بقلم.. اسلام العيوطي
يُولد الإنسانُ وعيناهُ تنظران إلى أعلى، وصوتهُ يعلو مُعربًا عن نفسهِ من أول لحظة وطأت أقدامه الدنيا.
متطلعًا إليها، ويكبر تدريجيًّا، ويمرّ بكلّ مرحلة من مراحل حياته، وفي نفسه أماني وأمنيات يريد أن يصل إليها ويحققها، فمُنذُ ولادته كان يصرخ ثمّ صار يمشي، والحلمُ الذي يراوده في يقظتهِ ونومهِ
هو
متى يصير من طفل إلى شابّ ثم إلى رجل يملك تدبير أموره وشئونه بنفسهِ؟!!
فيلتحقُ بالمراحل الدراسية مرحلة تلوَ الأخرى، فيعلم ويتعلم أن الحياة كما أنها مليئة بالورود فهي مليئة أيضا بالأشواك، وإنه لن يصل إلى قطف الورود إلّا إذا أصابتهُ الأشواك، فالبعضُ يستسلم ولا يقاوم هذا الطريق والبعضُ الأخر يظلّ سائرًا لا يضنيهِ الألم، ولا يرهقهُ عناء الطريق، ويظل حتى النهاية صابرًا محتسبًا.
وتعالَ معي أخطو معكَ خطوةً من خطوات سجّلها التاريخ لعُظماء عاشوا كرامًا وماتوا عظامًا.
ضربوا لنا أروع المثل في إصرارهم على بلوغِ غايتهم، واجهوا العوامل المادية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية على حدٍ سواء، بل إن شئت فقلْ: واجهوا الطبيعةَ نفسها، وما فرضتهُ عليهم من ظروف تجعل كلّ واحدٍ منهم ليس فقط لا يُذكر مِن قريبٍ أو بعيد؛ بل تجعلهُ يترك الحياة برمّتها من شدةِ اليأس.
لكنْ
حدّثني عن الشمس مَن يستطيع أن يحجب ضياءها عن الأرض،
حدّثني عن القمر مَن يستطيع أن يحجب نورَه عن الأرض،
حدّثني عن الهواء مَن يستطيع أن يحجبه عن البشر والشجر،
حدّثني عن المياه مَن يستطيع أن يحجب نزولها من عند رب البشر؟!!
نعم، من استطاع خلق قوة هذه الأشياء هو الله جلّ شأنه، فمن إذن يستطيع حجبها؟!!
ولا أقول أنني سوف أحدثكم عن الشمس أو القمر أو الهواء أو الماء، ولكن أحدثكم عن أُناسٍ تمسكوا بحبل الله المتين فصاروا بفضلهِ يناطحون الكواكبَ في السماء.
نستنشق من عبقهم ومن عبير علمهم وثقافتهم وسيرتهم ومسيرتهم العطرة ما يحملُنا لا أقُول لمواجهة قسوة الحياة فحسب، بل لنكون نحن الحياة ولا حياة إلّا بنا.. بصلابتنا وعزيمتنا المستقاه من الإيمان برب الوجود الله وحده الواحد المعبود، وهدي خير الأمة سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم