الطائر الحر يخلق الطريق

وقت النشر : 2023/01/11 11:33:22 PM

الطائر الحر يخلق الطريق

كتبت : عائشة عمي .

الفنان القدير إبراهيم شرقي كاتب طموح ، ممثل بارع ومخرج مسرحي متفرد
من مواليد 13 جانفي 1960 ، بالقصبة في الجزائر العاصمة .
يعتبر ابراهيم شرقي من الوجوه المسرحية المعروفة في المشهد الثقافي الجزائري وهذا بالانتاجات و الأعمال التي قدمها وأجادها بإحترافية مع كوكبة من فنانين معروفين في الوسط الجزائري ، حيث أنه يملك أكثر من 30 مسرحية في رصيده الفني مع عمالقة الفن في الجزائر وإحتياطي لابأس به في كتابة النصوص المسرحية وكذا ظهور راقي ومشرف على خشبة المسرح .

الظروف تصنع بالانسان مالا تصنعه النفس به ، وإبرهيم شرقي فنان ولد من رحم مليء بعظماء الفن وشخصيات لها وزنها وثقلها اليوم بما قدموه للمسرح الجزائري وبلورة الإبداع ونقصد منهم محي الدين بشطارزي ، سيدعلي حوات ، والحاج محمد العنقى … والقائمة طويلة ، هذا التأثر الايجابي جعله بسرعة يشرع في ممارسة الرياضة والفن كالموسيقى والمسرح التي ارتقت به إلى عالم الإبدا ع و التميز .

أول ظهور للفنان إبراهيم شرقي في المسرح كان سنة 1969 ، في مسرحية ” الفجر الأحمر ” ، وبعدها تدرب على يد الفنان القدير علال تقنيات الفن الركحي ، وانتقل إلى فرنسا من أجل متابعة دراسة المسرح في مدينة بوردو ومنها كانت الإنطلاقة الحقيقة للفنان .

للعلم أنه متحصل على شهادة ليسانس في العلوم القانونية وقد اشتغل إطاراً إداريا في وزارة الصحة ، كما ترأس لجنة الخدمات الإجتماعية ، ثمّ مفتش الضرائب في الوزارة ذاتها .. وهذا الأمر لم يكن عائق له في ممارسة المسرح وتقديم الجماليات .

أصبح إبراهيم شرقي كاتباً مسرحياً يخلق في نصوصه العلاج وكانت انطلاقته في الكتابة بداية من عام 1985 ، وأصبح ممثلا في المسرح الوطني الجزائري بداية من عام 1993 وكان له حظ أن يواصل تكوينه بالمعهد الدولي للمسرح بالإضافة إلى قيامه بعدة تربصات بفرنسا ، وكانت له مشاركات مشرفة في عدة مهرجانات عربية ودولية منها تونس، الإمارات ، الأردن ، فرنسا وغيرها من الدول العربية والأجنبية .

كما كان له القدرة على إخرج عدة مسرحيات من بينها :

كالعرض المسرحي “باسطا ” تأليف وإخراج ابراهيم شرقي ، وقد تم عرض ندوة صحفية حول هذا الإنتاج 22فيفري2022 بنادي امحمد بن قطاف . ، مسرحية رنا جيناك ، مسرحية دار فرجة، مسرحية كان هنا وراح، مسرحية حالتنا هنا ، اسمع واسكت ياحسن، مسرحية دار فرجة

واشتغل مساعد مخرج في أعمال أخرى ،كما كتب شرقي عدة نصوص مسرحية ، أبرزها :
” نص يا شاري دالة ” ، ” نص الجوّالة ” ، “نص الفينيق ” ، ” نص اسمع واسكت يا حسن ” ، ” روبوتيك ” ، ” نص تينهينان ” ،” نص ضياف ربي ” ، ” نص سمفونية والأحلام السرية “
ونصه المعنون بـ :”زهوة وراحة” الذي عقد لقاء من أجل قراءته يوم 25جوان2020.

ومثّل في عدة مسرحيات ، أهمها :
” مسرحية مسار الذاكرة ” ، ” مسرحية أضواء ” ، ” مسرحية مجلس الانضباط ” ، ” مسرحية بدون حدود ” ، ” مسرحية المعلم الفاضل ” ، ” مسرحية انسالو ولاّ ما نسالوش ” ، ” مسرحية الخبزة ” ، ” مسرحية مملكة الناس ” ، ” الخادمات ” ، ” مسرحية الفيزيائيون ” ، ” مسرحية بائعة العصافير ” ، ” مسرحية مريض الوهم ” ، و ” مسرحية الجثة المحاصرة ” ، ” مسرحية سليمان اللُّك ” …. وغيرها .
أما تجربته مع التلفزيون والسينما فكان له حضور جميل وواسع .
مسلسل ” شهرة ” ، ” ثمن الدم ” ، ” ميستا ” ، ” أحلام الوهم ” ، ” عمارة الحاج لخضر ” ، ” أحوال الناس ” ، ” سبيطار ” و ” عودة جحا ” …. والعديد من الأعمال الأخرى التي اشتغل عليها وفيها .

الفنان أو الممثل عندما تتحدث معه تشعر بارتياح كبير سواء من ناحية الأمل التي يغرسها داخلك أو من ناحية إعطاءك قيمة في الحوار والاستماع لك ، ولا يتحدث معك بلسان أنا وأنا ولا يقلل من شأنك بل يتحدث معك دون الانقاص من قيمتك وهذا إن دل فهو يدل على رجاحة عقله و تمكنه فنيا هؤلاء من يقتدي بهم الإنسان ويعطيهم احترامه ومن نرغب في الأخذ من مناهلهم وهذا ما التمسناه من روح ابراهيم شرقي .

دخول عالم المسرح لايعني أن يتخلى الإنسان عن أخلاقه ، عن صلاته ودينه، لا يعني استبدال ثوب بساطتنا بثوب التكبر والعجرفة والغرور ورؤية أنفسنا أفضل من الغير وأننا مُلاكْ الدنيا ونحن أرباب الابداع وأسياده وبدوننا لن تسير الدنيا ولن تقعد ، هذه العقلية التي يسير بها البعض والتي من خلالها يثبطون الشباب الذي يملك الطاقة و الموهبة والقدرة على خلق الابداع وتجسيده عن طريق هذه الكلمات نحن أكاديميين ولنا خبرة سنوات ونحن من عصر فلان وفلان نحن الأعلم ونحن الأفضل ، لا أعلم هذا يعتبر مرض أو هو جهل .

عالم المسرح رقي وارتقاء ولكن بعضهم لا يجيد تعريف المصطلحات والمفاهيم فالرقي في مفهومه الخاص هو النظرة الفوقية ورؤية الآخرين أنهم دون المستوى العلمي والثقافي والمعرفي والفني والفكري ، وكلمة ارتقاء في اعتقادهم أن من خلال بعض الكلمات التي يلوكونها وتكون ضخمة أنهم هم أسياد اللغة العربية وأنهم اللسان الذي لا يخطأ أبدا .

يعتقدون أن من يتواضع ويعتذر إن أخطأ أنه بلا فكر وأنه ضعيف ، هم يخلطون كثيرا وهذا راجع إلى مايسمى بهاجس أن يأخذ مكاني ، أن ينزل المستوى ، المستوى يبقى محفوظ ويمكن أن يرتفع إن كان الشخص يدرك قيمته وما يكنه في سريرته وما يحمله من معارف مختلفة ومتنوعة أو بالأحرى فكر وتفكير لا ينضب .

لا تقارن بينك وبين الأشخاص حسب سنهم ، أنا كبير في السن إذا أنا أفضل منك تفكيرا وأفضل منك تحصيلا ، لاتقارن نفسك وبين غيرك حسب الفرص التي تلقيتها أنت وفرصته التي يتمسك بها بكل قوة ، إن كنت حقا صاحب فكر ، تسهيل أمور الآخرين ونصحهم وتوجيههم لن ينقص منك بل بالعكس سيرفع قيمتك وربما ذاك الشخص الذي أرشدته سيحبب الناس فيك وسينشر قصته معك ويقرأها الكثيرون ، ربما تكون له الدافع لكي يغرس جذوره وينمو ويزهر .

لا يحق لك تكسير الآخرين ولا يحق لك الانقاص من شأنهم ، وأنت من كنت تستفيد من فكرهم وتبحث عن أفكارك في عقلهم، هذا الأمر يحدث كثيرا في الجامعات والمعاهد تجد بعض الاستغلالين يأخذون جهد الطالب الذي يسهر الليالي في البحث والكتابة و حرمان نفسه من الراحة ومن أن يصرف مصروفه في الأوراق و في شراء الكتب وغيرها من صعوبات يتلقاها فيتخرج الطالب بشق الأنفس بدلا أن يكون العلم بالنسبة له استمتاع ونعمة يكون بالنسبة له مجرد عبء ونقمة ومرض نفسي .

فتحت هذه النقطة من خلال المشاهدات الكثيرة من الواقع وما هي مخلفات الاستهتار والتقليل من قيمة الشباب الذي يعتبر سيد المبادرات والحماس المشع .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى