت بينهما في يناير 2024.
العلاقات التاريخية والثقافية بين إيران وباكستان
تشترك إيران وباكستان في حدود مشتركة تمتد لمسافة 900 كيلومتر. كما تشتركان في العديد من القواسم المشتركة الثقافية والتاريخية، مثل الدين الإسلامي واللغة الفارسية. وقد لعبت هذه القواسم المشتركة دورًا مهمًا في تعزيز العلاقات بين البلدين على مر التاريخ.
في القرن السابع الميلادي، دخل الإسلام إلى إيران وباكستان، وسرعان ما أصبح الدين السائد في كلا البلدين. ومنذ ذلك الحين، ظل الدين الإسلامي هو العامل الرئيسي الذي يوحد بين الشعبين الإيراني والباكستاني.
كما تشترك إيران وباكستان في اللغة الفارسية، وهي اللغة الرسمية في إيران. وتستخدم الفارسية أيضًا كلغة ثانية في باكستان، وخاصة في المناطق الحدودية.
الأزمة الأخيرة بين إيران وباكستان
اندلعت الأزمة الأخيرة بين إيران وباكستان في يناير 2024، بعد أن شنت إيران ضربات صاروخية على أهداف في إقليم بلوشستان الباكستاني. وزعمت إيران أن الهدف من الضربات كان القضاء على حركة جيش العدل، وهي جماعة مسلحة سنية تنشط في إقليم بلوشستان وتشن هجمات على أهداف إيرانية.
ونددت باكستان بشدة بالضربات الإيرانية، ووصفتها بأنها “اعتداء سافر على سيادة باكستان”. كما اتهمت باكستان إيران بقتل مدنيين باكستانيين في الضربات.
وأدى هذا التوتر إلى قطع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، وإلى تصاعد التوتر العسكري بينهما.
العوامل التي أدت إلى الأزمة الأخيرة
هناك عدة عوامل أدت إلى الأزمة الأخيرة بين إيران وباكستان، منها:
الخلافات السياسية بين البلدين
تختلف إيران وباكستان في العديد من القضايا السياسية، مثل الملف النووي الإيراني وموقف البلدين من الولايات المتحدة الأمريكية.
الاتهامات المتبادلة
تتهم باكستان إيران بالتدخل في شؤونها الداخلية، وخاصة في إقليم بلوشستان.
ايران تتهم باكستان بدعم حركة طالبان، التي تعتبرها إيران حركة إرهابية.
العواقب المحتملة للأزمة الأخيرة
ربما تؤدي الأزمة الأخيرة بين إيران وباكستان إلى عواقب وخيمة على البلدين، بلعلى المنطقة ككل.
التوتر العسكري بين إيران وباكستان سيؤدي بالتبعية إلى وقوع صراع مسلح بين البلدين، مما يؤدي إلى زعزعة استقرار المنطقة.
وبالذات في إقليم بلوشستان الذي قد تؤدي الأزمة بين إيران وباكستان إلى تفاقم أزمة فيه، إلى مزيد من العنف.
انتشار الإرهاب في المنطقة
قد تؤدي الأزمة بين إيران وباكستان إلى انتشار الإرهاب في المنطقة، حيث قد تستغل الجماعات الإرهابية التوتر بين البلدين لتوسيع نطاق عملياتها.
تمثل الأزمة الأخيرة بين إيران وباكستان تهديدًا خطيرًا للاستقرار في المنطقة. ومن المهم أن تبذل البلدان جهودًا جادة لحل هذه الأزمة، واللجوء للحل السلمي من أجل تجنب وقوع عواقب وخيمة على البلدين وعلى المنطقة ككل.