محمد بويش الأيقونة الصامتة

محمد بويش الأيقونة الصامتة

كتبت.. عائشة عمي

هناك من يكون في الدنيا زهرة وهناك من هو أرض حاضنة وهناك من هو حرف في كتاب وهناك من هو موسوعة تستقبل الحروف بغض النظر عن انتماءاتها تزودك بالكثير دون أن تطلب منها وإن طلبت ستكون سعادتها سعادتين.

شئت أن أبدأ مقالي بهذه المقدمة تمهيدا للحديث في هذه الورقة الحالمة عن محمد بويش النوفمبري في ميلاده وأعماله..

محمد بويش الرجل الذي تتعلم منه المثابرة والاجتهاد والمصابرة فكما يقال كلنا في كبد ولكل واحد منا نصيبه من التعاسة ونصيبه من السعادة فنحن مقيمين في الدنيا ظيوفا كل مرة أين نحط برحالنا وهذا مانتعلمه من سفر محمد بويش فهو ابن بطوطة المسرحي حل بمختلف البلدان العربية وغيرها من أجل الافادة و الاستفادة ، لأن السفر هو تزكية وتربية للنفس فكلما رأيت أكثر كلما تعلمت وفهمت أكثر.

يحط الطائر المرتحل رحاله ببلده الجزائر فهو المتنقل من منبته وجذوره ولاية باتنة الأوراس إلى الجزائر العاصمة وتيبازة مكان اقامته ، مجاورة ومرافقته تزيدك ارتقاء و أفكار ناضجة من عقلية خصبة.

محمد بويش كالطبيب الحكيم لايجاري العليل وإنما ينظر إلى العلة الأساسية، منه تستمد الشعور بقيمتك في هذه الحياة .

محمد بويش أيقونة صامتة بجعبتها مسرح غني بالدهشة قلمه سيف مرواغ يتقن أبجدية النص من أسلوب وجمالية خاصة، لها رؤية مختلفة ومتميزة عندما يتعلق الأمر بالركح ، بالسيدة الخشبة كيف لا وهي المحبوبة الأولى التي يقع في غرامها وعشقها من يفهم فلسفة الحب ، من يلوح مابين السطور بالمعنى والثراء.

المسرح في نظر محمد بويش فعل مكثف وطاقة تحررية تساعد في بناء الفرد الذي به يتم بناء المجتمع ، عن طريق تحرير الذهنية السلبية والأفكار المعدومة التي لا تولد فائدة ونفع.
المسرح هو كالبحر لن يركب أمواجه إلا من يمتلك التوازن ، التوازن النفسي ، التوازن العقلي، التوازن الجسدي فيحدث ذلك التوازن الايجابي الخلاق الذي يصنع الاختلاف والجودة.

بدأ محمد بويش مسيرته الابداعية 1986، كان له إسهامات جليلة في كتابة النصوص المسرحية منها ماكتبه باللغة العربية ومنها ماكتبه باللهجة الشاوية من أشهر مؤلفاته التي عرفت صدى كبير لفافة وطن التي طبعت بالدولة العربية لبنان التي جسدت فوق الخشة (الركح) دون أن أنسى بالذكر النص المسرحي رسائل خلف الجدار المطبوع بالدولة العربية مصر وكذا النص المسرحي رهينة المطبوع بتونس وغيرها من نصوص متميزة متوجة برؤية الكاتب الخاصة مثل مسرحية ساس الملح ، مسرحية الشمعة، ثامزة.

محمد بويش ليس كاتب هاوي النص وخلق الشخوص ، بل هو مخرج و ممثل مسرحي تلفزيوني وسينمائي ، شارك في المسلسل التلفزيوني الشهير “جحا” و”خباط كراعو”.

عندما تكون محلل نصوص جيد ولك مفك براغي نادر وأقصد العقل من النباهة والفطنة فأنت ملكت قدرة وقدرة محمد بويش فهم مابين سطور وتفكيك أصعب النصوص.