عندما يعيد التاريخ نفسه !!
بقلم.. فاتن ابو سديرة
تحتفل مصر اليوم بيوم مشهود فى تاريخها هو يوم ” عيد الشرطة المصرية ال ٧١ ” ذكرى حفرها التاريخ فى ذاكرة الوطن يوم اعتدت قوات الاحتلال الانجليزى عام 1952 على قسم شرطة الاسماعيلية ليتصدى افراد القسم ضباطا و جنود بكل بسالة وفداء لهذا الاعتداء الغاشم ويظلوا صامدين حتى يستشهد اخر رجل فيهم ليكتبوا بدمائهم ملحمة خالدة سجلها التاريخ باحرف من نور
العدو يحيى خصمه
دفاع ضار جعل قائد فرقة القوات الإنجليزية المعتدية عقب استشهاد كل ابطال افراد قوة القسم يقتحم المكان بعد السيطرة عليه ليقف مؤديا التحية العسكرية لجثثهم اعترافا ببسالتهم وشراسة دفاعهم عن مواقعهم
احداث تعيد التاريخ
عاشت اجيالنا لسنوات نسمع عن دور الشرطة ورجالها فى دحر الجريمة وفرض الامن والاستقرار فى المجتمع دون ان نخوض وقائع حية نعاصرها لندرك عظم هذا الدور وقيمته حتى باغتنا القدر باحداث يناير 2011 التى رُسمت وخُططت جيدا لاستغلال ظروف اجتماعية واقتصادية صعبة كانت تمر بها البلاد
وليستغلها اعداء الوطن الإستغلال الأمثل ليوجه دفة الأحداث لصالحه
فالعدو هذه المرة ليس محتلا اجنبيآ غريبا بل جماعة متأسلمة ضالة عادت وطنها وخانت شعبها واستغلت ظروف الوطن الصعبة لتغرر بشبابه وتضللهم بالخطب الجوفاء والوعود الكاذبة فما اشبه الليلة بالبارحة فعدو الامس كان محتلا غاصبا نعرفه حق المعرفة ونعلم تربصه بالوطن وامنه
اختلف العدو والمشهد واحد
لكن عدو اليوم يخرج من بيننا يشاركنا الحياة على ارض هذا الوطن الطيبة ياكل خيرها ويشرب مياهها ويضمر لها كل شر وضعينة
هذه الجماعة المتأسلمة تعلم جيدا ان درع الوطن وسيفه هو جيشه وشرطته فوجهت اولى طعناتها لأحد هذه الدروع حتى تحكم سيطرتها على البلاد فبدأت باقتحام السجون وحرق اقسام الشرطة لبث الفوضى وتهريب المجرمين وترويع الامنين
وتصدى ابنائنا من رجال الشرطة فى شجاعة نادرة واستبسلوا فى الدفاع عن مواقعهم وسقط منهم العشرات فى يوم يعيد فيه التاريخ نفسه لنعيش على ارض الواقع نفس احداث قسم شرطة الاسماعيلية واقتحامه من قِبل قوات الاحتلال الانجليزى اختلف العدو اليوم والمشهد واحد
عودة الوطن المسلوب
لكن أبناء هذا الوطن المخلصين ما لبثوا ان استردوا البلاد وبقدرة فائقة من ايدى الغاصبين التى كادت ان تسقِط البلاد فى براثن الفوضى والحرب الأهلية والإقتتال الداخلى لولا فضل الله على هذا الوطن ووعى قياداته السياسية التى كانت دائما نظرتها الثاقبة تسبقنا بخطوات وتتوقع ما لم يكن لنا ان نراه وبصلابة رجال جيشها وشرطتها استعادت الدولة زمام الامور بعد ان وعى الشعب الدرس جيدا وادرك ما يحاك ضد الدولة فى الداخل والخارج
وجعلته الاحداث رغم قسوتها يدرك ما معنى ان ينام فى بيته امنا مطمئنا على نفسه وبيته وماله دون خوف او ترويع
هذا الدور النبيل الذى يؤديه كل رجل من رجال الشرطة المصرية بكل تفانى ووفاء لشعب مصر العظيم باذلين كل غال ونفيس من ارواحهم ودمائهم
فسلام على روح كل شهيد بذل الدماء رخيصة فى سبيل امن واستقرار وطن وشعب لتظل راية مصر شامخة ابية تستعصى ارضها ان يدنسها خائن أو جبان
وكل عام والوطن وشعبه فى امن وأمان وسلام
“الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ طَيِّبِينَ ۙ يَقُولُونَ سَلَامٌ عَلَيْكُمُ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ “(32)النحل