
متابعة.. عائشة عمي
نظمت مديرية الثقافة تحت إشراف المجلس الشعبي البلدي لبلدية البليدة بالتنسيق مع المؤسسة العمومية لترقية الفنون و النشاطات الثقافية ملتقى الأدب و الفنون في طبعته الأولى. حيث تم تنظيم حفل تقديم وبيع بالإمضاء كتاب”البليدة …تاريخ و حضارة” للأستاذ الأديب والباحث في تاريخ ولاية البليدة رابح خدوسي بمكتبة البلدية .
بحضور قامات وازنة لها مساهمات مهمة في خدمة الوطن الجزائري من بينهم:
– الوزير والدبلوماسي الأسبق السيد محي الدين عميمور
– السفير الأسبق السيد مصطفى بوتورة
– الشيخ الفاضل السيد محمد مكركب
– النائب البرلماني السابق السيد مسعود عمراوي
– الشاعر والأديب السيد سليمان جوادي الرئيس الأسبق لبيت الشعر الجزائري .
– السيد ياسين بن عبيد الله مدير المركز الثقافي بجامع الجزائر.
كما حضر كل من :
– نواب وأعضاء المجلس الشعبي الولائي.
– رئيس المجلس الشعبي البلدي لبلدية البليدة
– مدراء الجهاز التنفيذي
– الأسرة العلمية والأكاديمية من بينهم الدكتور عبد القادر بوعقادة والبروفيسور محمد شريف سيدي موسى .
– إطارات وموظفي وعمال مديرية الثقافة والمجلس الشعبي البلدي لبلدية البليدة والمؤسسة العمومية لترقية الفنون والنشاطات الثقافية والرياضية على رأسها الأستاذ الطيب الباي .
– عائلة الفكر والفن والشعر والأدب من بينهم أحمد ختاوي ، الشاعر رابح عبد اللاهي
– رؤساء الجمعيات وممثلي المجتمع المدني ، جمعية المشاة الهواة لولاية البليدة ، جمعية بشائر المستقبل
– أسرة الإعلام المحلية .
قدم ملخص الكتاب ذو الفصول الستة من قبل دكتورة جامعية أين قدمت نبذة موجزة عنه ، ووضعت القارئ في الصورة الحقيقة للكتاب التي تمرر رسالة مهمة حول جدوى وأهمية تاريخ المنطقة ، فكما يقول الشيخ الفاضل محمد مكركب من لا يعرف التاريخ لا يعرف الجغرافيا تأكيدا على ترابطهما الوثيق.
عبر الأديب رابح خدوسي عن امتنانه العميق للحضور النوعي أين كان هناك تمازج جميل بين الجمع الحاضر ، كانت هذه الندوة بمثابة حديقة مختلفة في غرسها وثمارها وقد أضفت و زادت التفاءل والانشراح و غرست في نفوس الحاضرين معنى عميق ترابط الأجيال ببعضها البعض، باعتبارها جلسة طمئنة أن الأمل لازال قائما وأن الأجيال تفهم العمق والمبدأ الوطني الذي ناضل من أجله السابقون من مجاهدين وشهداء من فقهاء وعلماء وطلبة وعامة الشعب الجزائري دون أن نفضل أحد على الآخر بما أن الثورة هي ثورة شعب موحد .
و مدام أن هناك أشخاص يسعون بصدق إلى حفظ الذاكرة الوطنية سيكون هذا الشعاع وأقصد به الأمل قائما وسيمرر من جيل إلى جيل .
وكان الأديب والمؤرخ خير مثال على أن الهوية الجزائرية الثقافية لن تضيع . وباعتبار ولاية البليدة الجزائرية جزء لا يتجزأ من التراب الوطني الجزائري فإن كتابه يعتبر إضافة مميزة ورائعة لما حمله من وقائع وحقائق، مستند في هذا البحث على مراجع موثوقة ، وقد تناول الأديب كلمة بعد كلمة مدير الثقافة السيد عمر مانع الذي أشاد بدور الكاتب الغيور على كل ما يمثل وطنيته و أكد بأن مديرية الثقافة لولاية البليدة ستعمل جاهدة على الاحتفاء بقامات البليدة و تفعيل الساحة الثقافية فيها من خلال النشاطات الثقافية وهكذا لقاءات فكرية تزيد من الثراء الثقافي للولاية .
