مجالسة بين المنطق والعجب
عائشة عمي.. تكتب
كل مرة نتعجب من منطق البشر ، لا إنسان
أصبحت الطيبة في مجتمع البشر ضعف ، وهوان لكنهم يجهلون أن الطيبة رزق ومن ينتقي سلوكه أكثر ويربي نفسه على الفضيلة ويجاهد رغبات نفسه هو يحاول أن يكون اسمه على مسماه إنسان.
وأن الصراحة راحة كما يقال بعيدا عن التجريح والأذى ، هناك من يشعر بالراحة عندما يجعل أخوه الإنسان يشعر بحزن وقلق وتفكير دائم، وجودها في حياتك لتخلق الجراح والندوب .
ليت كل واحد يربي نفسه تربية سليمة ويربي نفسه على النقاء والسلام ، قبل أن تقوم بتربية الأجيال قم بتربية نفسك أولا ، الأحسن منا خلقا بدأ بنفسه هذبها و عدل سلوكها ، النفس كالخيل تحتاج فارس يروضها والا ستبقى طليقة ، لا تعرف أين تذهب ، من الصديق ومن العدو ، كن لنفسك فارس .
قد تعتقد أن الكلمات الحانية على النفس غير مجدية وتعتبرها تصرف أطفال ، ولكن الأطفال الذين يحتفظون ببراءتهم ونقاوتهم يغذون طفلهم الداخلي ويسعدونه من خلال تعبيرهم لمشاعرهم ، إن حزنوا يعبرون عن حزنهم ، وتألموا عبروا عن ألمهم بالبكاء، وإن رأوا شيء لا يفهم سألوا واستكشفوا ، وإن عبروا صدقوا في أقوالهم ، إن لم تعجبهم أكلة قالوا لا نحبها ، وإن أحبوا صديق أو معلمة قالوا نحبك .
هنا يستحضرني قول أحفظه عن ظهر قلب يقول الكاتب ” العبرة بالعقل لا بالعمر ، فكل الناس يتقدمون بالعمر وليسوا كلهم يتقدمون بالعقل ” .
وهذا ينطبق على ” بعض الذين نظنهم صغار في سنهم هم أحيانا أكبر منا في عقولهم التي يغذونها بالمعرفة المستمرة والديمومة على القراءة وتصفح المعلومات، تجد فيه الخيرة والرأي السديد الشافي .
الفرق بيننا وبين الأطفال ليس النضج فقط بل كيف يعتني كل منا بطفله الداخلي ، طفلنا الداخلي بحاجة إلى حب واهتمام
بحاجة إلى تغذية صحية من أفكار ايجابية خلاقة .
ما أجمل أن نتيح لنا ولغيرنا حرية الإجابة إن قلنا نعم فلنا أسبابنا للقبول وإن قلنا لا فلنا وجهة نظرنا دعتنا للرفض ، للأسف في مجتمعاتنا نسيء إلى من يريد أن يعبر ويحاور ، للأسف لغة الحوار تكاد تكون معدومة وإن وجدت فنسبتها قليلة جدا ، فيخلطون بين المشجارة والخلاف ، المشجارة تؤدي للخصام وقطع العلاقات ، أما الخلاف فيؤدي إلى البناء وبلورة أفكار جديدة تخدم الطرفين ، متى كان الخلاف يفسد الود.
هذا حال من لا يتقبل الانفتاح على فكر الآخر ، ليس الفكر المخالف للقيم والمبادئ لا بل الفكر الذي نتزود به إثراءً وتفتحاً .
للاضافة لا يعني قبولنا للحوار الاقتناع والأخذ برأي الآخر ، وإنما من أدب الحوار احترام الآخر ليعبر عن رأيه ، أن تعطيه حقه في الكلام إن فعلت العكس فأنت ظالم لنفسك ولغيرك.
هناك العديد لايسمحون لك بالحديث ليس لأنك فارغ ، بل ينزعجون لأنك إن تحدثت ستتحدث أفضل منهم ، ولكن في الأحاديث الجانبية سيبحثون عن أفكارعندك من أجل أن يأخذنوها ويقولونها في المجالسات تفاخرا بازدهار لسانهم لا عقولهم .
هذا مايحدث أحيانا بين أستاذ أو دكتور في لجنة المناقشة فيعتبر الطالب عدوه اللدود فتجده يختار كلمات شديدة القسوة والغلظة ، حتى أن بعض الطلبة يصبح جل تفكيرهم كيف ينتهي عام مناقشة مذكرة البحث بسرعة وبأقل تجريح بدل أن يصب تفكيره في بحثه ، نعم كلنا ضد رداءة البحوث وكلنا نطمح لارتقاء بحوثنا لكن ليس بالتنفيز ، نعم لا تساهل في المجال البحثي ولكن دون مساس بكرامة الباحث .