بقلم.. صلاح الورتاني
صرخة .. دق ناقوس الخطر !!
قم للمعلم وفه التبجيلا ** كاد المعلم أن يكون رسولا
بدأت بهذا البيت الشعري القديم لأنه يحز في نفسي أن أسمع وأرى عن تدني مستوى التعليم في أوطاننا وكيف يصل المستوى اللاأخلاقي لتلميذ في إحدى المدارس يعنف أستاذته ويقوم بتهديدها خارج المدرسة .
أتحسر اليوم وتنتابني حيرة وذهول وصدمة عميقة وجرح في القلب كيف يهان المدرٌس عندنا ولا أحد يحرك ساكنا .
يا سادة هل أصبح مثل هذا التصرف عندكم عادة ؟ بربكم كيف تريدون رقي شعوبنا ؟
ألهذه الدرجة يصل الإستهزاء بالمدرس في بلداننا ؟
في إعتقادي هناك أياد خفية وراء ما يحدث لنا من كوارث تعليمية .
وإذا تمادينا على هذه الحال فلنستعد لساعة الإضمحلال والإنحلال .
وسنصير أمة بلا عنوان ولن يعود هناك حلم لأي إنسان ..
آه وآه على هذا الزمان .. أصبحنا فيه كورقة خفيفة تتقاذفها الرياح في كل مكان ..
بربكم تأملوا ما تعيشه اليابان من تقدم تكنولوجي وأخلاقي وتربوي وثقافي ؛
بفضل تبجيل المعلم وغرس روح المبادرة عند التلميذ والطالب .
كذلك في المانيا راتب الأستاذ يفوق راتب المسؤولين الكبار .
نحن المساكين السذج لا يكفي نعطي الأستاذ راتبا متدنيا بل نضيف إليه الإهانة .
أذكر ونحن صغارا كيف كنا نختبئ عندما نشاهد المدرس
من بعيد ، كنا نحترمه لدرجة أننا نقدسه وهو كذلك كان يعتني بنا ويعطينا الدروس الخصوصية مجانا في منزله نحن التلاميذ النجباء .
أعيد وأكرر بأن الخطر قادم والطوفان سيجرفنا إذا لم نعجل بمراجعة جذرية لمناهجنا ومنظوماتنا التربوية
حتى لا تحدث النكبة وتحل علينا كل أذية .
ولطالما كنت محبا لرجال التعليم حتى أني كتبت على حائط المدرسة ما يلي :
إليك يا مدرستي
تحية زكية
آتيك دوما فرحا
في الصبح والعشية
كلمات رددناها ونحن صغارا .. فهل يا ترى ما زال هذا الجيل يعيها مع الكبار ..
وهل ما زالت أوطاننا تقدس التعليم .. أم أصبحنا وأصبح الكل عقيم .. أبكي على حال أمتنا هذا السقيم
صلاح الورتاني // تونس