مما قاله الأديب خدوسي في كلمته :
” نحن نسعى من خلال هكذا منجزات إلى الحفاظ على الهوية الوطنية باعتبار أن الهوية هي بطاقة ثمينة تعطي لأي دولة قيمتها ووزنها ، بأن هذه التربة الطاهرة والمباركة لها تاريخها السامق وجذورها العميقة التي تتفرع لتعطي أساسات البلاد ، وينبه بأن الإنسان الذي لا هوية تاريخية له. حاله كحال المجرد من أصوله وبما أن الهوية مهمة لأي دولة كانت فإننا نحاول جاهدين أن نكتب تاريخنا. ، فتاريخ ولاية البليدة الجزائرية هو جزء هام من تاريخ الجزائر، وكل ولاية لها تاريخها فوجب علينا كحاملي الأقلام حاملي أمانة و هبة الفكر والكتابة أن ندون مايمكن تدوينه لحفظ الذاكرة الوطنية بكل تفاصيلها من أجل تمريرها للأجيال القادمة بكل صدق وأمانة ، فهذه المسؤولية التي تقع على عاتقنا هي تكليف و تشريف في نفس الوقت. أن نساهم في توسعة الزراعة الثقافية والحصاد التاريخي المهم .
من بين الشهادات المهمة التي حضيت بها هذه الجلسة الكريمة شهادة الدبلوماسي والوزير الأسبق وكما يلقبه الكثير الصندوق الأسود الدكتور محي الدين عميمور الذي قال وسط ذهول الحاضرين ” يا عمنا رابح عليك أن تخبرنا مستقبلا كم انتقت الجهات بمدينة البليدة من هذا الكتاب كأنه أراد إيصال رسالة مهمة لابد من المساهمة في شراء هذا الكتاب وتوزيعه على المكتبات على مستوى ولاية البليدة باعتبار أن هذا الكتاب القيم إضافة مهمة لتاريخ الولاية والحقائق التي يحملها في صفحاته ، هي ليست مجرد حبر على ورق وإنما هي عرق على الجبين و دماء على التربة .
و شهادة الشيخ الفاضل محمد مكركب أحد أعلام ولاية البليدة الجزائرية أين ذكرنا هذا العلامة المتواضع بجمال البليدة بياسمينها وقد أحسست بأنه يريد القول بأن الورد لغة هو لغة راقية تدل على رقة والنعومة و السماحة والخلق الرفيع والمحبة الغامرة التي غمرت سكان المنطقة . دلالة على الموروث الأخلاقي والموروث الثقافي والموروث التاريخي للمنطقة الحنين إلى تلك الأيام و إلى تلك المناظر التي تجعل المرء جميلا من الداخل ، التي تجعله يتبسم يسير بخفة بلا أثقال ، أهمية هذه التفاصيل الصغيرة في تاريخ المنطقة وحياة الأفراد .
باعتبار الأديب والمؤرخ رابح خدوسي من الأدباء المتأدبين بأدبهم وخير مثال يحتذى به تراه يصنع أثرا في نفوس الناشئة من الشباب السائر على خطى الأجداد وهذا ما يعرف بالاحتضان النفسي بأن يشاد ويعترف بقدرات المواهب التي بلاريب هي ذخر مستقبلي للوطن فمرر بتواضع مكرفون المؤانسة لأحد الشباب الحاضر وقال له حدثنا عنك وعن اختراعاتك وملامحه ترسم على محياها الافتخار والاعتزاز بهذا الشبل الذي ابتكر جهاز كشف سرطان الجلد بالذكاء الاصطناعي . يقول وهو الأصغر سنا بين الحضور الكريم بأن الورد له أشواك يظهرها إن كان هناك تعدي وأبناء مدينة الورد ورود أظهرت أشواكها في الثورة الجزائرية . للإشارة إلى أن الورد لا يؤذي بأشواكه إلا العدو وأما المحبين فلهم العبق والجمال وأديبنا رابح خدوسي مسيرة حافلة بالإنجازات ولو تحدثنا عنها لن نغادر هذه القاعة لعدة أيام .
هذا الاعتراف الصادق حول دور الموسوعة الثقافية القائمة بذاتها الذي كان على ألسن الحاضرين باختلاف توجهاتهم وميولاتهم الحياتية و فارق السن فقد أجمعوا كلهم بأهمية العلم والدين في صيانة الأجيال من أي غزو ثقافي وفكري قد يهدد استقرار البلاد وهذا الاعتراف هو إشارة كذلك على أن بلداننا العربية بحاجة إلى هكذا صيانة جادة لكي لا تتعرض إلى المساوء والأضرار التي تنتج من التدخلات الأجنبية التي لا تعمل لصالح أوطاننا بل لمصلحتها التوسعية ، وكلما كان الجيل مرتبط بتاريخه وجذوره أي الأصول كلما كان أكثر تعلقا بترابه وهنا لاخوف عليه لأنه مغذى بالعقيدة والوطنية .
هذا بعض مما جاء في هذه الندوة الفكرية أو الإضافة التوعوية والتنبيهية وفي ختامها قال الأديب خدوسي أنا عندما أكتب لا أتطلع لأن يتم تكريمي أو الثناء علي ولكن أنا أخدم هذه التربة الطيبة بكل محبة وإخلاص مقابل ماقدمته لي هذه التربة من أمن وسلام وهوية ، كما قدم شكره وتقديره لكل من دعم وتفاعل مع هذه الجلسة بالحضور المهم .