كتاب ومقالات

أين نحن فى مائدة الدراما الرمضانية!!؟

وقت النشر : 2023/04/14 01:19:50 PM

فاتن ابو سديرة.. تكتب

أين نحن فى مائدة الدراما الرمضانية!!؟


حتى وان لم تكن من متابعى الدراما الرمضانية فحتما ورغما عنك ومن خلال تغلغل السوشيال ميديا فى حياتنا بشكل مرعب فأنت ستتمكن من الإلمام بخيوط كل عمل درامى قُدِم على الشاشة الصغيرة دون ان تحتاج ان تستقطع من يومك ساعات فى افضل ايام الله لتقضيها امام الشاشة لمتابعة احداث عمل ما

متابعة دون مشاهدة!!
ورغم عدم المتابعة لاى عمل تقريبا هذا العام الا اننى من خلال تصفح السوشيال ميديا استطعت ومن موجز الفيديوهات التى لاتتجاوز الثلاث دقائق ومتابعة تعليقات المشاهدين ان اصل للحبكة الدرامية لمعظم هذه الاعمال فهذا ” جعفر العمده” الذى يحظى بمكانة اجتماعية ثقيلة فى منطقته مما جعل له اعداء اختطف ابنه وهو رضيع ويمضى العمل فى رحلة بحث جعفر عن ابنه
..
وذلك ” الاجهر” الذى خرج من الاصلاحية بعد ادانته فى جريمة قتل والدته زورا ليعمل فى مافيا تجارة الاحجار الكريمة العابرة للقارات بعد و يواجه صراعات فى محاولة اطراف اخرى السيطرة على السوق..

وهذه “مهرة” فى”ضرب نار ” التى يتصارع عليها طرفان الشهم الصعيدى الجدع الكوماندا وزيدان صاحب المال والسطوة !!فمن سيكون الفائز بقلب هذه المهرة!!؟ ..و.. و.. الخ من هذه الاعمال

يشير هذا الموجز المقتضب لبعضا من هذه الاعمال الدرامية دون متابعة جادة الى عدة مؤشرات

لماذا كل هذه الحلقات!؟
ان عقدة العمل الدرامى وفكرته الرئيسية لا تحتاج لكل هذه الحلقات من مط وتطويل ليعرض تقريبا على مدار شهر كامل او حتى يتجاوز ثلثي الشهر فانت تستطيع فهم لب العمل وحبكته الدرامية من مجرد متابعتك لدقائق حول كل عمل على السوشيال ميديا صدفة حتى دون بحث

نشر مفاهيم خطرة!!
منذ سنوات ومعظم الاعمال الدرامية المصرية ترسخ لمفاهيم غريبة عن مجتمعنا او لنقُل انها حالات فردية من بلطجة وعنف وجريمة وانتقام باستثناء بعض الاعمال التى تتناول عملياتنا العسكرية وجهود القوات المسلحة فى دحر الارهاب والقضاء عليه وهى النقطة التى تظل مضيئة فى الدراما المصرية

خطورة انتشار “السوشيال ميديا”
يشير فهمك وتحليلك لعمل ما من مجرد فقط ما يقابلك صدفة عبر مواقع و صفحات السوشيال ميديا الى خطورة هذه الادوات المرعبة ” السوشيال ميديا”التى اصبحت تنتشر انتشار النار فى الهشيم والتى تتسلل تحت الجلد دون ان تشعر وتصلك الرسالة التى يحملها كل عمل بكل بساطة واريحية أينما كنت دون ان تستطيع السيطرة عليها او حتى (فلترة) ما ترغب فى دخوله لبيتك ولأبنائك

أين نحن..!؟
كل هذه الاعمال ايضا غاب عنها البطل الحقيقى المواطن المصرى العادى الذى نعرفه ويمثل السواد الأعظم من الشعب احد افراد اسرتك او الجار او زميل العمل … الذى يقضى يومه ساعيا على لقمة عيش كريمة يوفرها لاهل بيته لا يعلم شيئا عن صراع الكبار فى الاستثمار فى البورصة اوالبيزنس او يدخل معارك مع اخرين ليفوز بقلب امرأة !!؟ تطحنه الحياة بمشكلاتها من التعليم والصحة ويشغله مستقبل اولاده واقل ما يسعده هو فوز الفريق الرياضى الذى يشجعه على فريق منافس او حصوله على مكافأة فى عمله تضمن له ولاسرته ايام من الشعور بالأمان

إلى صناع الدراما..
فيا صناع الدراما رفقا بهذا البلد وبمواطنيه اهبطوا من ابراجكم العاجية الى ارض الواقع عايشوا المواطنين فى حياتهم ومشكلاتهم اليومية
جسدوا على الشاشة نماذج مشرقة للاخلاق والفضيلة للشرف وحب الوطن تعيش بين الناس كما عاشت بيننا لسنوات دراما الزمن الجميل “الرايةالبيضا” “يوميات ونيس” “خالتى صفية والدير” ” الهجان”رحم الله كتابها وفنانيها
ومتع الاحياء منهم بالصحة والسعادة

و أخيرا..سنظل نحلم بوطن الأجمل فى كل شئ ..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى