أفعى ونافعة .. تعمر وتدمر .. تبيد وتفيد ..فاجعة وناجعة ..تنشئ قبور وتبني قصور ..مفتاح للجنة ودخول للنار ..تقرأ بالعيون وأحيانا بالكتابة وتارة أخرى بالخطابة .. مصدر تعاسة ومصدر سعادة ..اذا خرجت من القلب تصل الى القلب واذا خرجت من اللسان لا تجاوز الآذان..تخترق الحواجز وتتسلل بين الجدران والقضبان ..إذا انطلقت لا ترتد كالسهم وإذا سقطت لن تعود كالدمعة أو الثقة ..صاحبها يموت وهي لا تزال حية .. يسجن الإنسان وهي لا تسجن فهي حرة طليقة وتسري بسرعة تفوق سرعة الضوء ..نور يضيء ظلمة الحيرة ..جسر ذهبي للوصول إلى الحقيقة ..
أحيانًا تكون سم وتارة أخرى بلسم .. لا تؤمن بأنصاف الحقائق وأنها تساعد على إنصاف الحقائق ..قضية تنتظر عدالة السماء لتفصل بين الحق والباطل وفي اللحظة التي ينطق بها للحكم هناك من يستمتع بصداها وهناك من يخشى عقابها وتصطك أسنانه ويكشر على أنيابه ويعضعض في أصابعه..بإمكانها تشعل نيران وبامكانها تبطل خصومات..تسحر القلوب وتكسرها.. نور ونار .. على ممر التاريخ وقعت حروب لا تحصى بسببها، وظهرت عقائد لا تحصى ولا تعد وكانت هي القاسم المشترك الذي له قوة وتاثير على مصائر الأمم والشعوب.
عن “الكلمة ” أتحدث:
الكلمة سلاح ذو حدين .. الكلمة مازالت الدين والشعر والحب أيضًا.. الله سبحانه وتعالى أنزل القرآن وكانت أول كلمة فيه “إقرأ ” .. وأيضا في قوله تعالى “ويحق الله الحق بكلماته ولو كره المجرمون ” سورة يونس آية ٨٢ .. وفي الإنجيل
“في البدء كان الكلمة” “.
السيد المسيح” كلمة الله “وذكرت في الإنجيل أيضا “ليس بالخبز وحده يحيا الانسان بل بكل كلمة تخرج من فم الله .
الكلمة لها أجنحة يستخدمها الكتاب والفلاسفة والمفكرين للتحليق بها في سماء المعاني التي تتجلى فيها النصائح والحكم للقراء والمتابعين
فمثلا :
عن “الكرامة”..
تموت الاشجار بجانب البئر عطشا ولا تنحني أبدآ لطلب الماء .
بمعنى :حياتك في كرامتك.. فحينما تدق أجراس الكرامة، كل المشاعر مجبرة أن تموت .
وعن “الأعذار “
كل الاعذار كاذبة، من يرد يستطع، من يرد منح الوقت سيجد الوقت، من يجد إظهار الحب سيجد الطريقة والوسيلة، ومن يرد الهروب سيجد ألف باب ومنفذ وحيلة.
هناك أشياء لا تقرها الظروف بقدر ما نقرها نحن .
نحن من نتمسك ونحن من نفلت، نحن من نبني ونحن من نفتت، نحن من نلم ونحن من نشتت .
وعن “البذل والتضحية“
الشمس لا تشرق لذاتها والزهرة لا تعبق لنفسها وذات الضرع لا يشرب لبنه والبحر لا بأكل سمكه والنهر لا يشرب ماؤه. هذا ما تعلمناه من الطبيعة .
وعن “القناعة”
ابتسم عندما تجلس مع عائلتك فهناك من يتمنى عائلة
ابتسم عندما تذهب إلى عملك فالكثير عاطل ويتوق إلى وظيفة
ابتسم لأنك بصحة جيدة فكثيرون يتمنون شراءها بأثمن الأسعار
ابتسم لأنك حيا ترزق فالأموات يتمنون الحياة ولو لحظات لكي يتوبوا
ابتسم أن لك رب تعبده فغيرك يسجد للبقر
ابتسم لأنك أنت وغيرك يتمنى أن يكون أنت .
وعن “الارادة”
غرد خارج السرب وفكر خارج الصندوق، كن منفردا فلا تكن مثل إسفنجية تمتص دون تمييز وتخرج ما امتصصته دون إدراك . اصنع من القيود أجنحة تحلق بها في سماء النجاح، حلق مع النسور ولا تضيع وقتك مع الدجاج. وإذا ركلك أحد من الخلف فاعلم إنك في المقدمة .
وعن “الأحمق والغبي“
إذا كنت تجيد كتابة كلمة من ٤حروف وتتقن إيجاد ٤ أخطاء فيها فأنت غبي بجدارة.
العاقل إذا أخطأ يتأسف والأحمق إذا أخطأ يتفلسف .
لا يتعلم الحمار السباحة إلا بعد أن تصل المياه إلى أذنيه .
من أسوأ مصايب الجهل. أن يجهل الجاهل أنه جاهل. .
احفر نفق بمسمار ولا تجادل واحد حمار .
أخيرًا
تريث في كلماتك ، زن الكلمة بميزان حساس قبل انطلاقها لأنها سلاح ذو حدين وكن على ثقة تامة “الكلمة التي تقال علاج الكلمة التي لا تقال مرض ! “