كتاب ومقالات

نظرة ثلاثية الأبعاد على كفر إبليس

وقت النشر : 2023/02/16 01:07:48 PM

نظرة ثلاثية الأبعاد على كفر إبليس

محمد حرب: يكتب

إذا افترضنا أن أبا لهب لم يعادِ النبي – صلى الله عليه وسلم – ولم يذمه القرآن، وكان في الركب السابق للإسلام؛ ستكون أبسط النتائج أن يصلّي عليه مليار مسلم خمس مرات يوميًا في جملة «وَعَلَىٰ آلِ مُحَمَّدٍ»

مثل هذه الفرص العظيمة ضيعها الكثيرون بعقول لا  تعقل الخير والرشاد «وَقَالُوا لَو كُنَّا نَسمَعُ أَو نَعقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصحَابِ السَّعِيرِ»

وأول كافر على علم الإنسانية هو إبليس، وكفره أعجب العجب! كنت أجهل سبب تكفير الله لإبليس، هل لأنه عصى؟ فكلنا عصاة والعاصي ولو ارتكب الكبيرة لا يكفر بها، إلى أن منّ الله عليّ ففهمت فيما كان كفره

ذُكِر فِي الآثار أنّه عَبَدَ الله ألفي سنة وكان مجتهدًا ذا مكانة، استخلفه الله على السماء الدنيا والأرض يسوس ما بينهما، وفي لحظة طيشه أُحبط عمل ألفي سنة ولُعن فكيف ذلك؟نلاحظ من سرد القرآن عن موقف إبليس أن كفره كان على مراحل :

1- الكِبر : هو نوعين، كبرٌ على الخلق – من أكبر الكبائر -، وكِبر على الله – تعالى – والنوع الثاني كفر صريح، فأول ما ذكر الله من عصيان إبليس تكبره على آدم وإباؤه السجود له، ومن حِلم الله أن الله لم يعاجل إبليس بالعقوبة، ومن كمال علم الله أنه علم ما في نفسه من أن أفضليته على آدم بمادة صنعه، فبيّن الله له أن مقياس الأفضلية بالقرب من الله – عزّ وجلّ -.

وبيّن له أن آدم أفضل منه بذلك  «قَالَ يَـٰإِبلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَن تَسجُدَ لِمَا خَلَقتُ بِيَدَيَّ أَستَكبَرتَ أَم كُنتَ مِنَ العَالِينَ» ومعنى ذلك أن تكبره على آدم بلا معنى، ورغم أن أبليس قد أفصح بكفره وعادى ربه إلا أن الله ألزمه الحجة، واختار إبليس الكفر، فجحد وتكبّر على أمر الله – عزّ وجلّ -.

2 – جحود صفات الله – عزّ وجلّ – : ترتب على تكبر إبليس على الله أن يغالط ويكذّب فطعن في حكمة الله – عزّ وجلّ – وادّعى أن الله جعل الفضل في غير موضعه وهذا أيضًا إنكار لكمال علم الله – سبحانه وتعالى – ومن كفر بصفة من صفات الله كفر؛ فاستحق إبليس بذلك أن يُلعن وما ظلمه الله ولكن ظلم نفسه.

«قَالَ رَبِّ فَأَنظِرنِي إِلَىٰ يَومِ يُبعَثُونَ» في ذلك إقرار إبليس بربوبية الله وعلمه بأنه هو الذي يحيي ويميت ويكتب الأعمار والآجال والأرزاق ويرزق ويحاسب يوم القيامة «قال إبليس : كل خلقك قد بينت رزقه، ففيم رزقي؟ قال في ما لم يُذكر اسمي عليه»، ولكن ما نفع هذا العلم إبليس شيئًا، فأعوذ بالله من علم لا ينفع.

ربما كان شرارة هذه النار : العُجب وهو اعتقاد إبليس أنه مستحق لمكانته الأولى من الاستخلاف والرفع إلى السماء، وغفل عن حقيقة أن الله تعالى هو الذي أنعم عليه بهذا، فمن وصل بالمشي فالله خالق قدميه.

حسام كرم

اللهم إجعل لي أثر في الدُنيا كأثر إبراهيم عليه السلام -

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى